رحل في العاصمة السورية دمشق، أمس الأحد 17 أيلول/ سبتمبر، الفنان اللبناني/ الفلسطيني حسين منذر (أبو علي)، مؤسس وقائد فرقة "العاشقين" للفنون الوطنية الفلسطينية، بعد وعكة صحية نقل على إثرها الى مستشفى (هشام سنان) حيث فارق الحياة.
ونعت وزارة الثقافة في حكومة السلطة الفلسطينية الفنان حسين منذر ابن مدينة بعلبك اللبنانية اليوم الاثنين، بعد عطاء فني إبداعي كرّسه من أجل الثورة الفلسطينية.
وجاء في بيان النعي: "خسرت الساحة الثقافية والفنية والوطنية رجلاً من رجالاتها الأوفياء الذين عمّدوا طريق الكفاح بفعلهم النضالي والفني من أجل حرية شعبنا وأرضنا".
وتقدمت الوزارة "من شعبنا العربي اللبناني والفلسطيني بأحر التعازي بوفاة المناضل حسين المنذر الذي تزامن رحيله مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ذكرها المنذر بأعماله من خلال صوت العاشقين التي كانت صوت الحرية والاستقلال".
ولد الفنان حسين منذر في مدينة بعلبك اللبنانية، وتنحدر أصوله من القرى السبعة المحتلّة الحدودية بين فلسطين ولبنان، ومُنح أهلها من اللاجئين في لبنان منذ العام 1948، الجنسية اللبنانية في تسعينيات القرن الفائت، نظرا لوجود تلك القرى ضمن حدود لبنان وفق خرائط 1920.
شارك في تأسيس فرقة العاشقين عام 1978 إلى جانب الفنان الفلسطيني حسين نازك، وشكلا ثنائياً قدّم الأغنية الوطنية والثورية والنضالية ولا سيما في مرحلة وجود الثورة الفلسطينية في لبنان.
وأنشد الراحل منذر، أكثر من 300 اغنية وطنية وثورية، أشهرها "من سجن عكّا" التي حكت قضيّة 3 مناضلين فلسطينيين ضد الاستعمار البريطاني وقصة إعدامهم، كما غنّى العديد من الأغاني في مراحل مفصلية من تاريخ الثورة.
نال حسين منذر، عدة ألقاب شعبية منها "فنان الثورة" و "شيخ العاشقين"، نظراً لمسيرته الغنية مع الفرقة، وأدائه أناشيد ما زالت عالقة في الأذهان وصارت جزءاً من الفلكلور الغنائي الوطني الفلسطيني والعربي، كـ " اشهد يا عالم علينا وعبيروت" التي تحكي قصمة الصمود الفلسطيني في لبنان خلال الاجتياح "الإسرائيلي" و "طالع يا جبل النار" وغيرها الكثير.
فيما قدّم في أيار/ مايو العام الجاري، وبعد انقطاع طويل للفرقة عن إنتاج الأغاني منذ تسعينيات القرن الفائت، أغنية أهداها لمجموعات المقاومة في الضفة الغربية "عرين الأسود" بعنوان "رصاص العز" كما كان قد قدّم عدّة حفلات، واحدة في رام الله عام 2018 حيث تلقى تكريماً من رئيس السلطة محمود عباس.
عاش الفنان الراحل حسين منذر، فترة طويلة من حياته في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ولا سيما في بدايات تأسيس الفرقة، ثم عاد إلى المخيم في تسعينيات القرن الفائت، وخرج منه إثر الأحداث التي اندلعت في سوريا وتدمير مخيم اليرموك.