تعرّض عدد كبير من الأسرى في سجن "النقب" الصحراوي، اليوم الخميس 17 أغسطس/ آب، لهجومٍ وقمعٍ شرس من قوات القمع التابعة لمصلحة السجون الصهيونيّة.
ورداً على ذلك، أعلنت الحركة الأسيرة عن إغلاق أقسام الأسرى في السجون كافة، موضحةً في بيانٍ لها، أنّ وحدات القمع اقتحمت قسم "3" في سجن النقب بطريقة همجية، ونقلت أسرى القسم إلى جهةٍ مجهولة، وعلى أثر ذلك، سادت حالة من التوتر الشديد في أقسام سجن النقب كافة.
تفاصيل القمع في سجن النقب
ولمعرفة تفاصيل ما جرى داخل سجن النقب، كشف أحد الأسرى في السجن "نتحفّظ على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية"، أنّ قوات القمع هاجمت الأقسام في سجن النقب بطريقة وحشية، واعتدت على عدد من الأسرى قبل أن تنقلهم إلى جهةٍ مجهولة من خلال سيارات "البوسطة" المخصصة لنقل الأسرى.
وأوضح الأسير في رسالةٍ مسربةٍ من داخل السجن خصّ فيها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ قوات القمع المختلفة والوحدات الخاصّة مثل "الدرور، اليماز، المتسادا، النحشون" نقلت جميع أسرى قسمي (3، 4) ووزعوهم على بقية السجون مثل "نفحة، وجلبوع، ومجدو"، وذلك بأوامر مباشرة مما يسمى وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" "إيتمار بن غفير" الذي زار سجن النقب يوم الأحد، وأطلق تهديداته ووعيده ضد الحركة الأسيرة وخاصّة أسرى حركة حماس.
حملة التنقّلات جاءت امتداداً لجملة من المضايقات بحق الأسرى
وبيّن الأسير في رسالته،"أنّ هذا القمع وحملة التنقّلات جاءت امتداداً لجملة من المضايقات التي شهدتها الأيّام الماضية بحق الأسرى في سجن النقب، حيث اقتحمت قوات القمع الأقسام في وضح النهار، وصادرت الهواتف كلها من الأسرى على نحو مفاجئ، واليوم صباحاً استيقظنا على أصوات التكبير والتهليل في كل أقسام سجن النقب، وعلمنا أنّ أسرى قسمي (3/4) يتعرّضون لحملة قمع ونقل ممنهجة ومخطّط لها."
الهجمة ستنتقل إلى السجون الأخرى
وأشار الأسير، إلى أنّ هناك هجمة شرسة على الأسرى، والحركة الأسيرة تتحضّر لرد فعل قوي وفق برنامج نضالي لمواجهة ومجابهة هذه الهجمة، متوقعاً أنّ الهجمة لن تقف عند أسرى النقب، ومن المتوقّع أن تنتقل إلى بقية السجون، وذلك بأوامر من "بن غفير" الذي يريد جعل سجن النقب "عبرة لبقية السجون."
ولفت الأسير، إلى أنّ هذه الهجمة التي تطال أسرى حركة حماس اليوم، تأتي بعد حملةٍ ممنهجةٍ تعرّض لها أسرى حركة فتح والجبهة الشعبيّة وبقية الفصائل داخل السجون، حيث جرى مصادرة عشرات الهواتف التي يستخدمها الأسرى للتواصل مع عائلاتهم والاطمئنان عليهم بطرقٍ مختلفة وسريّة، أي أنّ الهجمة تطال الكل الفلسطيني، ولا تقتصر على فصيلٍ بعينه، مبيناً أنّ هناك حراكاً للفصائل داخل السجون للرد على جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
1000 أسير يشرعون بالإضراب عن الطعام مساء اليوم
ومساء اليوم، أعلن مكتب إعلام الأسرى، أنّ ما يقارب 1000 أسير من كافة السجون بدؤوا الإضراب المفتوح عن الطعام في تمام الساعة 7 مساءً احتجاجاً على عدوان إدارة السجون.
وظهر اليوم، قالت هيئة الأسرى، ونادي الأسير، في بيانٍ مشترك: إنّ 75 أسيراً ممن جرى نقلهم من سجن (النقب) إلى سجن (نفحة)، قرروا الإضراب عن الطعام، رفضاً لعملية القمع التي تعرضوا لها.
وجاء في البيان المشترك، أنّ هذا التصعيد يأتي تزامناً مع زيارة "إيتمار بن غفير"، الذي يواصل تهديداته للأسرى، والمسّ بمصيرهم، وسلب ما تبقى لهم من حقوق.
وقبل ذلك، حذّرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، الوزير بن غفير، وضبّاط "مصلحة السجون" من "اللعب بالنار" ومحاولة فرض إجراءات قمعية جديدة على الأسرى، بعد اقتحام قسميّ 3 و4 في سجن النقب الصحراوي، بعد أيام من اقتحام مماثل لقسم 26.
حملة ممنهجة وعقوبات متواصلة
ونفذت إدارة السجون اقتحامات كبيرة لأقسام في سجن (النقب) منذ مطلع العام الجاري، وفرضت عقوبات جماعية على المئات من الأسرى، كان أبرزها العزل الجماعي، وفرض غرامات مالية بحقّهم، إضافة إلى عملية العزل الانفرادية، ونقل مجموعة من الأسرى لسجون أخرى.
ومنذ 2019 صعّدت سلطات الاحتلال من مستوى التّنكيل بحقّ الأسرى خلال عمليات الاقتحام، حيث سجلت خلال عامي 2019 و2020 اقتحامات عدة هي الأعنف منذ سنوات.
وارتفعت وتيرة هذه الاقتحامات بعد عملية (نفق الحرية) عام 2021، وما زالت مستمرة على جميع الأسرى في كافة السجون.
ويبلغ عدد الأسرى القابعين في سجون الاحتلال 4900 أسير، بينهم 31 أسيرة، و160 طفلاً، وأكثر من 1000 معتقل إداري بينهم أسيرتان، و6 أطفال، وفق تقرير أصدرته المؤسسات المعنية بالأسرى الفلسطينيين.