انسحبت قوات الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية بعد اقتحامين متتالين منذ ليل أمس، استمرا حتى ساعات متأخرة من مساء اليوم الخميس،9 تشرين الثاني/نوفمبر، ما أسفر عن استشهاد 14 فلسطينياً، قبل إعلان جيش الاحتلال اعتقال 20 فلسطينياً خلال عدوانه على جنين.
بينما ارتقى أربعة شهداء في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مخيم بلاطة شرقي نابلس، ومخيم الأمعري جنوب رام الله، ودورا في الخليل ليترفع بذلك عدد الشهداء الذين ارتقوا بالضفة الغربية إلى 18 شهيداً بينهم طفل، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة مساء اليوم أسماء شهداء جنين، وهم: أيهم محمد إبراهيم عامر (23 عاما)، محمد ناصر حسن مطاحن (30 عاما)، رأفت عقل عمر أبو عقل (21 عاما)، محمود حسين علي أبو الندى (47 عاما)، قيس رائد جمال دويكات (21 عاما)، لطفي صايل حويطي (21 عاما)، محمد عبد الكريم الصباغ (30 عاما)، الطفل محمد يوسف عزام زايد (15 عاما)، معتصم فواز عيسى (32 عاما)، أحمد محمود شفيق خلف (18 عاما)، محمد طارق حسين فايد (19 عاما)، إبراهيم حسن ظاهر عباهرة (25 عاما)، أحمد تيسير محمود أبو قطنة (22 عاما)، ثائر محمد مرعي أبو قطنة (23عاما).
وفي مخيم الأمعري، جنوب رام الله، استشهد الشاب مهند عبد القادر جاد الحق (29 عاماً) بسبب جروح حرجة تعرض لها جراء إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم خلال اقتحامها المخيم.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة ستة فلسطينيين بالرصاص الحي في مخيم الأمعري، حيث تعرض 5 منهم لإصابات في الفخذ وإصابة واحدة في البطن، وأسفر الاقتحام عن اعتقال ثلاثة لاجئين فلسطينيين من سكان المخيم.
وأُعلن في مخيم بلاطة شرقي نابلس، عن استشهاد الشاب قدري عزمي قدري حطاب (22 عاماً) عقب اقتحام قوات الاحتلال المخيم، حيث استهدف مباشرة بالرصاص الحي من قبل جيش الاحتلال.
وفي مدينة الخليل، أُعلن عن استشهاد الشاب أنس ناصر محمد أبو عطوان (30 عاماً)، متأثرا بإصابته بالرصاص الحي بالصدر، بعد نقله إلى المستشفى.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت قرية الطبقة قرب دورا، جنوب غرب الخليل، واندلعت مواجهات عنيفة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز صوب الأهالي.
واستشهد الفلسطيني محمد فريد حمدان (51 عامًا) من بيت فجار بعد تعرضه لإصابة برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال اقتحام مدينة بيت لحم في الضفة الغربية يوم الأربعاء، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وشهدت عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمّها، معارك عنيفة، بعد تصدي مقاومين فلسطينيين بالرصاص والعبوات الناسفة، لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي استقدم تعزيزات إضافية عصر اليوم، وسط غطاء مكثّف من الطيران المسيّر الذي قصف منازل المدنيين.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلة بكتائب شهداء الأقصى، وسرايا القدس، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، النفير العام للتصدي للقوات المقتحمة، وفجرت عدداً من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال.
وشنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، اقتحاماً واسعاً لمدينة جنين، وعمد إلى قطع التيار الكهربائي بشكل تام عن المدينة ومخيمها، وسط تصد واسع أسفر عن اشتباكات مسلحة.
وتعمد جيش الاحتلال تجريف الأراضي المحيطة بمخيم جنين، واعتلاء أسطح عدد من المباني، واقتحام العديد من منازل الأهالي وإحداث ثغرات فيها للتنقل عبرها، حسبما أكدت مصادر محليّة.
وتمركزت آليات الاحتلال "الإسرائيلي"، في محيط مستشفى ابن سينا وسط مدينة جنين مغلقة مدخل المستشفى، حسبما أكّد مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في المدينة، واستهدف رصاص الاحتلال سيارة إسعاف تابعة للهلال ما أسفر عن إصابة مسعف وسائق.
وتعمد جيش الاحتلال خلال اقتحامه إعاقة عمل طواقم الإسعاف في مخيم جنين ومنع وصولها للمستشفى الحكومي.
واستهدف الطيران "الإسرائيلي" المسيّر، بكثافة أحياء مخيم جنين، وقصف عدّة منازل في حارتي الدمج والسمران، وكذلك عدّة أحياء داخل مدينة جنين.
وتعمدت آليات الاحتلال العسكرية جرف النصب التذكاري في دوار الداخلية وسط مدينة جنين، إضافة إلى جرف عدد من الأرصفة والشوارع، تمهيداً لدخول تعزيزاته العسكرية بحسب مصادر محليّة.