كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، اليوم السبت 21 أكتوبر/ تشرين أوّل، أنّ قوات الاحتلال الصهيوني قتلت ما لا يقل عن 1661 طفلاً، جرّاء عدوانها المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري تاريخ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، و27 طفلاً في الضفة في الفترة ذاتها، أي بمعدل 120 طفلاً يومياً.
وفي بيانٍ لها، شدّدت الحركة، أنّ أعداد الشهداء بمن فيهم الأطفال في قطاع غزة، غير نهائية، لأن هناك نحو 1400 شخص في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة، ما يشير إلى أنّ العدد الفعلي للشهداء أعلى من ذلك بكثير، مُشيرةً إلى أنّ الأطفال الفلسطينيين الذين نجوا حتى الآن من القصف المكثّف في جميع أنحاء قطاع غزّة يعانون أزمةٍ إنسانيّة كبيرة، ما يؤدّي إلى تفاقم الصدمات العصبيّة والنفسيّة القائمة منذ 16 عاماً من الحصار والهجمات العسكريّة "الإسرائيليّة" على القطاع.
وبيّنت الحركة، أنّ الصدمة التي يعانيها الأطفال في غزة تمتد إلى ما هو أبعد من المعاناة الشخصية، فرؤية مقتل أطفال آخرين تؤدي إلى تفاقم محنتهم، ما يترك ندوباً لا تمحى على سلامتهم العقلية، كذلك فإنّ إبادة عائلات بأكملها في غمضة عين، يؤدي إلى تحطيم أسس هذه الأسر، فالأطفال، الذين كانوا يجدون الأمان والراحة في أحضان عائلاتهم، أصبحوا الآن أيتاماً، لافتةً إلى أنّ التداعيات العاطفية لهؤلاء الأطفال عميقة، إذ إنهم لا يعانون فقط من آلام الوضع الحالي، ولكن مع التحدي الشاق المتمثل في كيفية إكمال حياتهم دون الدعم الأساسي من أسرهم.
بحسب الحركة، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ نحو مليون فلسطيني في غزة نزحوا، من ضمنهم أكثر من 600 ألف شخص توجهوا إلى الأجزاء الوسطى والجنوبيّة من القطاع، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فيما قطعت سلطات الاحتلال إمدادات المياه عن غزة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول، كما دمرت الغارات الجوية العديد من خطوط المياه، ومنذ ذلك الحين، اضطرت محطات تحلية المياه الثلاث في غزة إلى وقف عملياتها، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ونتيجة لذلك فإن الغالبية العظمى من الفلسطينيين في غزة لا تستطيع الحصول على شرب نظيفة، وقد لجأ البعض إلى شرب مياه الآبار الملوثة، ما يثير المخاوف من انتشار الأمراض.
وأضافت الحركة: قطعت سلطات الاحتلال الكهرباء عن القطاع، فيما دمرت الغارات الجوية اثنين من الخطوط الرئيسية الثلاثة للاتصالات المتنقلة في قطاع غزة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما أشارت الحركة إلى أنّ موظفيها في قطاع غزة والضفة الغربية يعملون على توثيق الانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، مع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني لليوم الخامس عشر على التوالي.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الاحتلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ما أدّى إلى ارتقاء 4137 شهيداً 70% منهم من الأطفال والمسنين والسيدات، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحّة الفلسطينية صباح اليوم السبت.