كشفت منظمة "أوكسفام" للإغاثة الدولية، أنّ 2 % فقط من الاحتياجات الغذائية التي كانت تصل الى قطاع غزة قبل الحرب، وصلت إلى قطاع غزة منذ إطباق كيان الاحتلال "الإسرائيلي" حصاره الشامل على السكان يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر، (بالتزامن مع شن حرب إبادة على سكان القطاع).
وعبّرت "أوكسفام" في تقرير لها اليوم الخميس 26 تشرين الأول/ أكتوبر، أن ما يحدث في قطاع غزة، استخدام لسياسة التجويع الشامل كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة، من خلال قطع الماء والغذاء والدواء والوقود وغيرها من الضروريات.
وقالت المنظمة الدولية: إنّه رغم السماح لـ 62 شاحنة محملة بالمساعدات بالدخول إلى جنوب غزة عبر معبر رفح نهاية الأسبوع، إلا أن 30 شاحنة فقط كانت تحتوي على مواد غذائية، وليس بالضرورة ان تحتويها في جميع الحالات.
وأضافت المنظمة: إنه قبل بدء العدوان، كانت 104 شاحنات تقوم يومياً بإيصال المواد الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، بمعدل شاحنة واحدة كل 14 دقيقة، بينما اليوم تدخل شاحنة واحدة فقط كل ثلاث ساعات و12 دقيقة منذ يوم السبت الفائت.
المديرة الإقليمية لمنظمة "أوكسفام" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سالي أبي خليل أكدت أنّ الملايين من المدنيين، يتعرضون للعقاب الجماعي على نظر ومسمع من العالم، وقالت: "لا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا بالجلوس والمراقبة بينما يُستخدم التجويع كسلاح حرب".
وأضافت: "مع كل يوم يتفاقم الوضع، ويعاني الأطفال من صدمة شديدة بسبب القصف المستمر، كما أن مياه شربهم ملوثة أو مقننة، وقريباً قد لا تتمكن الأسر من إطعام أطفالها أيضاً، فكم من المتوقع أن يتحمل سكان غزة؟".
جيش الاحتلال يستهدف قطاعات إنتاج الغذاء
واستهدف الاحتلال خلال الأيام الفائتة، قطاعات إنتاج الغذاء المتبقية في قطاع غزة، كالمخابز ومزارع الدواجن، حيث دمّر نحو 10 مخابز في مختلف مناطق القطاع، فيما استهدف مزارع الدواجن في منطقة عبسان شرقي القطاع، إضافة الى مزارع تربية مواشي استهدفها الاحتلال.
وقالت "أوكسفام" في هذا الصدد: إن الغارات الجوية أدت إلى تدمير أو تضرر عدد من المخابز ومحلات السوبر ماركت في القطاع، أما تلك التي لا تزال تعمل فلا يمكنها تلبية الطلب على الخبز الطازج وهي أيضا معرضة للإغلاق بسبب نقص الضروريات مثل الدقيق والوقود، كما أن مطحنة القمح الوحيدة العاملة في غزة أصبحت اليوم غير ذات فائدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأشارت إلى أنّ انقطاع الكهرباء يسفر عن تعطيل الإمدادات الغذائية من خلال التأثير في القدرة على التبريد وري المحاصيل وتشغيل أجهزة حضانة المحاصيل، وقد فقد أكثر من 15 ألف مزارع إنتاج محاصيلهم، ولا يستطيع 10 آلاف من مربي الماشية الحصول على العلف الكافي، والعديد منهم فقدوا حيواناتهم، بحسب المنظمة.
كما أدّى القصف "الإسرائيلي" إلى توقف قطاع صيد الأسماك، الذي يشكل مورداً غذائياً للكثير من العائلات، وتوقفت إمكانية الوصول إلى البحر من أجل الصيد.
ولفتت المنظمة، إلى أنّه ليس شح الأغذية فقط يهدد حياة الأهالي، بل ايضاً نفاد المياه النظيفة، إذ تشير تقديرات " أوكسفام" إلى أنه لا يتوفر الآن سوى ثلاثة لترات من المياه النظيفة للشخص الواحد، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 15 لتراً يومياً، ضرورية كحد أدنى للفرد في حالات الطوارئ الإنسانية ذات الحدة العالية.
ودعت "أوكسفام" مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة الوصول العادل وغير المقيد إلى المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بأكمله، إضافةَ إلى جميع الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.