شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة غارات "إسرائيلية" عنيفة طيلة ليل الأربعاء، وسط توالى ردود الأفعال العالمية والعربية المنددة بالجريمة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في المستشفى المعمداني في غزة، مساء الثلاثاء، وأسفرت عن استشهاد قرابة 500 فلسطيني جلهم من النساء والأطفال المرضى والنازحين إلى المستشفى، ومئات الجرحى، فيما أعلن الرئيس الأميركي "جو بايدن" في اجتماع "كابينيت الحرب الإسرائيلي" إن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للكيان "الإسرائيلي" في حرب الإبادة التي يشنها على القطاع.
وفي ظل القصف الكثيف الذي شهده قطاع غزَة ليلة الأربعاء، هدد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سكان مدينة غزة داعياً إياهم إلى التحرك جنوباً، قائلاً في تحذير جديد بشأن الإخلاء: إن هناك "منطقة إنسانية" تتوفر فيها مساعدات في "المواصي" الواقعة على بعد 28 كيلومترا أسفل ساحل القطاع الفلسطيني.
أكثر من 3478 شهيداً
يأتي هذا وسط مخاوف من ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة المستشفى المعمداني ارتفع عدد ضحايا الحرب "الإسرائيلية" إلى 3478 شهيد.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله: إن العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ 12 يوما أدى إلى سقوط أكثر من 3478 شهيداً و12 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
وحذرت الصحة من النقص الحاد بالأدوية في قطاع غزة وصعوبة الوصول إلى المستشفيات وانقطاع المياه وتدهور منظومة الصرف الصحي ما يزيد مخاطر تفشي الأمراض السارية، بدورها قالت وزارة الصحة في غزّة: إن مئات الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض إثر استهداف الاحتلال المستشفى المعمداني وسط غزة.
عشرات الشهداء والجرحى في تواصل قصف الأحياء السكنية
وقدرت مصادر إعلامية ومحلية أن عدد الشهداء في القصف "الإسرائيلي" الذي شهدته مناطق القطاع ليل الأربعاء تجاوز ستين شهيداً ومئات الجرحى، حيث استهدف جيش الاحتلال مخبزاً في مخيم النصيرات أثناء وجود العاملين فيه، محاذياً لمدرسة تؤوي نازحين.
وشمالي القطاع، وصل أكثر من من 45 شهيدًا إلى مستشفى الأندونيسي في جباليا جراء قصف طائرات الاحتلال لعدة منازل في حيي القصاصيب وحليمة السعدية، واتشلت طواقم الدفاع المدني شهيد اً من منزل عائلة الخواجة الذي تعرض لقصف أمس برفح وارتقى داخله أكثر من 10 مدنيين عُزل.
وتستمر المجازر "الإسرائيلية" في خانيونس جنوبي القطاع، حيث ارتقى صباح اليوم 12 فلسطينياً بينهم 7 أطفال وأصيب العشرات في قصف منازل آل ابو اسحاق في بني سهيلا شرق خانيونس، كما ارتقى أكثر من 4 فلسطينيين بينهم 3 نساء وأصيب العشرات في قصف لمنزل عائلة عاشور قرب صالة السعادة جنوبي خان يونس
واستشهد 8 فلسطينيين صباح اليوم الأربعاء، جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منزلاً بحي الرمال غربي غزة من دون سابق إنذار
تحذيرات من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
وتتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر وسط تحذيرات من توقف مستشفيات قطاع غزة عن العمل، وفي تصريح له اليوم قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن المستشفيات مهددة بالتوقف خلال ساعات بسبب منع إمدادات الكهرباء والوقود والمياه من دخول القطاع ما يعني تحول غزة إلى مقبرة جماعية، مستنكراً عجز المجتمع الدولي عن فرض ممر إنساني لإغاثة غزة، وداعياً إلى مسيرات غضب وجنازات رمزية لضحايا غزة في كل أنحاء العالم.
وفي بيان لها اليوم قالت الأمم المتحدة: إن إسرائيل شنت 58 هجوما على مرافق طبية ورعاية صحية في قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن "هجمات إسرائيل أدت إلى مقتل 16 عاملاً في مجال الرعاية الصحية وإصابة 28 آخرين، وإلحاق أضرار بـ26 مستشفى ومنشأة رعاية صحية أخرى، بما في ذلك 17 مستشفى و23 سيارة إسعاف".
وأشار البيان إلى أن 4 مرافق صحية وجميعها في شمال قطاع غزة هي (بيت حانون، ومؤسسة حمد للتأهيل، والكرامة، والدرة) لم تعد قادرة على العمل.
من جهته قال مكتب إعلام وكالة "أونروا" في غزة: إن مدارس الوكالة في القطاع تعج بنحو 500 ألف نازح، داعية لإدخال المساعدات بشكل عاجل ومحذرة من كارثة إنسانية، وداعية لإدخال المساعدات الإنسانية فوراً لغزة.
وفي وقت سابق أكدت الوكالة أن أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة نزحوا من بيوتهم وأنها لا تملك معلومات ولا تقدم مساعدات للنازحين في مدارسها شمالي القطاع.
يأتي هذا فيما يزور الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الكيان "الإسرائيلي" لتأكيد الدعم لها، في حين أعلن الأردن إلغاء القمة التي كان يفترض أن تجمع، اليوم الأربعاء، بايدن في الأردن مع ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
وقال بايدن في بداية اجتماع "كابينيت الحرب" "الإسرائيلي" في تل أبيب: "كابينيت الحرب موحد، وسنستمر في دعمكم كما في الماضي"
