تواصل كتائب المقاومة المختلفة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين التصدي للعدوان "الإسرائيلي" الواسع على المخيم، وسط تحذيرات للاحتلال من قبل المستوى السياسي لفصائل فلسطينية من استمرار التصعيد، فيما نقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن مسؤولين أمنيين في كيان الاحتلال أنّه "لا سقفاً زمنياً للعملية العسكرية حتى تحقيق أهدافها المرصودة".
وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بيان لها: "نقول لعدونا لن تخرج من جنين كما دخلتها" مضيفة أنها أوعزت لكافة خلاياها المنتشرة في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلّة، بضرب قوات الاحتلال في كافة أماكن وجودها وبكل الوسائل المتاحة.
جاء إعلان "القسام" في وقت تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها منذ الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم الاثنين، ما أسفر عن ارتقاء 8 شهداء وإصابة أكثر من خمسين بينها عشرات الحالات الحرجة حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وكانت وحدات المقاومة الفلسطينية ، قد أعلنت منذ الساعات الأولى للعدوان، إسقاطها طائرتين مسيرتين لجيش الاحتلال، وتفجير عدد من العبوات الناسفة بدوريات الجيش التي تقدمت لاقتحام المخيم.
وتمكنت "كتيبة جنين" من إفشال تقدم قوّة لجيش الاحتلال عند محور حارة الدمج وسط مدينة جنين، وقالت: إنها أوقعت قوة للجيش في كمين محكم، واستهدفته بالعبوات الناسفة وصليات الرصاص، كما تمكنت وحدات من المقاومة من تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع بآلية لجيش الاحتلال أثناء استقدامه تعزيزات من شارع الناصرة نحو مخيم جنين.
وقبل ذلك، نشر جيش الاحتلال تسجيلاً مصوّراً يظهر نقل مروحيات تابعة له، جنوداً أصيبوا في معارك جنين، وجرى نقلهم إلى مستشفى في منطقة العفولة المحتلّة، وسط تكتم رسمي "إسرائيلي" حول حجم الخسائر البشرية التي مني بها جيش الاحتلال.
ونقلت مصادر محليّة من داخل المخيم، أنّ معارك عنيفة تدور عند مسجد مخيم جنين، استخدم فيها الاحتلال طائرات مروحية من طراز " أباتشي" وسط مقاومة عنيفة يتلقاها عند محورين، وهما محور المسجد، ومحور مدخل المخيّم عند الأقواس، حيث ماتزال تدور اشتباكات عنيفة وسط عجز لأرتال الاحتلال عن التقدم.
كما أكّدت المصادر، استخدام قوات الاحتلال للمعتقلين الذي جرى اعتقالهم خلال العمليات العسكرية الحالية، كدروع بشرية لتحقيق تقدم ميداني.
وبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العملية 30 معتقلاً حسبما أعلن جيش الاحتلال.
يأتي ذلك، وسط دعوات شعبية فلسطينية للانطلاق بأوسع تحركات شعبية في كافة انحاء الضفّة الغربية والقدس المحتلّة، دعماً واسناداً لأهالي مدينة جنين ومخيمها.
وشهدت مدينة نابلس، انطلاق مسيرة شعبية حاشدة دعماً لمدينة جنين ومخيمها في وجه العدوان "الإسرائيلي" المتواصل، شارك بها الالاف من أبناء المدينة، وسط توقعات بتصعيد التحركات الشعبية خلال الساعات المقبلة.
وفي أحد أدوات عدوانها، كثّفت قوات الاحتلال حصارها على أطقم الإسعاف الفلسطينية المتوجهة لإسعاف الجرحى والمصابين، وسط انباء نقلها عاملون في أطقم الإسعاف عن وجود حالات حرجة داخل المخيم.
وسجّلت عدسات الكاميرات، قيام سيارات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، بالمنع المتعمد لسيارات الإسعاف من عبور الطرق المؤدية إلى المخيم.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد شهداء العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها حتى اللحظة إلى 8 شهداء وأكثر من 50 مصاباً، خلال ساعات العدوان الذي بدأ فجر الاثنين 3 تموز/ يوليو.