عمّ الهدوء الحذر أجواء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، بعد إقرار وقف إطلاق النار أمس الاثنين برعاية المدير العام للأمن العام اللبنانية بالإنابة اللواء إلياس البيسري خلال اجتماع مع الفصائل الفلسطينية، ولم تخلُ الأجواء من اختراقات طفيفة سجّلت في حي حطين والراس الأحمر خلال الليلة الفائتة حتى صباح اليوم الثلاثاء 12 أيلول/ سبتمبر.
مصادر محليّة في المخيم، أكّدت أنّ التزاماً في وقف النار بدا كبيراً، باستثناء بعض المناطق التي تعتبر خط مواجهة مباشر بين عناصر الأمن الوطني، والعناصر الإسلامية، ولا سيما منطقة بستان القدس، التي شهدت ليل أمس إلقاء قنبلة وإطلاق رشقات نارية.
وكان تعميم بوقف إطلاق النار، قد بدأ عند السابعة من مساء أمس الاثنين، وذلك عقب لقاء جمع اللواء البيسري مع قيادات الفصائل الفلسطينية وحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل حسن، وبدت أجواء الاجتماع يسودها "العتب الحاد والطلب الحازم" من قبل اللواء بيسري، جراء استمرار المعارك وانعكاساتها على أمن مدينة صيدا والجنوب، وفشل الهدن السابقة بتحقيق الهدوء الاستقرار.
الجدير ذكره، أنّ قرار وقف النار الذي اتخذ أمس الاثنين، هو الثاني من نوعه خلال 3 أيام، وذلك بعد قرار وصف بـ " الحاسم" جرى يوم السبت 9 أيلول/ سبتمبر، وجرى خرقه في مهده لتتبعه معارك وصفت بالأعنف استمرّت حتى يوم أمس. فيما شهدت الأسابيع الفائتة العديد من القرارات التي لم تصمد، وسط استمرار حالة الاستنفار والتعبئة، وتجدد الاشتباكات وتوسعها.
تأتي هذه التطورات، بالتزامن مع زيارة يقوم بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومشرف الساحة اللبنانية سابقاً عزام الأحمد إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث حطّت طائرته في المطار يوم أمس بالتزامن مع جهود التهدئة.
مصدر سياسي في منظمة التحرير الفلسطينية أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ الأحمد يحمل رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تفيد بضرورة "دعم وتعزيز مواقع حركة فتح والأمن الوطني كضامن للمخيمات."
وأشار المصدر، إلى أنّ "هناك شعور لدى حركة فتح والأمن الوطني، بأن التحركات السياسية الرامية لوقف القتال دون تحقيق تقدم فعلي، من شأنه عرقلة جهود مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي تسيطر على جزء من المخيم، وتهدد بابتلاعه."
وبحسب المصادر، فإنّ عزام الأحمد، سيحمل عرضاً للحكومة اللبنانية، بأنّ تتصدى لمهمة "عدم تحويل المخيمات إلى مراكز للإرهاب" أو ترك المهمة لحركة فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، " نظراً لكون مهمة إخلاء المخيمات من الإرهاب فيها مصلحة لبنانية فلسطينية."
وتؤكد المصادر، أنّ الأحمد سيضع أكثر من سيناريو أمام السلطات اللبنانية، أحدها يقضي بأن تتخذ السلطات بعض الإجراءات التفاوضية لإخراج العناصر الإرهابية من المخيم، وأن تتولى الدولة مهمة التفاوض معهم وإخراجهم، أو ترك مهمة التعامل معهم لحركة فتح وقوات الأمن الوطني.
ويترقب أهالي المخيم، ما ستؤول إليه الأمور خلال الساعات المقبلة، وما سيترتب على ضوء نتائج اجتماعات الأحمد مع مسؤولين لبنانيين، حيث سيلتقي برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزيف عون وعدد من المسؤولين الرفيعين في الدولة.
ميدانياً، لا تشير الوقائع إلى تحركات أو إجراءات ستفضي إلى حالة فض كامل للاشتباك، حيث ما تزل حالة الاستنفار العسكرية سيدة الموقف، في ظل تسجيل خروقات نارية طفيفة بين الحين الآخر.
إلّا أنّ معلومات ميدانية تؤكد، أنّ قراراً حازماً لدى حركة فتح والأمن الوطني الفلسطيني، بتصفية العناصر الإسلامية المتطرفة أو تسليمهم للدولة، خصوصاً بعد التمكن من تصفية بعض المطلوبين يوم أمس، والتقدم باتجاه نقاط ومربعات أمنية مهمة في أحياء حطين والتعمير.
وكانت المعارك التي وصفت بالطاحنة يوم أمس، قد أدّت إلى تدمير المزيد من الأبنية السكنية والممتلكات، وكشفت زيارات بعض الأهالي لتفقد منازلهم في حي حطين عن دمار واسع، واضرار بالغة حلّت بممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.