نفاد للوقود وسط استخدام ذخائر حارقة على رؤوس الفلسطينيين

ارتقاء 700 فلسطيني في قطاع غزة خلال 24 ساعة ومجازر لا تتوقف

الأربعاء 25 أكتوبر 2023

ارتقى 700 فلسطيني بينهم 300 طفل في قطاع غزة خلال 24 ساعة، مع تصعيد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للمجازر التي يرتكبها بحق السكان العزّل في بيوتهم، خاصة مع دخول ساعات المساء والليل، وحتى لحظة إعداد هذا الخبر تستمر الغارات "الإسرائيلية" في استهداف مناطق عدة في قطاع غزة، تحصد المزيد من أرواح الفلسطينيين وتوسع رقعة الدمار، عبر إلقائها مواد متفجرة فتّاكة وغير مسبوقة في أي حروب سابقة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة بعد منتصف ليل الأربعاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر أن الغارات الكثيفة والمتتالية على المنازل المأهولة والمرافق أسفرت عن استشهاد 700 فلسطيني بينهم 300 طفل خلال الـ 24 ساعة الماضية، علماً أن عدد الضحايا الفلسطينيين لا بد ارتفع مع استمرار القصف العنيف.

وفي لحظة، إعداد هذا الخبر تتواصل الغارات على مخيمات الشاطئ والبريج والمغازي والنصيرات بمدينة غزة، ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وكذلك محافظات رفح وخانيونس جنوبي القطاع.

مئات الشهداء خلال ساعات

وشهد مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين خلال الساعات الـ 24 الماضية قصفاً عنيفاً وإلقاء ذخائر حارقة على رؤوس السكان، ووصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى مساء الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر جثامين متفحمة لفلسطينيين بعدما قصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية منزلاً لعائلة عوض في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة على رؤوس ساكنيه.

وفي وقت لاحق، ارتقى أكثر من 7 شهداء بعدما قصفت طائرات الاحتلال الحربية مخبزاً في مخيم المغازي شرقي مدينة غزة، وفي ذات المخيم استهدف قصف "إسرائيلي" منزلاً لعائلة البربراوي.

وتمكن الدفاع المدني في وقت متأخر بعد منتصف الليل من انتشال عدة شهداء وإصابات بعد قصف "إسرائيلي" استهدف عائلة "أبو غبن" في مخيم الشاطئ.

وفي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تجاوز عدد الشهداء 36 شهيداً جراء سلسلة غارات عنيفة استهدف أحياء سكنية في المدينة، ولا يزال عدد كبير من جثامين الشهداء وناجين محتملين عالقين تحت الأنقاض، تحول الإمكانيات الضيئلة ونفاد الوقود من عمليات استخراجهم.

ويشكل نفاد الوقود من القطاع معضلة أساسية، تعيق عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض، وفي هذا السياق، أعلن مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة توقف الحفار الوحيد في المحافظة بسبب عدم توفر الوقود، وبذلك تتوقف عمليات انتشال العالقين والشهداء من تحت ركام المنازل المستهدفة.

المشكلة ذاتها التي تواجهها فرق الإنقاذ في رح جنوبي شرقي قطاع غزة، والتي شهدت استهدافاً غير مسبوق خلال الـ 24 ساعة الماضية لمنازل عائلات بأكملها، ارتقى على إثرها ما يزيد عن 112 شهيداً من هذه العائلات ومن المنازل المجاورة لها، وقالت مصادر محلية: إن المدينة تشهد قصفاً مدفعياً عنيفاً لا يتوقف من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ونشرت هذه المصادر قائمة بأسماء العائلات التي تم استهدافها خلال يوم واحد وعدد الشهداء من كل عائلة.

العائلات الشهيدة في رفح.PNG


وكانت وزارة الصحة قد أعلنت قبل منتصف الليل، ارتقاء أكثر من 70 شهيداً خلال ساعة واحدة في مناطق عدة من قطاع غزة.

الجيش "الإسرائيلي" يقصف الفلسطينيين بذخائر حارقة ومحرمة دولياً

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 644 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، ارتقى فيها 4292 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال، وهو ما يؤكد أن الاحتلال يمارس المحرقة ضد الشعب الفلسطيني بغرض القتل ورفع كلفة الضحايا.

وأضاف المكتب: أن جيش الاحتلال قصف قطاع غزة بأكثر من ١٢ ألف طن من المتفجرات ما يساوي قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما اليابانية، بمتوسط ٣٣ طن من المتفجرات ألقيت على كل كيلومتر مربع في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وأنه في قطاع غزة، تعرض شخص من كل 100 فلسطيني إما للاستشهاد أو الإصابة بفعل المحرقة النازية المتواصلة على القطاع.

وأشار المكتب إلى أن هناك شواهد واضحة على استخدام الاحتلال لأسلحة وذخائر غير تقليدية ومحرمة دولياً في مقدمتها الفسفور الأبيض، وهو ما يظهر جلياً بالحروق على جثامين الشهداء والجرحى وإذابة جلودهم وحتى أطرافهم العلوية والسفلية، مستنكراً تعامل بعض وسائل الإعلام الغربي مع العدوان "الإسرائيلي"، والوقوف مع الجلاد في وجه الضحية المتمثلة بالأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في غزة.

وقال المكتب: إن إجمالي عدد النازحين بلغ نحو مليون و400 ألف فلسطينياً بنسبة تصل إلى 70% من سكان القطاع يتوزعون في أكثر من ٢٢٢ مركز إيواء منها ١٠٠ مركز بغزة وشمال القطاع.

نفاد الوقود وشبح نكبة لم يشهد العالم لها مثيلاً

يأتي هذا فيما لا يزال نفاد الوقود من قطاع غزة، ومنع حكومة الاحتلال إدخاله يهدد بنكبة إنسانية في قطاع غزة لم يشهد العالم لها مثيلاً، مع توقف 12 مستشفى عن العمل بسبب نفاذ الوقود والاستهداف المباشر، وانهيار المنظومة الصحية بشكل تام، وفق ما أعلنت وزارة الصحة صباح الثلاثاء.

ومساء الثلاثاء اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنها ستوقف كل عملياتها في قطاع غزة الأربعاء ما لم يتم إدخال الوقود.

بالتزامن مع تصريح "أونروا"، كرر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إعلانه بأنه لن يسمح بدخول الوقود، مجدداً على لسان الناطق باسمه دعوته للغزيين بالنزوح جنوباً، مدعياً أن جنوبيّ غزة، منطقة آمنة، فيها غذاء ومساعدات ودواء، علماً أن مئات الشهداء ارتقوا في مناطق جنوب قطاع غزة بعد غارات "إسرائيلية" مكثفة لم تتوقف منذ أيام.

وهذا ما أشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرتش" في افتتاح جلسة لمجلس الأمن مساء الثلاثاء بالقول: إن حماية المدنيين في غزة لا تعني إصدار الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص للجنوب، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزة، مشدداً على حصول "انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي"

وأضاف "غوتيريش":ً "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ؛ فالفلسطينيون يعيشون تحت احتلال خانق، يتم الاستيلاء على أراضيهم واقتصادهم مشلول وبيوتهم مدمرة"، مشددا على أن "هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة".

قال غوتيريش: إن المساعدات التي دخلت إلى الآن "هي مجرد قطرة في محيط الحاجات، إضافة إلى ذلك، مخزونات الأمم المتحدة من الوقود في غزة ستنفد خلال أيام، هذه ستكون كارثة أخرى"

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد