ينطلق العام الدراسي الجديد لطلاب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة، يوم غد السبت 26 أغسطس/ آب، وسط تحدياتٍ مختلفة تواجهها الوكالة الأمميّة التي ما زالت تؤكّد أنّ الأزمة الماليّة أبرز هذه التحديات.

وفي مقابلةٍ أجراها معه موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين تحدّث رئيس برنامج التربية والتعليم في وكالة "أونروا" فريد أبو عاذرة، حول استعدادات الوكالة لإطلاق العام الدراسي الجديد، وما هي أبرز التحديات التي تواجهه.

تثبيت 739 معلماً جديداً

قال أبو عاذرة: إن وكالة "أونروا" قامت بكل ما يلزم لبدء العام الدراسي في موعده المحدد كما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم، وهذه الاستعدادات شملت نواحي عدّة، سواء من ناحية إدارة الأفراد للتأكّد من أنّ المعلمين سيكونون في مدارسهم منذ يوم الثلاثاء 22 آب/أغسطس، وعليه تم استدعاء معلمين مثبّتين هذا العام، حيث تم تثبيت 739 معلماً جديداً، وهذا عدد غير مسبوق منذ العام 2009، فيما تم التواصل مع معلمي المياومة للتأكّد من أنّ جميع الطواقم التدريسيّة ستكون على رأس عملها.

4-1.jpg

ويُضيف أبو عاذرة: قمنا بتزويد المدارس بكل المستلزمات، من قرطاسية وأدوات تنظيف وأثاث، والتعاقد مع مزودي المياه الصالحة للشرب، والتعاقد مع متعهدي المقاصد لتوفير الغذاء الصحي للطلاب في مدارس "أونروا"، والتعاقد مع متعهدي عمل الصيانة اللازمة داخل المدارس رغم أنّها تأخّرت بسبب الإضراب الذي أعلنه اتحاد المقاولين في وقتٍ سابق، "ولكن قمنا ببعض الإجراءات من أجل المحافظة على سلامة طلابنا".

افتتاح مدارس جديدة في غزّة وخانيونس

وأوضح أبو عاذرة، أنّ اليوم الأوّل من بدء العام الدراسي الجديد سيشهد توزيع القرطاسية على كافة الطلاب في المدارس، فيما تنتظر الوكالة عملية استلام الكتب المدرسيّة من وزارة التربيّة والتعليم، إلى جانب استلامها مدارس جديدة، منها في حي النصر غرب مدينة غزّة، ومدرسة أخرى في منطقة معن شرق خانيونس، مُشيراً إلى أنّ وكالة "أونروا" تعمل بمحددات معينة بشأن التشكيلات المدرسيّة التي تصل الوكالة ضمن تعليمات سواء من رئاسة "أونروا" في عمّان، أو من السلطة الفلسطينيّة باعتبارها البلد المضيف.

ويتابع أبو عاذرة: تم تدريب المعلمين على كل التقنيات الفنية، من أجل عمل التوازن المناسب بين الشُعب المدرسيّة توازن العدد بين هذه الشُعب، وحتى ولا يكون هناك اكتظاظ في فصل دراسي على حساب فصل آخر.

وأضاف: "لدينا كما كل عام خمسة آلاف طالب جديد، وهذا يفرض علينا تحدياً كبيراً في إيجاد مدارس جديدة لاستيعاب هذه الأعداد خاصّة في المناطق التي لا تتوفّر فيها قطع أراضي فارغة وخاصّة في مدينة غزّة ومخيمي الشاطئ وجباليا".

70% من مدارس "أونروا" تعمل بنظام الفترتين

وأشار أبو عاذرة، إلى أنّ 70% من مدارس "أونروا" في قطاع غزّة تعمل بنظام الفترتين (صباحي ومسائي)، معبراً عن أمله في أن تقل هذه النسبة مع بناء مدارس جديدة، ولكن هناك معضلة كبيرة في قطاع غزّة وهي ندرة قطع الأراضي، "إلّا أنّ هناك تعاون بين وكالة "أونروا" ووزارة التربية والتعليم في غزّة بهذا الشأن وتساعدنا في إيجاد المزيد من قطع الأراضي بما يُساهم في تقليص عدد المدارس التي تعمل بنظام الفترتين".

30 ألف خريج تقدموا لوظيفة معلم في قطاع غزة

وحول التوظيف في وكالة "أونروا" وخاصّة المعلمين، أوضح أبو عاذرة، أنّ وكالة "أونروا" تقوم بعميات توظيف كبيرة، وهذا العام تقدّم لوظيفة معلّم حوالي 30 ألف خريج، وجميهم تقدّموا لاختبار في 11 مادة تعليميّة مختلفة، وفي الوقت الحالي نقوم بإجراء مقابلات مختلفة لوضع هؤلاء المعلمين على قوائم التوظيف، وبالتأكيد سيتم تعيينهم كلٌ حسب دوره الوظيفي عند انتهاء المقابلات، بحيث يتم توزيعهم على المدارس المختلفة، وفق احتياج كل مدرسة.

أمّا بشأن الأنشطة اللامنهجية، يؤكّد أبو عاذرة أنّها مسألة هامة لدى وكالة "أونروا"، ودأبت الوكالة على توفير المزيد من هذه المناهج، ولديها أنشطة في فترة الصيف من خلال أسابيع المرح الصيفيّة التي انتهت قبل أسبوعين، إلى جانب أنشطة ما بعد المدرسة من خلال تقديم مختلف الأنشطة الترفيهيّة والدعم النفسي للطلاب، والأنشطة المخططة التي تكون داخل المدارس من خلال النوادي الخاصة بالمواد الدراسيّة المختلفة، ورعاية المتفوقين وتنظيم الرحلات المدرسيّة، إلى جانب توظيف المكتبات ومختبرات الحاسوب والعلوم بما يكفل رعاية كل المواهب المختلفة داخل مدارس "أونروا"، وتقديم فرصة لكل طالب حسب إمكانياته لممارسة أنشطة منهجيّة ولا منهجيّة تخططها المدرسة وتنظمها الهيئات التدريسيّة، بحسب قوله.

4-2.jpg

1850 طالباً في مراكز التعليم المهني

وبخصوص التعليم المهني، أوضّح أبو عاذرة، أنّ "أونروا" تقدّم التعليم المهني والتقني في مركزي "غزة وخانيونس"، ولديها حوالي 1850 طالباً في هذه المراكز التي تشهد إقبالاً واسعاً، وفي كل عام يصلنا حوالي 8000 متقدّم للدراسة في هذه المراكز، ونقبل منهم 1200 في كل عام، ونعطي الأولوية القصوى للفئات المهمّشة والأكثر فقراً، وحسب التحصيل الأكاديمي، وقبل عامين كان لدينا برنامج جديد للتعامل مع الطاقة الشمسيّة تخرّج منه 100 طالب، وهذا العام لدينا مشروع تحت الدراسة لتوفير 50 مكاناً جديداً لتدريب الطلاب على الطاقة الشمسيّة، ولدينا دراسات مستمرة حول معدّل التوظيف لخريجي مركز التدريب في السوق المحلي، ونغيّر خططنا وبرامجنا بناءً على هذه الدراسات، وهذا بالرغم من أنّ السوق المحلي يعاني من الكساد والبطالة العالية، لكنّ نسبة توظيف خريجي مركزي التدريب المهني في وكالة "أونروا" تعتبر الأعلى مقارنة بمؤسّسات التعليم الأخرى.

أبرز التحديات

عن التحديات، يعدّد أبو عاذرة التحديات المتعدّدة، أوّلها ما هو متعلّق بمستوى الفقر والبطالة العالية في قطاع غزّة، ولكن ما هو متعلّق بتحديات وكالة "أونروا" فإنّ أبرزها الأزمة المالية المستمرة، وأزمة وباء "كورونا"، حيث كان هناك عواقب سلبيّة على عملية التعليم بسبب هذا الوباء وخاصّة الفاقد التعليمي الواضح في مستوى الطلبة، فيما قام برنامج التربية والتعليم في وكالة "أونروا" بوضع خطّة لجسر الفجوة في هذا الإطار مدتها عامين وتم تعميمها على كافة المدارس، وجاءت للتركيز بالدرجة الأولى على المهارات الأساسيّة، وعليه سيتم تعيين مئات المعلمين المختصين في المراحل الدُنيا لإثراء الطلبة بالمهارات وخاصّة أنّ مركز الضعف الأساسي في الصف الثالث والرابع الابتدائي كان في مادتي الرياضيات واللغة العربيّة.

شاهد المقابلة

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد