اعتدى مواطنون أتراك على اللاجئ الفلسطيني المهجّر من سوريا إبراهيم علوة وعائلته في ولاية بورصة شمال غرب تركيا، وضربوا زوجته وأطفاله وكسّروا أثاث منزله في حي "أنيورت".
ويقبع الشاب إبراهيم في مستشفى في "أنيورت" حيث نقل للإسعاف الأسبوع الماضي وهو في حالة خطرة، بعد تعرضه لطعنات وضرب شديد من قبل مواطنين أتراك، على خلفية إشكال حدث في الحي الذي يسكنه، بين شاب من الجنسية السورية وآخر من الجنسية التركية، يوم الخميس الفائت 21 أيلول/ سبتمبر الجاري.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تواصل مع صديق إبراهيم المقرب الذي أكد تحسن الحالة الصحية له عما كان عليه قبل أيّام، حيث كان في وضع حرج جراء تلقيه طعنات في منطقة الرئة، كما تعرضت زوجته لضرب تسبب في كسور في يدها ورضوض في جسدها، مشيراً أيضاً إلى أن أطفاله أيضاً لم يسلموا من الاعتداءات.
وفي التفاصيل، أوضحت زوجة الشاب إبراهيم علوة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ زوجها خرج من المنزل بعد أن سمع بإشكال في الحي بين شاب سوري وآخر تركي، ليساعد في حل الإشكال، الا أنّه تعرض للضرب من قبل مواطنين أتراك استكملوا اعتداءاتهم باقتحام منزله وضرب زوجته وأولاده وتكسير الأثاث.
وأضافت الزوجة، أنّه بعد الاعتداء عليها وعلى زوجها وتكسير المنزل، قام زوجها إبراهيم بتسليم نفسه إلى الشرطة التركية، نظراً لكونه بريئاً وليس له علاقة بالإشكال، إلّا أنّ المجموعة المعتدية استكملت اعتداءها عليه، وقام أفراد منها بطعنه أمام مركز الشرطة وتحت أنظارها.
وبرّأت الشرطة التركية الشاب إبراهيم علوة من المشاركة بالإشكال الذي وقع بين شخصين أحدهم من الجنسية السورية، الّا أنّ وجود طرف عربي في المشكلة، جعل المواطنين الأتراك يعتدون على جميع العرب الذين وجدوا في المكان، بحسب ما أفادت زوجة إبراهيم، وكذلك شهود عيان شهدوا الواقعة.
وفضلاً عن إصابة الزوج إبراهيم بجروح خطيرة، تسبب الاعتداء بكسور في اليد اليمنى للزوجة، وتعرض الأطفال للضرب ما أدى إلى رضوض في أجسادهم وتعرضهم للرعب والهلع، كما اضطرت الزوجة لمغادرة منزلها الذي صار غير صالح للسكن حسبما أكدت لموقعنا.
ووصفت الزوجة الاعتداء بالعنصري، وأشارت إلى أنّ المعتدين كادوا يقتلونها من الضرب هي وأبناءها، قبل أن يتدخل الجيران وبعض المواطنين الأتراك الآخرين الرافضين لهذا السلوك العنصري، بحسب قولها.
شاهد/ي: طبيب من السفارة الفلسطينية يعالج الزوجة
السفارة الفلسطينية تتخذ إجراءات قانونية
سفارة السلطة الفلسطينية في تركيا، تواصلت مع الشاب إبراهيم وزوجته، وقدمت مساعدات عاجلة لأسرة إبراهيم، على أن تقوم بتأمين منزل آخر للعائلة، إضافة إلى الدخول في مسار قضائي لمحاسبة المعتدين.
الشاب إبراهيم علوة، أكّد لموقعنا خلال اتصال هاتفي، أنّ السفارة تعقد اجتماعاً اليوم الاثنين 25 أيلول/ سبتمبر، للبدء بالمسار القانوني، لافتاً إلى أنّ الأمر بيد السفارة الآن، وهي ستقوم بالإجراءات.
ولم يفصح الشاب عن الكثير من التفاصيل، نظراً لوضعه الصحي ودخوله في فترة التعافي التي تتطلب الراحة التامة وعدم التكلّم كثيراً.
يأتي هذا الاعتداء الدموي، في وقت تشهد فيه تركيا، تصاعداً خطيراً للاعتداءات الموصوفة بالعنصرية والتي تطال اللاجئين السوريين والعنصر العربي في تركيا، حيث شهدت عدّت مدن اعتداءات طالت لاجئين سوريين وعرباً من جنسيات أخرى، تخللها اعتداءات على محال تجارية وإزالة يافطات باللغة العربية.