شهد شارع ""Sonnenallee وسط العاصمة الألمانية برلين، والذي يُعرف على المستوى المحلّي والأوروبي بـ "شارع العرب" إغلاقاً عاماً اليوم الجمعة 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر تضامناً مع أهالي قطاع غزة بوجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" التي يواجهونها، وتعبيراً من الفلسطينيين والمتضامنين في ألمانيا عن رفض سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها السلطات الألمانية من خلال منع المظاهرات التضامنية مع قطاع غزة ووقفات التنديد بالجرائم الإسرائيلية، ومحاربة الرموز الفلسطينية.
واستجابت المحال التجارية والشركات العاملة في الشارع، والمملوكة بمعظمها لمقيمين ولاجئين عرب في ألمانيا لدعوات الإضراب التي عممها ناشطون يوم أمس الخميس، بعد أن رفضت السلطات الألمانية منح تراخيص لتنظيم مظاهرة وسط العاصمة دعماً لأهالي القطاع في اليوم الـ 14 من حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتصاعدة ضد المدنيين في القطاع.
ووضع أصحاب المحال، ملصقات على أبواب المتاجر بعد إغلاقها، باللغات العربية والألمانية والإنجليزية، كتب عليها "هذا المحل مغلق تضامناً مع غزة، عبّر عن تضامنك مع الشعب الفلسطيني".
الناشط السوري المقيم في برلين لؤي سعيد، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ الاضراب جاء رداً على رفض السلطات الألمانية منح ترخيص للقيام بمظاهرة حاشدة وسط برلين اليوم الجمعة، في وقت كانت يستعد فيه الناشطون والجاليات العربية في برلين للقيام بمظاهرة حاشدة من مسجد النور في شارع العرب، إلّا أنّ السلطات الألمانية رفضت ترخصيها.
اقرأ/ي أيضاً تزامناً مع الحرب على غزة: تضييق على مؤيدي فلسطين في ألمانيا والنمسا
وأشار سعيد إلى أنّ الشرطة الألمانية أبلغت الناشطين بأنها حظرت التظاهر المؤيد لفلسطين حتّى يوم 30 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تحت ذريعة "مخاطر حدوث صيحات تحريضية ومعادية للسامية وأعمال عنف خلال التظاهر".
واعتبر سعيد، أنّ فكرة الاضراب في "شارع العرب" تظهر للسلطات الألمانية، أنّ الصوت العربي مؤثر في برلين، وأنّ هناك سبلاً كثيرة للتعبير عن التضامن مع غزة غير التظاهر، ومنها إغلاق الشارع الذي يعتبر من أكثر الأسواق حيوية في العاصمة الألمانية.
واستجاب للدعوات الأولى للإضراب يوم أمس، أكثر من 70 متجراً ومطعماً ومخبزاً ومقهى إضافة إلى شركات سياحة وسفر، ومكاتب صيرفة ومتاجر مجوهرات، ومدارس لتعليم قيادة السيارات وسواها من فعاليات اقتصادية.
ويأتي الاضراب في برلين، بالتوازي مع استمرار خروج المظاهرات الداعمة لأهالي قطاع غزّة بوجه مجازر الاحتلال، في عدد من المدن والعواصم الأوروبية، ومنها العاصمة النمساوية فيينا حيث اعتصم العشرات رافعين صور ضحايا مجازر الاحتلال، ومطالبين بموقف دولي لوقف المجازر، إضافة إلى وقفة شهدتها ساحة بلدية العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ومدينة روتردام في هولندا، وإسطنبول التركية.