مع دخول ساعات ظهر اليوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شهدت مدن لبنان والمخيمات الفلسطينية فيه مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين واللبنانيين تضامناً مع قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة وتهجير من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خلفت ما يزيد عن 1700 شهيد وآلاف الجرحى ودمار غير مسبوق في الأحياء والمدن.

مظاهرات بيروت... لم نعد نحتمل مشهد غزة وهي تحارب لوحدها

ومن جامع الأمين وسط العاصمة اللبنانية بيروت انطلقت مظاهرة قد عدد المشاركين فيها بالمئات، هتفوا لفلسطين وقطاع غزة، منددين بجرائم الحرب "الإسرائيلية" التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة.

وطالبت الهتافات الدول العربية والإسلامية بإنقاذ أهالي قطاع غزة من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال وبإيصال الموارد الإغاثية والطبية إلى القطاع المحاصر.

كما شهدت منطقة الطريق الجديدة وقفات أمام المساجد بعد انتهاء صلاة الجمعة تبعتها مسيرات لعشرات الدراجات النارية جابت شوارع العاصمة تحمل الأعلام الفلسطينية.

وفي منطقة البربير، انطلق مئات المتظاهرين الفلسطينيين واللبنانيين بينهم قيادات في الفصائل الفلسطينية وبعض الأحزاب اللبنانية في مسيرة باتجاه مبنى (الإسكوا) رافعين الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات داعمة لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، ومؤيدة للمقاومة الفلسطينية، ومنددة بالعدوان على قطاع غزة.

وطالب أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات المجتمع الدولي بالتدخل لفك الحصار عن قطع غزة فوراً، وإدخال المواد التموينية والطبية والضغط على الاحتلال لإنهاء هذا العدوان، مؤكّدًا على وحدة الصّف الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية بلبنان.

وقال أبو العردات لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المقاومة الفلسطينية ترد على العدوان "الإسرائيلي" بمزيد من الثبات والقوّة والإصرار على تلبية مطالب أهالي غزة.

من جهته، قال مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس رأفت مرة: إن هذه المظاهرة هي رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستبقى مع فلسطين ضد الإرهابين "الإسرائيلي" والأمريكي، وإنها رسالة تحية للمقاومة الفلسطينية وعمليتها طوفان الأقصى التي أشعرت كل لاجئ فلسطيني بأن موعد العودة اقترب.

وكذلك الأمر، أكد عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية علي فيصل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بأن ما تشهده بيروت من مظاهرات يعني أن كل الشعوب العربية وأحرار العالم في صف قطاع غزة والمقاومة فيه، وهم خرجوا إلى الشوارع اليوم ليقولوا: "لن نسمح بالاستفراد بقطاع غزة كلنا مقاومة وكلنا فلسطين".

من جهته يرى مختار مخيم عين الحلوة "أبو الدرداء" أن استهداف المدنيين والأطفال والنساء وتدمير البيوت والأحياء في قطاع غزة هو "عجز واضح عن مواجهة المقاومة الفلسطينية"، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان يخرج اليوم إلى الساحات إيماناً من بأن قطاع غزة سينتصر رغم حرب الإبادة والتهجير.

WhatsApp Image 2023-10-13 at 10.48.23 PM.jpeg
مظاهرة في بيروت من أجل غزة 13-10-2023

بغصّةٍ وحرقةٍ قالت الحاجة إخلاص الأشوح وهي لاجئة فلسطينية في مخيم برج البراجنة: إنّ الاحتلال الاسرائيلي يريد أن يبيد الشعب الفلسطيني عبر عدوانه الجنوني المستمر على أهلنا في غزة، وتضيف: "أرواحنا ليست أغلى من أرواح أهل غزة، نرجو أن تفتح الحدود أمامنا، كم نتمنى أن تفتح الحدود وننطلق إلى فلسطين بصدور عارية لمواجهة هذا الاحتلال".

دعوة تشارك بها جميع المتظاهرين، وكانت الفكرة تتردد على الألسنة خلال المظاهرة، عابد طبّاع وهو مواطن لبناني قال: "نحن نتمنّى من كل القوى الثورية بالوطن العربي فتح الجبهات مع الاحتلال الاسرائيلي، فليستغلوا هذه الفرصة، من غير المقبول أن تضحي مدينة بنفسها وأهلها كل عام، هذه حربٌ فلتكن مفتوحة على جميع الجبهات حتى التحرير والعودة".

وبعد المظاهرة، توجه عشرات الشبان الفلسطينيين واللبنانيين إلى مقر السفارة البريطانية ببيروت، لينظموا وقفة تنديد بالدعم البريطاني للجيش "الإسرائيلي" في حربه ضد قطاع غزة.

وقال أحد الشبان المشاركين: إن بريطانيا هي من تسببت من البداية بزرع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض فلسطين ونحن وجهنا رسالة سلمية بأن الشعب الفلسطيني لم يعد يتحمل، مضيفاً: نحن كلاجئين فلسطينيين لم نعد نتحمل أن نرى مشاهد قتل إخوة لنا، وخاصة النساء والأطفال، ولم نعد نتحمل أن نرى غزة تحارب لوحدها.

وشارك مئات الفلسطينيين واللبنانيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان بوقفة حاشدة في ساحة الشهداء، حيث ألقى ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية كلمات تعبر عن الألم الذي يجتاح صدور أبناء الأمة العربية جراء المجازر "الإسرائيلية" في قطاع غزة.

ساحة الشهداء في صيدا

مخيمات شمالي لبنان.. تأكيد على حتمية الانفجار الشعبي الفلسطيني والعربي

في مخيم البداوي بمدينة طرابلس شمال لبنان، خرج آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مظاهرات عقب صلاة الجمعة، جابت شوارع المخيّم، ورفع المشاركون رايات المقاومة والأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات منددة بالصمت العربي والدولي حيال المجزرة الدموية المستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحيّا المتظاهرون المقاومة الفلسطينية التي تخوض المعارك على مختلف الساحات، وهتفوا لشهيدي المخيمات في لبنان رياض قبلاوي وحمزة موسى، اللذين ارتقيا في اشتباك مع الاحتلال في الجليل شمال فلسطين.

العبدة عكار.jpg
طرابلس شمالي لبنان /13-10-2023


 

وفي مخيم نهر البارد، انطلقت حشود ضخمة من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين، باتجاه ساحة العبدة في عكار شمال المخيم، تأييداً للمقاومة الفلسطينية وتنديداً بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على أهالي غزة.

وألقيت خلال المظاهرة عدّة كلمات، أكّدت على ما وصفته بحتمية الانفجار الشعبي الفلسطيني والعربي، "ليمتد طوفان الأقصى ويحاصر الاحتلال، رغم الهرولة العربية الرسمية تجاه التطبيع، والصمت على المجازر المتواصلة".

وعاد المتظاهرون من منطقة ساحة العبدة، باتجاه مخيم نهر البارد حيث استكملت المسيرة الشعبية، على وقع هتافات التنديد بالتخاذل الرسمي العربي تجاه قطاع غزّة، مطالبين بفتح ساحات المقاومة كافة.

مخيمات جنوبي لبنان: عاجزون أمام دمائكم

وفي مخيمات جنوب لبنان، شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي برج الشمالي والرشيدية جنوبي لبنان بمظاهرة جابت أرجاء المخيم تضامناً مع قطاع غزة وتنديداً بحرب الإبادة التي يتعرض لها من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي"

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا من أجل غزة وأرواح شهدائها، وسادت أجواء من الغضب والحزن خلال المظاهرة جراء المجازر "الإسرائيلية" التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة

وقال اللاجئ الفلسطيني أحمد فاعور: إن العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في الآونة الأخيرة "أعادت لنا الفخر بقضيتنا والأمل بالتحرير والعودة"، مستنكراً كل هذا الدعم الأمريكي والغربي لجرائم الاحتلال "الإسرائيلي" ضد مدنيين عزّل في قطا غزة.

ولكنه عبّر عن إيمانه بأن "الفلسطينيين أصحاب حق وهذا الحق سيعود مهما تعاظم الدعم الأمريكي والأوروبي لكيان الاحتلال"

وقالت اللاجئة الفلسطينية سلام الخطيب: إننا نشعر بالعجز هنا في مخيمات اللاجئين ولا نقدم شيئاً ونحن نرى إخوتنا في قطاع غزة يتعرضون لحرب إبادة وتهجير، لذا نقول لهم: "نحن معكم وهذه وسيلتنا لنصرتكم"

 

الوليد يحيى - دعاء عبد الحليم- جنى شحرور

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد