تتواصل المعارك في مخيم عين الحلوة صباح اليوم الاثنين 31 تموز/ يوليو، لليوم الثاني على التوالي، ويسمع منذ ساعات الصباح الأولى، أصوات إطلاق رصاص وقذائف صاروخية يدوي صداها في أنحاء متفرقة من مدينة صيدا.
وتشهد مدينة صيدا، شللاً طال الحركة التجارية والتعليمية والعمل الحكومي في المدينة، إثر مخاوف من تصاعد المعارك في المخيم، فيما يواصل الجيش اللبناني إغلاق الطرق المؤدية إلى المخيم.
وقررت رئاسة الجامعة اللبنانية والمدارس في مدينة صيدا، وقف الدوام الدراسي اليوم الاثنين، فيما قرر محافظ الجنوب منصور ضو، وقف عمل المؤسسات والإدارات الحكومية في المدينة، نتيجة استمرار المعارك في مخيم عين الحلوة.
وتركزت الاشتباكات منذ الساعات المتأخرة من ليل أمس والمتواصلة حتى صباح اليوم، في منطقة الطوارئ ومحطة جلول، حيث تتحصن مجموعات مسلحة من تنظيمي "عصبة الأنصار" وتنظيم "أنصار الله" وسط استقدام تعزيزات من قبل حركة "فتح" إلى المنطقة بحسب مصادر محليّة.
اشتباك في حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة
وكانت حركة نزوح كثيفة شهدتها عدّة أحياء من المخيم ليل أمس، بعد هدنة ميدانية أمهلت فيها الأطراف المتصارعة الأهالي، حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، للخروج من المخيم.
وتمكنت مئات الأسر من الخروج من أحياء التعمير وحطين والراس الأحمر ومنطقة الطوارئ، قاصدين مناطق جوار المخيم والمساجد القريبة، فيما فتحت مدارس مخيم المية ومية شرق صيدا أبوابها لاستقبال عشرات الأسر النازحة.
أحد اللاجئين الفلسطينيين في منطقة التعمير " وسام نعيم" أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ 90% من الأسر في الحي قد نزحت، بعد منح مهلة حتّى الساعة الواحدة ليلاً للأهالي بالخروج.
وأضاف عزيز، أنّ عشرات العائلات معظمهم من النساء والأطفال، قصدت ملجأً في حي التعمير هرباً من الاشتباكات، وبقيت محاصرة حتّى الساعة الواحدة ليلاً، فيما دارت اشتباكات عنيفة تخللها سقوط قذائف وقنابل، على بعد 100 متر من باب الملجأ المكتظ، ما أحدث رعباً كبيراً بين الأطفال.
وكشفت مشاهد من داخل المخيم صباحاً، عن دمار كبير في الأحياء السكنية والأبنية، تركّز في منطقة التعمير وحي حطين، حيث دمّرت أبنية ومنازل بكاملها.
إحدى اللاجئات " منال عزيز" قالت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إنّ منزلها المكوّن من طابقين في منطقة التعمير، دمّر بشكل شبه كامل وأصبح غير صالح للسكن.
وأضافت اللاجئة، أنّ المسلحين يستخدمون منازل المدنيين وأسطح المباني، فيما تنهال قذائف "الآر بي جي" والقنابل على المنازل والأحياء دون أي اعتبار للسكان، مشيرةً على أنّ منزل شقيقها في الحي أيضاً دمّر، ووصفت الدمار في الحي بأنّه صادم وغير متوقع.
فيديو يظهر الدمار الواسع في حي التعمير في مخيم عين الحلوة
فيما تتواصل التحركات السياسية والميدانية، لوضع حدّ للأزمة المتصاعدة داخل المخيم، وسط تأكيدات على أنّ " الأمور تتجه نحو التهدئة" في وقت أشارت فيه تصريحات مسؤولين فلسطينيين بوجود توافق حول " إنهاء الظواهر الشاذة" في المخيم.
اقرأ/ي أيضاً كيف تعمل الفصائل الفلسطينية على تهدئة الوضع، وهل ستتجه الأمور نحو تهدئة كاملة
أمين سر فصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، أكّد عقب اجتماع جرى ليل أمس مع سفير السلطة الفلسطينية في لبنان أشرف دبور، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل حسن، على التعاون بين الحكومة اللبنانية والقيادة الفلسطينية على انهاء التطرف و " الطواهر الشاذة" حسب وصفه.
وأكدت الأطراف المجتمعة يوم أمس، على استمرار التنسيق والتعاون بين السفارة الفلسطينية ولجنة الحوار والأطراف المختلفة، من أجل " تجاوز المرحلة الخطيرة وتثبيت استقرار المخيمات وبسط سيادة الدولة اللبنانية" حسبما جاء في مقررات الاجتماع.
وتصاعدت حدّة المعارك في مخيم عين الحلوة أمس الأحد التي أوقعت 5 قتلى وعشرات الجرحى، عقب اغتيال مسؤول الأمن الوطني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي وعدد من مرافقيه، خلال تحركات كان يقوم بها لتطويق حادثة إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل شاب من عائلة فرهود.
وكان القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح قد أكّد لبوابة اللاجئين أن العرموشي كان متوجهاً لتسليم من أطلق النار على الشاب فرهود، "إلا أنه تعرض لكمين مسلح أسفر عن مقتله مع 4 من مرافقيه وأن الكاميرات في المنطقة وشهود عيان يثبتون ما حصل."
وقال المقدح إن قراراً بالتهدئة قد تم اتخاذه ليتسنى التحقيق وتبيان حقيقة وملابسات اغتيال العرموشي، مضيفاً: أن كل شخص متورط بهذه الجريمة سيتم تسليمه إلى الدولة اللبنانية.