قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء 8 تشرين الثاني/ نوفمبر: إنّ مالا يقل عن 12 مريضاً بالسرطان قد توفوا، نتيجة إغلاق مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في مدينة غزة، وهو المستشفى الوحيد لمتخصص لعلاج السرطان، وأُغلق نتيجة منع وصول الإمدادات الطبية إليه إضافة إلى قصفه مرّات عدة من قبل طائرات الاحتلال الحربية "الإسرائيلية"

وحذّر المرصد من أنّ آلاف المرضى معرضون للوفاة ويواجهون الموت البطيء، بسبب غياب الحد الأدنى من الرعاية الطبية، فيما يواصل الاحتلال حرب الإبادة ضد سكان القطاع منذ 33 يوماً، مانعاً دخول المساعدات الطبية والوقود الأساسي لتشغيل المستشفيات.

ونبّه المرصد من أنّ المئات من مرضى السرطان معرضون للموت، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، كنتيجة غير مباشرة لهجمات الاحتلال "الإسرائيلي" وقطع الإمدادات عن المستشفيات.

ونقل المرصد عن الفلسطيني محمد زياد (48 عامًا) من سكان غزة "إنه كان يتلقى العلاج في المستشفى التركي، وعانى من ظروف صحية سيئة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، ومن ثم استهدافه بالقصف أكثر من مرة".

وأشار زياد الذي يعاني من مرض سرطان الرئتين إلى أنه غادر المستشفى عند الإعلان عن توقفه عن العمل، وعاد إلى منزله في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، دون أن يتمكن من توفير أدويته أو أي رعاية طبية.

أمّا ابتسام عودة البالغة من العمر (57 عامًا) وهي من سكان شمال غزة، قالت: "إنها اضطرت إلى الانتقال من المستشفى التركي إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، لكنه غير مجهز لعلاج مرضى السرطان، ما جعل حالتها تتفاقم بوتيرة أشد".

ونبّه المرصد من أنّ "الانشغال بتأثيرات هجمات إسرائيل الجوية والبرية والمدفعية بشكل مكثف على قطاع غزة وما تخلفه من ضحايا بأرقام قياسية يدفع بأوضاع مرضى غزة إلى الاختفاء من قائمة الأولويات المسلط الضوء عليها رغم مخاطر فقدانهم الحياة ببطء".

وأكّد الحاجة الماسّة الآلاف المرضى للحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية، في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية، والوقود والمياه والغذاء، من بينهم أكثر من ألفي مريض بالسرطان وأكثر من ألف مريض بحاجة لغسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة، ونحو 50 ألفًا من مرضى القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.

وأضاف المرصد في تقريره، أنّ "الآلاف من المسنين والمرضى طريحو الفراش يفتقدون أي رعاية صحية وإمكانية الوصول إلى أدويتهم، حالهم في ذلك حال النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة الذين يهددهم الموت بالجفاف وسوء التغذية ودون رعاية."

وقدّر المرصد، وجود أكثر من 55 ألف امرأة حامل منهن 5500 على وشك الولادة، ولفت إلى أنّ الكثير من النساء يضطررن إلى الولادة في منازل أو مراكز الإيواء ومرافق الرعاية الصحية المكتظة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية، فضلًا عن أن نسبة الإجهاض لدى النساء الحوامل ارتفعت بأكثر من 4 أضعاف.

كما نبّه المرصد، إلى أن تفاقم تدهور الأوضاع الصحية للمرضى يأتي في وقت تتجاوز نسبة إشغال المستشفيات في قطاع غزة أكثر من 200%، إذ إن مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع وصل عدد المرضى فيه إلى 5 آلاف مريض، رغم أنه مخصص لاستقبال 700 مريض فقط.

وأضاف "الأورومتوسطي": أن المستشفيات تفتقد بشكل متزايد إلى توفر وجبات الطعام والمياه الصالحة للشرب، ويضطر النازحون إلى تناول طعام ذي قيمة غذائية محدودة أو غير صالح للاستهلاك البشري، ما يزيد من سوء أوضاع الجرحى والمرضى والكوادر الصحية العاملة تحت ضغط شديد من دون توقف.

وشدد أن كيان الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس حملة عقاب جماعية هي الأشد دموية في التاريخ الحديث على أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وخرق جسيم لقواعد الحروب.

وطالب المجتمع الدولي وخصوصاً الدول الموقعة على اتفاقية جنيف، بالتصدي لمسؤولياتها بتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة ومرافق الرعاية الصحية وتزويدها بالموارد اللازمة فوراً وضمان عدم استهدافها أبدًا.

يأتي ذلك، في وقت وجّهت فيه وزيرة الصحة الفلسطينية ما اعتبرته بـ " التحذير الأخير" من انهيار المنظومة الصحية بالكامل في قطاع غزة، بعد استهداف طائرات الاحتلال الخلايا الشمسية التي كانت تزود مستشفيات القطاع بقدر قليل من الكهرباء.

وأكّدت الكيلة في حديث إذاعي، عدم كفاية المستلزمات الطبية والصحية التي تدخل أمام الاحتياجات المهولة لمراكز الرعاية الصحية والمشافي في غزة، وهو ما سيؤدي إلى وفاة آلاف المرضى والجرحى، الذين لا تمتلك المستشفيات القدرة على الاستمرار في علاجهم وتقديم الادوية والرعاية اللازمة لهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد