جيش الاحتلال يحوّل ممر النزوح "الآمن" في غزّة الى مصيدة للمدنيين

السبت 11 نوفمبر 2023
نازحون على طريق صلاح الدين شمال اغزة
نازحون على طريق صلاح الدين شمال اغزة

قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان اليوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يحوّل ممر النزوح الذي أعلن عنه منذ أيام على أنّه "آمن" في قطاع غزّة، إلى مصيدة لقتل واعتقال والتنكيل بالمدنيين بشكل ممنهج وواسع النطاق.

وأكّد المرصد ما ذهب إليه، من خلال رصد وقائع وجمع شهادات لنازحين، على مدار الأيّام الثلاثة الماضيّة، حول ما وقع على شارع صلاح الدين، الذي أعلنه الاحتلال ممراً لمن يريد النزوح من مناطق شمال قطاع غزّة إلى جنوبه، بين الساعة 9 صباحاً حتّى السابعة مساءً.

ويضغط الاحتلال على أهالي شمال القطاع، من خلال تكثيف عمليات القصف الجوي والمدفعي لمنازل المدنيين، لدفعهم إلى سلوك الممر الإجباري المحدد، فيما أكّد شهود عيان وثّق المرصد شهاداتهم، استهداف النازحين خلال سلوكهم الممر.

وكان الاحتلال، قد استهدف مجموعة من النازحين على طريق صلاح الدين أمس الجمعة، وأدّى إلى استشهاد العديد منهم وإصابة آخرين، حسبما أكّد شهود عيان، وأظهرت مقاطع فيديو بثّها نشطاء.

وقال إياد زكريا (43 عامًا) من سكان مدينة غزة، إنه وعائلته المكونة من 7 أفراد ووالدته المسنة أجبروا على السير مشيًا على الأقدام لنحو سبعة كيلو مترات للنزوح إلى جنوب القطاع.

وأضاف، أنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يحظر وصول أي مركبات على بعد حوالي 4 إلى 5 كيلومترات من نقطة عسكرية يقيمها على مشارف مدينة غزة في منطقة (نتساريم) ويجبر النازحين على رفع ذراعهما طوال سيرهما، وحمل رايات بيضاء.

ونقل "زكريا" مشاهدته لعشرات الجثث متقطعة إلى أشلاء أو متفحمة، غالبيتها لنساء وأطفال ملقين على الأرض وآخرون داخل سيارات مدنية استهدفت بالقذائف على طول المسافة المؤدية إلى النقطة العسكرية وبعدها، فيما اعتقل شابين كانا على مقربة منه بعد التدقيق في هواياتهما الشخصية.

ونقلت النازحة "سعادة عوض" وهي في الثلاثينات من عمرها، إنها نزحت مع عائلتها المكونة من 11 فردا بعد إجبارهم من الجنود "الإسرائيليين" على ترك بعض مقتنياتهم الشخصية والسير لمسافات طويلة، وهم يلوحون بأذرعهم.

وأكّدت، أنّ إطلاق قذائف مستمر كان يدوي فوق رؤوسهم، وشاهدت إصابة عائلة من 5 أفراد كانت خلفها بنحو 500 متر بقذيفة مدفعية، دون أن تتأكد من مصيرهم وسط أجواء الرعب التي عانوها.

ونقل المرصد، عن مسن عرف عن نفسه باسم "أبو خليل" وقد نزح من مخيم الشاطئ للاجئين، وقد أصابه الإعياء الشديد، إن شارع صلاح الدين هو ساحة موت وليس ممر آمن، لافتاً إلى إصابة أحد أحفاده بجروح في ذراعه بإطلاق نار استهدفه.

وذكر الرجل المسنّ، أن أبناءه أجبروا على حمل حفيده المصاب وهو فتى يبلغ 16 عاماً والسير به لأكثر من 3 كيلو مترات بينما الدماء تنزف منه، معتقدا أنه تم استهدافه بشكل مباشر بسبب رفعه راية بيضاء.

وفي شهادة شاب يدعى "سليم" قال إنه كان شاهدا ظهر أمس الجمعة، على قصف مدفعي استهدف أطفال ونساء خلال نزوحهم، فيما منع الجنود بإطلاق الرصاص الشبان من محاولة انتشالهم لإنقاذ حياتهم.

وأوضح "سليم" أن الجنود كانوا يصرخون على الذكور من النازحين لرفع أيديهم وهواتفهم عاليا ونطق أسمائهم، وبالتالي اعتقال من يريدون منهم.

فيما قالت الطبيبة "سارة السقا" إنهم أجبروا قسراً على السير تحت أشعة الشمس بجانب الدبابات والجثث، دون أن يحملوا أي شيء سوى بطاقات هوياتهم، وقد أمرهم الجنود بالتوقف لنحو ساعة وتهديدهم بالقتل والاعتقال قبل أن يكملوا رحلتهم دون السماح لهم بمجرد الالتفاف والنظر حولهم. بحسب ما نقل المرصد عنها.

تجدر الإشارة، إلى أنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" كان قد أنذر أهالي شمال قطاع غزّة، والبالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون، لمغادرة منازلهم منذ أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، قبل أسبوع على انطلاق عملياته البريّة باتجاه القطاع.

وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، طلب الاحتلال من الأهالي المغادرة، باعتباره دعوة للتهجير القسري، في وقت يواصل الاحتلال حرب الإبادة المتواصلة لليوم 36 على التوالي وراح ضحيتها أكثر من 11 ألف شهيد، فضلاً عن أكثر من مليون ونصف المليون نازح، يقيم معظمهم في مراكز لإيواء.
 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد