وهل يعرّي هذا التضامن الرواية "الإسرائيلية"؟

مظاهرات في مدن العالم تنديداً بحرب الإبادة على غزة، فهل تسمع الحكومات؟

السبت 14 أكتوبر 2023

توسعّت رقعة مظاهرات التضامن مع قطاع غزة في عدّة مدن وعواصم أوروبية وعالمية، وانضمت مدن جديدة للتظاهر، فيما شهدت عواصم مؤثرة توسعاً للمظاهرات المنددة بحرب الإبادة المعلنة من قبل قادة كيان الاحتلال "الإسرائيلي" في يومها الثامن على التوالي، حيث صعّد الاحتلال من استهدافه للمدنيين، مهدداً المستشفيات بالقصف، في حال عدم امتثالها لدعوات التهجير.

هتافات ضد التضليل الإعلامي الغربي إزاء الحرب على غزة

وشهدت العاصمة البريطانية لندن ظهر اليوم السبت 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر، تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف، جابت الشوارع الرئيسية للعاصمة، وتوقفت عند هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".

وهتف المشاركون ضد التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام الغربي بنشر الرواية "الإسرائيلية" المضللة حول الأحداث في قطاع غزة، والأكاذيب التي ينشرها الاحتلال حول قصفه أهدافاً لحركة حماس رداً على "جرائم ارتكبتها الحركة بحق أطفال إسرائيليين" وفق زعمه.

مظاهرة لندن اليوم، لم تشهدها العاصمة البريطانية منذ بدء العدوان، علماً أنّ عدّة تظاهرات كانت قد انطلقت خلال الأيام الفائتة، ما يشير الى توسّع المشاركة الشعبية وانضمام المزيد من القوى النقابية والحزبية والمتضامنين الأجانب، فضلاً عن انخراط أوسع لأبناء الجاليات العربية في الحراك المؤيد لفلسطين، حسبما أشار أحد المشاركين في الدعوات للتظاهر الطبيب العراقي المقيم في بريطانيا "مؤيد إبراهيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

وأكّد "إبراهيم" الناشط في إحدى المجموعات المعنية بالعدالة والبيئة، أنّ توسعّ التضامن في بريطانيا مع فلسطين خلال الحرب التي يشنها الاحتلال الآن على القطاع صار ملحوظاً، ليس فقط بكبر حجم المظاهرات يوماً بعد يوم، إنما بانعكاسات الحدث على الوعي البريطاني تجاه ما يحدث في فلسطين.

وأوضح أنّه بسبب فظاعة مشاهد القصف لقطاع غزة، صار يعجز حتّى أكبر المؤيدين للكيان "الإسرائيلي" في لندن على تبريرها بناء على الرواية "الإسرائيلية" حيث صارت تظهر بشكل واضح لقطاعات بريطانية واسعة انها حرب إبادة وتهجير.

وأشار إبراهيم إلى ضرورة أن تشتغل القوى الفلسطينية الناشطة في مجال الإعلام والتواصل والعلاقات العامة، لتمرير أكبر قدر من الصورة الحقيقة، لمواجهة أكاذيب الاعلام الغربي، معتبراً أنّ الوعي العام الغربي بات مدركاً أنّ إعلامه يضلل الناس.

وأكّد الطبيب والناشط العراقي أنّ الوعي العام البريطاني من الممكن لفت نظره على كذب إعلام بلاده، نظراً للتجربة شديدة الوضوح على كذب مؤسساتهم الإعلامية، ولا سيما هيئة الإذاعة البريطانية، منذ أحداث غزو العراق، حيث تبنى الإعلام كل الروايات حول أسلحة الدمار الشامل واتهام العراق بدعم الإرهاب، والتي تبين لاحقاً أنها كلها فبركات من قبل رئيس الحكومة آنذاك "توني بلير" والإدارة الأمريكية.

اعتقال متظاهرين متضامنين مع غزة في ميامي

في الولايات المتحدة، شهدت ولاية ميامي الأمريكية مظاهرة غير مسبوقة شارك فيها المئات من المتضامنين والجمعيات والحراكات الأمريكية المناهضة للهيمنة الامبريالية، والمعنية بالسلام والبيئة، فضلاً عن أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية.

التظاهرة في ميامي، استفزّت المنظومة الأمريكية، التي سارعت لاعتقال عدّة ناشطين شاركوا في تنظيم التظاهرة، تحت ذرائع إطلاق شعارات "معادية للسامية" كالمطالبة بفلسطين من النهر إلى البحر، والداعية إلى وقف الجرائم "الإسرائيلية" والتي شبّهت الصهيونية بالنازية.

وتعكس مظاهرة ميامي إلى توسع التضامن الشعبي مع غزة في الولايات المتحدة، حيث شهدت أيضاً مدينة "نيويورك" وقفة حاشدة أمام منزل عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الولاية السيناتور "تشاك شومر"، ودعت إلى وقف فوري للتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال بحق أهالي غزة، حسبما عبر المتظاهرون بشعاراتهم ويافطات رفعوها.

وكانت ولايات شيكاغو وواشنطن، قد شهدت خلال اليومين الفائتين مظاهرات حاشدة، رغم حملات ترهيب قامت بها مجموعات مؤيدة للحركة الصهيونية في شيكاغو، وبلغت تحركاتها المعادية للتظاهرات، حدّ إطلاق تهديدات للمشاركين بالقتل.

وفي القارة الأوروبية، شهدت عدة مدن وعواصم مظاهرات حاشدة تنديداً بحرب الإبادة على غزة، وتزامناً في وقت واحد ظهر اليوم السبت، خرج آلاف الفلسطينيين والأجانب والعرب في ثلاث مظاهرات بمدن استوكهولم وكالمار ومالمو وأوبسالا في السويد، وقدر عدد المشاركين في مظاهرة مالمو بـ 10 آلاف.

وشارك الآلاف من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنين أجانب إضافة إلى نشطاء بارزين في حراكات سياسية سويدية في هذه المظاهرات.

 

في بروكسل عمد المتظاهرون إلى إبراز صور الجرائم الإسرائيلية أمام وسائل الإعلام

العاصمة البلجيكية بروكسل، شهدت يوم أمس الجمعة، تظاهرة نظمتها الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنون أجانب، للتنديد بمجزرة الإبادة "الإسرائيلية" بحق أهالي قطاع غزة وبـ "التواطؤ الأوروبي" والصمت الدولي حيالها.

وعمد المشاركون إلى إيصال رسائل للإعلام البلجيكي والرأي العام عبر المرور من أمام مؤسسات إعلامية، تبث ما يصدر عن الإعلام في "إسرائيل" وتتبنى الرواية التي أطلقها رئيس وزراء كيان الاحتلال وقادة حكومته، حول مذابح ارتكبتها المقاومة بحق أطفال المستوطنين، كما توقفوا أمام مبنى وزارة الخارجية البلجيكية، رافعين صوراً ويافطات تظهر حجم جرائم الإبادة بحق المدنيين.

المواطنة التونسية المقيمة في بروكسل "بديعة بوشلال" وصفت مشهد المظاهرات في بروكسل، بأنّه إيجابي وفعّال رغم التضييقات الحكومية على المتظاهرين والناشطين المؤيدين لفلسطين، وأشارت في حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى إمكانية التأثير بشكل فعال على الرأي العام في البلد من خلال الأنشطة والفعاليات.

وقالت "بو شلال" لموقعنا: إنّ الرأي العام البلجيكي سواء طلبة الجامعات أو النخب النقابية والثقافية، وكذلك الناس العاديين، يشكلون أرضية تتسابق عليها اللوبيات المؤيدة "لإسرائيل" لاستمالتها بروايات الاحتلال.

وأكّدت المواطنة التونسية التي تعمل في الهندسة، أنّ النشاط التضامني يمكن أن يقلب الموازين لصالح القضيّة الفلسطينية، إلّا أنّ ذلك يحتاج الى تنظيم للجهود الفلسطينية والعربية والمتضامنة مع القضية في بلجيكا، والسير في خطّة تحركات ممنهجة، لكسب المزيد من القطاعات للانضمام الى التضامن مع فلسطين

وقفات في فيينا لليوم الرابع على التوالي

ولليوم الرابع على التوالي، يشهد وسط العاصمة النمساوية فيينا وقفة يشارك فيها مئات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، ورغم تضييقات الشرطة النمساوية، يصر الناشطون الفلسطينيون على نيل تراخيص المظاهرات والوقفات في فيينا تضامناً مع قطاع غزة.

وقبل أيام سعت الشرطة النمساوية إلى منع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وقبل ساعة من خروج مظاهرة كان مرخص لها يوم الأربعاء أعلن قائد الشرطة جيرهارد بورستل في مؤتمر صحفي تم عقده في وقت متأخر أنه سيتم حظر التظاهرة، معتبراً أن هذه الخطوة "مسموح بها وضرورية" للحفاظ على "السلامة العامة، ولمنع "انتقال الصراع العنيف في الشرق الأوسط إلى شوارع فيينا".

كما استشهد بورستل بنتائج استخباراتية، تقول: إنه "من الممكن أن تؤدي التظاهرة إلى "دعوات واضحة للعنف تجاه دولة إسرائيل"، لذا قررت الشرطة إلغاءها.

ولكن لم ير وزير الداخلية النمساوي "جيرهارد كارنر" أي سبب في منع التظاهرة، لافتاً إلى أن الحق في التجمع والتظاهر من أعظم الحقوق في النمسا، إلا ان الشرطة قررت منعها قبل ساعة من موعدها.

ولكن المشاركين أصروا على الخروج ورددوا شعارات تطالب بحرية الشعب الفلسطيني والتمسك في حق العودة ووقف الحرب على قطاع غزة، وبفتح معابر إنسانية وإدخال المواد الإغاثية والأدوية الطبية.

وأكد هيثم عورتاني رئيس التجمع الديمقراطي الفلسطيني في النمسا وسويسرا أن "طريق السلام يمر عبر تمكين شعبنا من نيل حقوقه وانهاء الاحتلال والتوقف فوراً عن ازدواجية المعايير بالمواقف الاوربيه اتجاه قضية شعبنا العادلة"

كما شهدت عدّة مدن في مناطق متفرقة في أوروبا والعالم، مظاهرات حاشدة دعماً لغزّة، وللمطالبة بوقف فوري للمجزرة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الأهالي.

كما شهدت مدينة برشلونة الإسبانية، مظاهرة حاشدة اليوم السبت، شارك فيها المئات من المتضامنين الأجانب والقوى النقابية واليسارية، طالب المشاركون فيها بوقف فوري لمجزرة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي غزّة، وتحقيق العدالة للفلسطينيين، كما شهدت مدينة مالقا جنوبي إسبانيا مظاهرة مماثلة.

وفي العاصمة الكورية الجنوبية "سول" شارك المئات من المتضامنين الكوريين مع القضية الفلسطينية، في مظاهرة وسط العاصمة، نددت بالعدوان وطالبت العالم بوقفة جديّة لوقف المجرة وإنهاء الاحتلال.

ومساء اليوم السبت، شهدت مدينة إسطنبول مظاهرة كبيرة شارك فيها أتراك وفلسطينيون وعرب هتفوا لقطاع غزة وفلسطين، ورفعوا شعارات تدين الجرائم "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين في القطاع والتي أسفرت عن ارتقاء ما يزيد عن 2500 فلسطيني في 8 أيام من العدوان المتواصل.

وانطلقت المظاهرة من وسط منطقة بيازيد إلى جامع "آيا صوفيا".

WhatsApp Image 2023-10-14 at 8.26.26 PM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2023-10-14 at 8.26.26 PM.jpeg


 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد