شهدت مخيمات عدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان مساء الاثنين، وقفات دعم لمدينة جنين ومخيمها وتضامن معهما في وجه العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ فجر أمس الاثنين 3 تموز/ يوليو، أكدّ فيها اللاجئون على خيار المقاومة ونهج مخيم جنين كنهج استراتيجي للشعب الفلسطيني.
في مخيم البداوي في مدينة طرابلس شمال لبنان، تجمّع العشرات أمام محطة سرحان وسط المخيم، استجابة لدعوة أطلقتها اللجان الشعبية والفصائل، رفع فيها المشاركون رايات المقاومة وأعلام فلسطين، ونددوا بالعدوان المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها.
الاحتلال يريد تدفيع الحاضنة الشعبية للمقاومة في مخيم جنين ثمناً باهظاً
وألقى مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي بسام موعد كلمة قال فيها: "جنين هو المخيم الصغير ذي الخمسة عشر ألف لاجئ يقاوم للمرة الألف ويتكبد المآسي من أجل عزة المخيم وبقاء المقاومة وموعد العودة وهو فعل الإيمان والوعي والثورة التي تسكن نفوس وقلوب سكانه البواسل أحفاد عز الدين القسام وإخوان محمود طوالبة".
وأضاف موعد: "جنين لن ترفع الراية البيضاء، ولن يحقق العدوان أهدافه وسيبقى المخيم شعلة المقاومة وركيزة العمل الجهادي في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يريد تدفيع الحاضنة الشعبية للمقاومة في المخيم ثمناً باهظاً، لأن جنين المدينة والمخيم وحدت بنادق المقاومة في ساحة النزال، وأعادت شعلة مقاومة المحتل في الشمال الفلسطيني، وكونت وحدة ردع للمنظومة العسكرية الصهيونية، فكان هذا التغول الاحتلالي عليها، بحسب تعبيره.
من جهته قال أمين سر فصائل منظمة التحرير وحركة فتح مصطفى أبو حرب في كلمة له: "اليوم يتسابق الرجال في جنين نحو الشهادة ليكونوا في رفقة النبيين والشهداء، واليوم جنين هي قبلتنا هي هويتنا هي كرامتنا وكرامة الأمة".
وألقى ممثل اللجنة الشعبية كلمة باسم أهالي المخيم، توجه فيها باسم اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البداوي "بأسمى آيات العز والفخار للمقاومين في مخيم جنين"، وقال: إن خيار مخيم جنين والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، هو الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وصمود مخيم جنين أسقط أوهام التسوية، وأكد على أنّ المقاومة هي الخيار الوحيد للتعامل مع وحشية العدو.
الشتات الفلسطيني في لبنان يلتحم مع مخيم جنين
وفي مخيم نهر البارد شمالي لبنان، احتشد المئات أمام ساحة لفظ الجلالة عند الشارع العام، تلبية لدعوة الفصائل واللجان الشعبية، أكدّوا خلالها التحام الشتات الفلسطيني في لبنان مع أهالي مخيم جنين في مواجهة العدوان.
وفي كلمة ألقيت باسم أبناء المخيم خلال الوقفة، جدد فيها أهالي مخيم نهر البارد العهد للشهداء والجرحى الذين يخوضون اليوم ما وصفوه بـ "معركة الدفاع عن الأمة التي تقف اليوم متفرجة أمام عظمة هؤلاء الشهداء والمقاومين".
وأكّد الأهالي على التحامهم مع خيار مخيم جنين المقاوم، ووجهوا التحية للمقاومين من جميع الفصائل "الذين يتوحدون اليوم من أجل فلسطين ومن أجل أن تبقى القضية ورايتها خفاقة من أجل الحرية والاستقلال."
وأكّدت الكلمة التي القاها ممثل اللجنة الشعبية أبو ماهر غنومي، أنّ "هذه المعركة يريد منها الاحتلال المتوحش أن يكسر شوكة المقاومة، ولكن المقاومة في كل مرة تعطي العالم دروساً لن تقف عند حدود، ولا يمكن لفلسطين أن تتحرر بدون هذه التضحيات وبدون هذه المقاومة وبدون هذه الدماء الزكية".
لا خيار قادر على انتزاع الحقوق سوى خيار المقاومة
كما شهد مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت وقفة مماثلة أمام مسجد الرحمن في مدخل المخيم، شارك فيها العشرات رافعين الأعلام الفلسطينية.
مسؤول الشباب في الجبهة الديمقراطية بمنطقة جنوب بيروت، تحدث في كلمة باسم المعتصمين، أكّد فيها إثبات مخيم جنين، عجز الاحتلال بقواته الكبيرة المدججة بالسلاح والجرافات والطيارات عن كسر مقاومة الشعب الفلسطيني.
وأكد على صوابية خيار المقاومة في ظل استمرار الاعتداءات في مخيم جنين وكافة مناطق وجود شعبنا الفلسطينيين، وأن لا خيار أثبته شعبنا في الميدان قادر على انتزاع للحقوق سوى المقاومة.
وفي مخيم البص بمدينة صور جنوب لبنان، تجمع العشرات وسط المخيم بدعوة من "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" ، اسناداً ودعماً لأهالي جنين ومخيمها بوجه العدوان.
ووجه المتحدث باسم الهيئة في مخيم البص في كلمة له، تحية فخر واعتزاز، لمخيم جنين والمقاومين بكل فصائلهم لتصديهم للهجمة الإسرائيلية وايقاعهم خسائر في صفوف العدوان.
وأكد أنّ جنين قالت بالسلاح كلمتها وغايتها، وهي الآن تقف قلعة شامخة، تؤكد فشل الاحتلال، استئصال المقاومة من مدن الضفة الغربية ومخيماتها.
وأضاف، أنّ جنين لوحدها أكّدت القدرة على كسر نظرية الأمن الصهيونية، وأن التصدي البطولي يؤكد قدرة شعبنا على المقاومة وفرض البديل العملي عن أي خيارات أخرى، داعياً الشعب الفلسطيني لتوفير حاضنة شعبية متماسكة لحماية المقاومة والمقاومين.
وفي مخيم شاتيلا، علت هتافات اللاجئين الفلسطينيين في أرجاء أزقة المخيم الضيقة تضامناً مع مخيم جنين، وعبر اللاجئون الفلسطينيون في وقفة لهم عن غضبهم لما يحل بأهالي جنين.
كما شهد مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان، وقفة مماثلة شارك فيها العشرات من أهالي المخيم، بينهم نساء وأطفال، استجابة لدعوة الفصائل واللجان الشعبية، دعماً للمقاومة في جنين وتأكيداً على خيار المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي حتى تحقيق النصر والعودة.
مخيم عين الحلوة في وقفة تضامناً مع مخيم #جنين pic.twitter.com/Aottffo2Vh
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) July 3, 2023