تمر اليوم الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الطفل محمد أبو خضير ابن مُخيّم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، والذي أحرقه المستوطنون حياً في أحراش مدينة القدس المحتلة، بعد اختطافه وضربه وحرقه حتى الموت.

وفي ذلك اليوم، جدّد المستوطنون عنصريّتهم وساديّتهم تجاه كل ما هو فلسطيني، حيث خرج الطفل أبو خضير من بيته متوجهاً لأداء صلاة الفجر بعد سحور ثاني أيام شهر رمضان، وكعادته انتظر صديقه عند محل قريب ليرافقه إلى المسجد، ليباغته المستوطنون، ويقومون بخطفه وهو صاحب الـ16 ربيعاً وحرقه حتى استشهاده، وفي حينه تعالت صرخات الطفل محمد أثناء اختطافه ما استفز بعض الشباب الذين كانوا في انتظار الصلاة في محيط المسجد محاولين اللحاق بهم إلّا أنهم عجزوا، فعادوا مسرعين ليخبروا والد الشهيد محمد عمّا جرى لابنه، والذي بدوره اتصل بشرطة الاحتلال التي لم تستجب لندائه، مما أعان الخاطفين الثلاثة على تنفيذ جريمتهم بكل أريحيّة.

وبعد انتشار خبر اختطاف الطفل محمد بين أهالي مُخيّم شعفاط، كانت مجموعة المستوطنين قد وصلت إلى أحراش قرية دير ياسين، وقيدوا محمد وضربوه بالهراوى، ثم أجبروه على شرب البنزين، دون أن تجدي توسلاته وصرخاته نفعاً، بل إن القاتل "يوسف بن دافيد" استمر برش البنزين على جسد محمد ثم أضرم النار فيه –وفقاً للفيديو التمثيلي الذي مثّله القاتل-.

وبعد ذلك، انطلق المستوطنون بسيارتهم إلى مستوطنة آدم شمال القدس المحتلة حيث يقطنون، وقاموا بالعزف على آلة الغيتار الموسيقية والرقص احتفالاً بجريمتهم، بينما حاول المقدسيون الاحتجاج على اختطاف محمد وضرورة معرفة مصيره وذلك من خلال إيقاف حركة القطار، إلّا أنّ شرطة الاحتلال حاصرت المحتجين ورشقت المتواجدين في محيط منزل الشهيد بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية، واستمرت مواجهات بين قوات الاحتلال والمقدسيين إلى أن أعلنت قوات الاحتلال عن عثورها على الشهيد محروقاً في أحراش دير ياسين، وسلم الاحتلال جثمان الشهيد لذويه بعد يومين، ليشارك آلاف المقدسيين في تشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية.

وخلال اليوم الأول من استشهاد الفتى محمد أبو خضير، أصيب 55 فلسطينياً خلال مواجهات اندلعت في مُخيّم شعفاط، وامتدت إلى عدة أحياء وقرى مقدسية، ولاحقاً، حكم على المستوطن "بن دافيد" المقيم في مستوطنة قرب القدس والذي اعتبر العقل المدبّر لعملية قتل الفتى محمد أبو خضير في 3 أيار/ مايو 2016 بالسجن المؤبد، وهي العقوبة القصوى.

كما حكم على "بن دافيد" بالسجن 20 عاماً أخرى لإدانته بجرائم أخرى، فيما أمرته المحكمة بدفع تعويض مقداره 150 ألف شيكل لعائلة الضحية.

وفي 4 شباط/ فبراير عام 2018 حكمت محكمة على شريكيه اللذين كانا قاصرين عند وقوع الجريمة بالسجن المؤبّد لأحدهما و21 عاماً للمستوطن الثاني.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت عائلة الطفل أبو خضير عن عزمها استنفاذ كل الطرق القانونية المتاحة لتشديد العقوبات على قتلة نجلها، حيث كشفت أنّها تقدّمت بدعوى قضائية جديدة طالبت خلالها بفرض غرامات مالية على المستوطنين القتلة، في محاولة لتكثيف العقوبات المفروضة عليهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد