واصلت الطائرات الحربية "الإسرائيلية"، ليل الاثنين/ الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، غاراتها وقصفها العنيف لمنازل الفلسطينيين والعديد من المباني في مناطق مختلفة بقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وكانت وزارة الصحة أعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 10010 شهداء وأصيب أكثر من 25 ألفاً، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين.
واستشهد خمسة فلسطينيين على الأقل، بينهم سيدة، وأصيب آخرون، إثر استهداف طائرات الاحتلال بعد منتصف الليلة، منزلاً لعائلة الحمايدة في مخيم الشابورة برفح جنوب قطاع غزة.
كما استشهد شاب وأصيب عدد آخر بقصف "إسرائيلي" استهدف مبنى سكنياً شمالي قطاع غزة، فيما تركّزت عمليات القصف، بالطائرات والمدفعية، في محيط مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى، وفي مخيمي الشاطئ، والمغازي للاجئين الفلسطينيين، وحي الزيتون، وبيت حانون، ومناطق في شمال بيت لاهيا، وغيرها من مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد واصابة عدد من الفلسطينيين.
بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ طائرات الاحتلال استهدفت بصاروخين محيط مستشفى القدس، فيما ناشد المنظمات تقديم المساعدة والإمدادات الأساسية بسرعة لمحافظة غزة والمنطقة الشمالية، بينما توقعت مصادر طبية، نفاد مخزون الوقود الخاص بمولد كهرباء مستشفى القدس خلال الـ48 ساعة المقبلة.
كما أكدت مصادر مطلعة بمستشفى العودة أن مخزون الوقود بدأ في النفاد وسيصل إلى الصفر خلال 30 ساعة، بينما قالت مصادر بالمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، إنه بقي 24 ساعة على توقف المستشفى بالكامل جراء نفاذ الوقود، وأن بعض أقسام المستشفى الحيوية توقفت بالفعل.
وفي وقتٍ لاحق، استهدفت طائرات الاحتلال مسجداً في مخيم البريج وسط القطاع، فيما طالت عمليات القصف والغارات العديد من منازل السكان غرب خان يونس، وفي مخيم النصيرات، وفي القرارة، ومخيم الشاطئ، وحي الزيتون، ورفح، والشجاعية.
من جهتها، أكدت القوى الوطنية والإسلامية، أهمية مواصلة الفعاليات الجماهيرية والشعبية الرافضة لعدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، والتصدي لعصابات المستعمرين وتعزيز لجان الحراسة والحماية.
وأكَّدت القوى على ضرورة وقف حرب الإبادة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشادت القوى بشعوب العالم التي تخرج للتعبير عن مواقفها الرافضة للحرب والإبادة والمطالبة بالوقف الفوري للعدوان ما يؤكّد مساندة أحرار العالم لقضيتنا العادلة، مشددةً أنّ شعبنا سيبقى متمسكاً بحقوقه وثوابته من أجل حريته واستقلاله.
وأشارت القوى، إلى أن دعوات وزراء الاحتلال الفاشيين ضرب غزة بقنبلة نووية وإبادة قطاع غزة والتنكّر لوجود الشعب الفلسطيني، لن تخيف الشعب الفلسطيني وسيبقى ماضياً على درب الشهداء والجرحى والأسرى.
ودعت القوى إلى المشاركة الواسعة في فعاليات إسناد الأسرى أمام مقرات الصليب الأحمر، وإلى أوسع مشاركة في الفعاليات اليومية في كل محافظات الوطن، رفضاً لمجازر الاحتلال، فيما دعت للمشاركة اليوم الثلاثاء في مسيرة جثامين الصحفيين التي ستتجه إلى مقر الأمم المتحدة، الساعة الواحدة أمام قصر الثقافة في رام الله.
وفي السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنّ الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة مساعدة إنسانية، بل إنها أزمة إنسانية.
وخلال مؤتمر صحفي في نيويورك، قال إنّ "الصراع المحتدم" يهز العالم، ويهز المنطقة، والأكثر مأساوية، أنه يدمر العديد من الأرواح البريئة، والعمليات البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال والقصف المستمر تضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة - بما في ذلك الملاجئ.
وأضاف غوتيريش أن غزة أصبحت مقبرة للأطفال، مبيناً أن هناك تقارير تفيد بأن "المئات من الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم"، وأنه "قُتل عدد من الصحفيين خلال فترة أربعة أسابيع أكثر من أي صراع آخر خلال ثلاثة عقود على الأقل. لقد قُتل من موظفي المساعدة التابعين للأمم المتحدة عدد أكبر من أي فترة مماثلة في تاريخ منظمتنا".
وأكَّد غوتيريش على أنّ الكارثة التي تتكشف تجعل الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني أكثر إلحاحاً مع مرور كل ساعة، معلناً أنّ الأمم المتحدة تطلق اليوم وشركاءها نداءً إنسانياً بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص وهذا هو مجموع سكان قطاع غزة ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس.
وبيّن، أنّ بعض المساعدات المنقذة للحياة تصل إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، لكن المساعدات الهزيلة لا تلبي محيط الاحتياجات، مُشيراً إلى عبور ما يزيد قليلاً عن 400 شاحنة إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين فقط - مقارنة بـ 500 شاحنة يومياً سابقا، لكن الأهم من ذلك، أن هذا لا يشمل الوقود، ودون الوقود سيموت الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة، ودون الوقود أيضاً لا يمكن ضخ المياه أو تنقيتها، ومن الممكن أن تبدأ مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالتدفق إلى الشوارع قريباً، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض، وكذلك سوف تتقطع السبل بالشاحنات المحملة بالإغاثة الحرجة.
وشدّد غوتيريش، أنّ المزيد من الغذاء، والمزيد من المياه، والمزيد من الأدوية وبالطبع الوقود – دخول غزة بأمان وسرعة وبالحجم المطلوب، الآن، والوصول غير المقيد لإيصال الإمدادات إلى جميع الأشخاص المحتاجين في غزة، الآن، ولا ينبغي أن يكون أي من هذه النداءات مشروطاً بالآخر، ولتحقيق كل هذا، نحتاج إلى المزيد من التمويل الآن.
ويتفاقم الوضع الطبي والإنساني في القطاع بشكل متسارع، وبيّنت وزارة الصحة أنّ الأطباء ما زالوا مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، بمن في ذلك أولئك الذين أصيبوا نتيجة القصف والنساء اللواتي يلدن بعمليات قيصرية، لافتةً إلى أنّ 117 ألف نازح إلى جانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية.
وبيّنت الصحة، أنّ هناك 1.5 مليون فلسطيني نزحوا في غزة داخلياً، أكثر من 70% من سكان القطاع، حيث يعيش نحو 690.400 مواطن في 149 ملجأ طوارئ مخصصا للأونروا، فيما يقيم 121,750 مواطناً في المستشفيات والكنائس والمباني العامة الأخرى، وحوالي 99,150 في 82 مدرسة غير تابعة للأونروا، ويقيم النازحون المتبقون الذين يبلغ عددهم 600 ألف شخص مع عائلات مضيفة، حيث انتقل 150 ألف مواطن لمراكز الإيواء في الأيام القليلة الماضية بحثًا عن الطعام والخدمات الأساسية.
وبحسب الصحة، يعاني 15% من النازحين قسراً من إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة بشكل كاف لتلبية احتياجاتهم، كما تلوح في الأفق كارثة صحية عامة في ظل النزوح الجماعي واكتظاظ الملاجئ، لافتةً إلى أنّ نحو 35 ألف وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكامل، و165 ألف وحدة تعرضت لتدمير جزئي، وهناك 15 مرفقاً صحياً و51 عيادة صحة أولية تعرضت للتدمير، وهناك 221 مدرسة مدمرة، منها 38 مدرسة مدمرة كلياً، وتعرضت 42 منشأة تابعة للأونروا للتدمير بما في ذلك الأماكن التي لجأ إليها النازحون، كما تضررت 7 كنائس و52 مسجداً نتيجة القصف.
وسجلت الصحة 130 اعتداء على القطاع الصحي، حيث استشهد 192 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 120، بينما تضررت 50 سيارة إسعاف بينها 32 تعطلت عن العمل بشكل كامل، وتم إغلاق 16 من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير)، فيما أوقف 55% من شركاء القطاع الصحي عملياتهم جراء الأضرار الكبيرة في البنية التحتية، فيما أدى العدوان المستمر إلى نزوح معظم الكوادر الصحية، ما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث الاحتياج اللازم لعلاج العدد الكبير من الجرحى، ولا تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود، ما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود لمولدات الكهرباء في الوظائف الأساسية فقط.
وأشارت الصحة، إلى احتمال توقف حاضنات حديثي الولادة، لافتة إلى وجود 350 ألف مريض من المصابين بالأمراض غير المعدية، و1000 مريض بحاجة إلى غسيل الكلى، حيث إن 80% من آلات الغسيل موجودة في مشافي شمال غزة.
ويُشار إلى أنّه ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، منعت سلطات الاحتلال خروج المرضى من قطاع غزة للعلاج في مستشفيات القدس وداخل أراضي عام 48، بمن فيهم 2000 مريض مصابون بالسرطان، وحتى 29 تشرين الأول، تم الإبلاغ عن فقدان حوالي 1950 فلسطينياً بينهم ما لا يقل عن 1050 طفلاً، وقد يكونون محاصرين أو شهداء تحت الأنقاض في انتظار أن يتم انتشالهم.