ارتفع عدد شهداء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة لليوم الرابع والعشرين على التوالي إلى 8306 شهداء، بينهم 3457 طفلاً و2136 امرأة بالإضافة إلى 21048 مصاباً وعدد كبير من الضحايا ما زال تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة الدكتور أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين 30 تشرين الأول/ أكتوبر: إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب حتى صباح اليوم 908 مجازر في قطاع غزة، فيما صعّد الاحتلال من مجازره بحق العائلات الفلسطينية بالتزامن مع قطع الاتصالات والانترنت والاستهداف المتعمد للصحافة وفرق والإسعاف.
وعمد جيش الاحتلال، حسبما أكّد الدكتور القدرة إلى شلّ حركة سيارات الإسعاف، كي لا تتمكن من القيام بواجباتها في إنقاذ الجرحى، واستهدف طيران الاحتلال "الإسرائيلي" الحربي فجر اليوم بشكل مباشر سيارتي إسعاف ما أدى الى تدميرهما بالكامل، دون وقوع إصابات.
وطالب القدرة، كافة الجهات الدولية بتفعيل القانون الدولي لحماية المنشآت الطبية، بعد استهداف الاحتلال عشرات المنشآت الطبية بين مستشفى ومستوصف ونقطة إسعاف، وأخرج 25 مستشفى عن الخدمة واستهدف 25 سيارة إسعاف.
وواصل طيران الاحتلال غاراته العنيفة منذ ساعات الصباح الأولى، مستهدفاً مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، فيما ارتقى 3 شهداء إثر قصف دبابة "إسرائيلية" لسيارة كانت تقل مدنيين عائدين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، خلال توغل آليات للاحتلال في شارع صلاح الدين، وحدث القصف "الإسرائيلي" رغم أن قائد المركبة كان يحاول الاستدارة عائدًا إلى جنوب القطاع.
قصف مكثف على المنازل المأهولة ومحيط المستشفيات
وكثّف الاحتلال من غاراته منتصف ليلة الأحد/ فجر الاثنين، على محيط مستشفى القدس الذي يؤوي 14 ألف نازح وآلاف المرضى والجرحى، فيما استهدف الاحتلال محيط المستشفى التركي وسط القطاع.
وقال مدير عام مستشفى الصداقة التركي في تصريح صحفي: إنّ الاحتلال لم يكتف بزيادة معاناة وأوجاع مرضى السرطان وحرمانهم من الأدوية والسفر إلى العلاج بالخارج، إلا أنه يتعمد تعريض حياتهم للخطر باستهداف محيط المستشفى على نحو متكرر.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لقناة لجزيرة: إنه تم استهداف كل محيط مستشفى القدس وشارع 8 وشارع 10 في تل الهوى، وأن ما يحصل في هذه المنطقة هو إبادة جماعية ومحرقة، مشيراً إلى مئات القنابل تسقط على تل الهوى وتواجه فرق الدفاع المدني صعوبة كبيرة في عملها.
وأضاف: أن الاحتلال أباد الشوارع الفرعية وليس لدى الدفاع المدني القدرة على الوصول إلى الأماكن المستهدفة وأن طواق الدفاع المدني يتم استهدافها كلما حاولت التقدم لإنقاذ المصابين وإخراج الشهداء.
يأتي هذا فيما تواصل الغارات "الإسرائيلية" استهداف المنازل المأهولة في مناطق متفرقة من قطاع غزة
فشل التوغل البري حتى اللحظة
وحول عمليات التوغل البري للاحتلال في مناطق شمال القطاع، أكّد مكتب الاعلام الحكومي في غزة، عدم وجود أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع.
وأوضح المكتب، أنّ التوغل على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك.
وأشار المكتب، إلى أنّ الدبابات قامت باستهداف سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين، وإحداث تجريف في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع.
وأكد المكتب، انسحاب الدبابات "الإسرائيلية" تحت ضربات المقاومة، مضيفاً أنّ "جيش لا يستطيع الوجود في أي منطقة داخل قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، حتى لو كانت منطقة زراعية مفتوحة كالتي توغل بها صباحاً تحت القصف الكثيف والأحزمة النارية، وواضح أنه يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع" بحسب بيان المكتب.
وأكد المكتب، خلو شارع صلاح الدين حالياً من أي وجود لآليات جيش الاحتلال، وعودة حركة الفلسطينيين لطبيعتها عليه.
فيما أعلنت كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس عن تصديها لعدد من محاولات التوغل البرية لجيش الاحتلال على محاور عدة شمالي وشرقي قطاع غزة.
وأكدت كتائب القسام استهداف آليتين للعدو توغلتا شرق حي الزيتون بقذائف "الياسين 105" ، وقالت سرايا القدس إن مقاتليها أوقعوا قوة مدرعة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في كمين محكم شرقي الحي ذاته أسفر عن إصابات في صفوفها
وفي تقرير لها قالت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية: إن حجم التوغل "الإسرائيلي" البري يدل على طموح أقل من الإطاحة بحماس ورغبة في إضعاف بنيتها وتصفية قادتها، مضيفة أن "تكتم الجيش الإسرائيلي بشأن عملية الغزو متعمد هدفه تقليل احتمال انضمام حزب الله وإيران للصراع" على حد وصفها.
وإلى جانب صد محاولات التوغل البرية للاحتلال، تواصل المقاومة الفلسطينية حتى لحظة إعداد الخبر قصف المستوطنات "الإسرائيلية" والمدن المحتلة برشقات صاروخية كثيفة، وصلت حت مستوطنات القدس وبيت لحم والخليل.