حذّرت هيئات طبيّة فلسطينية في قطاع غزّة، من موت جماعي لنحو 1200 مريض كلى فلسطيني، يواظبون على إجراء عمليات غسيل كلوي للبقاء على قيد الحياة، في وقت بدأ مخزون الوقود بالمستشفيات بالنفاد، ما سيؤدي إلى توقف الأجهزة الطبية عن العمل.
رئيس قسم الكلى بمستشفى الشفاء في قطاع غزّة عبد الله القيشاوي، قال إنّ 1200 فلسطيني مهددين بالموت مع توقف المستشفيات عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، و500 من مرضى زراعة الكلى، معرضين للإصابة بالفشل الكلوي، بسبب النقص الحالي في المستلزمات الطبيّة.
وأشار القيشاوي، إلى أنّ مجمع الشفاء يشهد اكتظاظاً شديداً، بسبب نقل العديد من مرضى الكلى من المستشفى الإندونيسي شمال القطاع إلى مشفى الشفاء، بالتوازي مع نزوح عائلاتهم وذويهم إلى أماكن أكثر أمناً نسبياً.
ويحتاج مرضى الكلى، عمليات غسيل كلوي 3 مرات أسبوعيا، بواقع 4 ساعات للجلسة الواحدة، حسبما أوضح القيشاوي، فيما يحتاج مرضى زراعة الكلية إلى أدوية مثبّطة للمناعة مدى الحياة، وهي باتت على وشك النفاذ بسبب الإغلاق والحصار المشدد الذي فرضه جيش الاحتلال وحكومته على قطاع غزة.
يأتي ذلك، في وقت يكثّف الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة ضد أهالي قطاع غزّة، مستهدفاً الأحياء السكنية والبنى التحتية والخدمية بالتوازي مع تشديده الحصار ومنع إدخال الوقود والمواد الإغاثية والطبية.
الدفاع المدني الفلسطيني، أكد إلى أنّ إمكانياته لمواصلة مهام الإنقاذ ورفع الناجين من تحت الأنقاض، ستتوقف مع نفاد كميات الوقود التي تشغل المعدات الثقيلة.
وحذر الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، من توقف القدرة على انتشال الناجين من تحت الأنقاض، مشيراً إلى وجود أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين، فيما ستعطي الفرق الأولوية لانتشال الأحياء، نظراً لضعف إمكانياتها.
وناشدت الهيئات الصحيّة والإغاثية، ممثلة بالدفاع المدني، والمديرية العامة للصيدلة في وزارة الصحة الفلسطينية، السماح بعبور المواد الإغاثية والطبية والوقود، فيما دعا مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة الدكتور أشرف أبو المهادي، المنظمات الدولية والعربية من أجل توفير الأدوية والمستهلكات الطبية للمرافق الصحية.
وتواصل مستشفيات قطاع غزّة، استقبال المئات من المصابين والشهداء، وسط عجز القدرة الاستيعابية على استقبال المزيد، حيث بلغ عدد الشهداء حتى عصر اليوم السابع من العدوان 1537 شهيداً نصفهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تجاوز عدد الجرحى 6612 جريحاً.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء اليوم، أنه تم إخلاء مستشفى الدرة للأطفال في الجزء الشرقي من القطاع بعد تعرضه لقصف بقنابل الفسفور.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع قد أكدت دخول مستشفيات القطاع مرحلة حرجة للغاية، حيث بدأت الأدوية والمستلزمات الطبيّة بالنفاد، فيما فقدت المستشفيات قدرتها الاستيعابية بعد دخولها في حالة الانشغال التام، وعدم توفّر أسرّة للمصابين.