منعت الشرطة الألمانية عدة مظاهرات داعمة لقطاع غزة في العاصمة برلين، فيما واصلت محاربة الرموز الفلسطينية مثل الكوفية والعلم الفلسطيني، بينما استمرت المظاهرات في عدد من المدن الألمانية والنمساوية وسط مضايقات أمنية بحق المنظمين.
وذكر بيان لهيئة المؤسسات العربية والفلسطينية أن "المظاهرة الأولى التي منعت، كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني، والأسرى في السجون الإسرائيلية ولوقف الحرب على غزة وما تتعرض له من قتل وتدمير وحصار".
كما جاء في البيان أن الشرطة طلبت بكتاب خطي مكون من 15 صفحة بإبلاغ جماهير فلسطين في برلين بإلغاء المظاهرة والوقفة المسجلة لدى السلطات، فيما بررت الشرطة بالخشية من "وجود مخاطر ترديد شعارات الكراهية والعداء للسامية وتمجيد العنف".
وذكر ماجد الزير الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروربي الفلسطيني للعلاقات السياسية أنه تم التوجه إلى القضاء الألماني بطلب مستعجل بسبب منع الشرطة الألمانية للمظاهرة التي كانت مسجلة لدى السلطات الألمانية يوم الأربعاء الماضي.
وقال: إنه "للأسف الشديد كان قرار المحكمة الإقليمية بعد ساعات هو تبني قرار الشرطة بمنع المظاهرة، ثم استأنفنا القرار بالمحكمة الإدارية العليا في مرافعة مستعجلة وجاء الرد أيضاً بتأكيد المنع".
وأضاف: "سجلنا وقفة احتجاجية ليوم الخميس 12/10/2023 في ساحة (بوتسدامر بلاتس) أيضاً تحت عنوان التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وفوجئنا بمنع الوقفة من الشرطة التي طوقت المكان ومنعت وجود المحتجين".
وعبر الزير عن التمسك بحق حرية التعبير والتظاهر، خاصة أن المظاهرات والوقفات في برلين تتسم بالسلمية والحضارية بشهادة الشرطة الألمانية التي كانت عناصرها ترافق المظاهرات والوقفات، "وكانوا يشكرون المنظمين والمتظاهرين على الالتزام بالقانون" .
ملاحقات لمن يرتدي الكوفية الفلسطينية
ودعا ناشطون فلسطينيون في ألمانيا إلى ارتداء الكوفية والرموز الفلسطينية بالأماكن العامة خاصة برلين، بعد اعتقال الشرطة للعديد من الأشخاص الذين يرتدونها وملاحقتهم في الطرقات.
وأوضح الناشط محمد علي أن هدف هذه الحملة التأكيد على الهوية الوطنية ورفض القمع الألماني لكل ما هو فلسطيني وما يرتبط بهذه القضية العادلة، فلا يعقل أن يضرب طالب بالمدرسة لمجرد أنه حمل علم فلسطين.
وقال: إن "السلطات الألمانية خاصة في برلين مصابة بحالة من الهستيريا تجاه كل ما هو فلسطيني، فتخيل أن وزارة التربية في العاصمة تطلب من المدارس بمنع الطلاب من ارتداء الكوفية"، مؤكداً أن "هذا غير قانوني ولا يوجد له أساس تشريعي، وإن مر هذا الأمر سيكون له تبعات وعواقب وخيمة في المستقبل، لهذا يجب المشاركة بهذه الحملة".
منع للمظاهرات المنددة بحرب الإبادة على غزة
وفي النمسا منعت الشرطة يوم السبت الماضي مظاهرة في مدينة (جراتز) شرقي البلاد، ورغم ذلك تجمع نحو 20 شحصاً مرتدين الكوفيات والقمصان الفلسطينية.
وأشار الناشط خليل الأحمد إلى أن المشاركين أصروا على التظاهر لأنه من حقهم، وأن منع الشرطة غير مبرر، وهدفه التغطية على جرائم الاحتلال وخنق الصوت الفلسطيني.
كما استغرب من حظر التظاهر في بلد يتغنى بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والتجمع، مستأنفاً: "لكنهم يخشون الرواية الفلسطينية العادلة ومن نقل الصوت الفلسطيني إلى الرأي العام الأوروبي لهذا يحظرون التظاهرات".
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات الحرية لفلسطين، وفلسطين حرة من النهر إلى البحر، فيما أجرت الشرطة فحصاً للهويات وجرى توثيق التظاهرة بحال وجود انتهاكات، بحسب بيان للشرطة.
المستوى الرسمي في النمسا يحضر تجمعات مؤيدة لـ "إسرائيل".. ويُلاحق مؤيدو فلسطين
وفي يوم الأربعاء الماضي تجمع مئات من أبناء الجاليات العربية والإسلامية والمتضامنون الأوروبيون اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، دعماً لقطاع غزة ضد الحرب التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي".
وتأتي التظاهرة رغم منع الشرطة لها قبل ساعة من موعدها "خشية وقوع أعمال عنف" نتيجة قربها من تجمع مؤيد للاحتلال الإسرائيلي، شارك فيها المستشار النمساوي وعدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب النمساوية.
وأفاد الناشط محمود شواهين: إنه بعد انتهاء التظاهرة التي ألغيت قبل وقت قصير من وقوعها طوقت الشرطة المتجمعين، وأصدرت مخالفات بحقهم، حيث تلقى نحو 300 شخص المخالفات.
وأوضح شواهين أن الشرطة بررت ذلك باستمرار التظاهر بعد انتهاء الوقت المخصص لها، لافتاً إلى أن الشرطة كان بإمكانها الطلب من المحتجين المغادرة وتنبيههم بانتهاء التظاهرة
وردد المشاركون شعارات تطالب بحرية الشعب الفلسطيني والتمسك في حق العودة ووقف الحرب على قطاع غزة، وبفتح معابر إنسانية وإدخال المواد الإغاثية والأدوية الطبية.
وسبق أن منعت الشرطة الألمانية في العامين الماضيين مظاهرات فلسطينية في ذكرى النكبة الفلسطينية، تخللها فرض غرامات مالية لناشطين فلسطينيين وألمان، حيث توجه عدد من الناشطين إلى المحاكم رفضاً لهذه الغرامات، وأيضاً في يوم الأسير .
كما قرر البرلمانين النمساوي والألماني عام 2019 إدانة نشاطات حركة مقاطعة البضائع "الإسرائيلية" (BDS) ووصفها بـ "المعادية للسامية"، حيث حظي القرار بتصويت أغلبية أصوات الأحزاب الألمانية والنمساوية.