نظمت تظاهرة كبيرة اليوم السبت 21 تشرين الأوّل/ أكتوبر، في العاصمة البريطانية لندن للمطالبة بوقف فوري لحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي". ووصفت المظاهرة بغير المسبوقة من حيث أعداد الحشود المُشاركة، في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة لليوم الخامس عشر على التوالي.
ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة " Marble Arch" وسط العاصمة، الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف حرب الإبادة على القطاع، والحريّة لفلسطين، ورددت شعارات مناهضة للاحتلال "الإسرائيلي" خلال سيرها في شارع "أوكسفورد" الرئيسي وسط العاصمة وتوجهها إلى منطقة " داوننغ ستريت" حيث تقع مقرات الحكومة البريطانية.
مصادر إعلامية بريطانية ونشطاء، قدروا أعداد الحشود أكثر من 200 ألف متظاهر، فيما قالت صحيفة " إسرائيل هيوم" العبرية، نقلاً عن الشرطة البريطانية إن نحو 100 ألف متظاهر احتشدوا في لندن تأييداً للفلسطينيين.
"حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا"، وهي إحدى الجهات الداعية للمظاهرة، قالت إنّ الأعداد التي انضمت إلى تظاهرة السبت الفائت 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر، بلغت 150 ألفا، فيما تجاوزت الأعداد في مظاهرة اليوم العدد الفائت بكثير.
وشارك في التظاهرة، أعضاء النقابات العمالية البريطانية، والهيئات والأحزاب والمنظمات الإنجليزية الداعمة للحق الفلسطيني، فضلا عن الجاليات العربية والفلسطينية والآسيوية وغيرها، التي رفعت شعارات من قبيل "أوقفوا حرب الإبادة في غزّة، أنهوا الاحتلال فوراً، إسرائيل هي الإرهابية."
ووزع المنظمون خلال التظاهرة، آلاف النسخ لمنشور، كتب فيه "أوقفوا جرائم الحرب، احموا المدنيين." ودعا المشاركون إلى مراسلة نوابهم في مجلس النواب البريطاني، عبر تطبيق إلكتروني تضمّن المنشور رابطاً له، ورسالة، تحض النواب على اتخاذ موقف لوقف الحرب على غزة وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية."
وجاء في الرسالة "إن الإعلان عن أن "إسرائيل" ستنفذ (حصاراً كاملاً) على غزة، بالإضافة إلى الحصار المستمر، يعني أن المدنيين الأبرياء لن يتمكنوا من الحصول على الغذاء أو الماء أو الكهرباء، ووفقاً لخبراء الأمم المتحدة، فإن هذا يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي".
وأضافت "إن مطالبة الجيش "الإسرائيلي" بنقل أكثر من مليون مدني من شمال غزة إلى الجنوب خلال 24 ساعة، "في غياب أي ضمانات للسلامة أو العودة، يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري وفقًا للمجلس النرويجي للاجئين."
وتابعت الرسالة: “باعتباري ناخبًا لكم، أكتب إليكم لأطلب منكم الدعوة علنًا إلى ما يلي: الوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن جميعهم، وإجراء تحقيق مستقل من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جميع جرائم الحرب، والكتابة بشكل عاجل إلى وزير الخارجية جيمس كليفرلي لدعوة نظيره الإسرائيلي لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي، وحماية المدنيين جميعهم في غزة من الترحيل القسري الوشيك".
وجاءت تظاهرة اليوم، في إطار الحراك الداعم والمتضامن مع فلسطين، والذي تشهده مدن وعواصم أوروبية، منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزّة، وتصاعد مع إفصاح الاحتلال عن نواياه لتهجير سكان قطاع غزة، وارتكاب المجازر المروعّة، والتي أوقعت حتّى اليوم السبت، أكثر من 4 آلاف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.