أكّد الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة عدنان أبو حسنة اليوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنّ مياه الشرب انقطعت عن مراكز الإيواء التابعة للوكالة في قطاع غزّة، مشيراً إلى أنّ مجاعة ستحدث في القطاع جراء شحّ المواد الغذائية.
وأشار أبو حسنة في تصريحات إعلامية، إلى استمرار الاحتلال بمنع وصول وإدخال الوقود وقوافل الإغاثة، في وقت تشهد أسعار الغذاء في قطاع غزّة ارتفاعات وصفها "بغير المعقولة، لا يستطيع الأهالي شراءها".
مدير شؤون الأونروا في غزة، توماس وايت، كان قد أكّد في تصريحات له عبر منصة (x) أمس الاثنين، أنّ العمليات الإنسانية في غزة ستتوقف خلال الـ 48 ساعة القادمة، نظراً لعدم قدرة الوكالة على استكمال عملياتها، بسبب عدم سماح الاحتلال بدخول الوقود إلى غزة.
وأعلنت "أونروا توقف محطتين جديدتين لتحلية المياه وتوزيعها عن العمل، تداران من قبل الوكالة في قطاع غزّة، وتخدّمان على نحو 200 ألف شخص، جلّهم من النازحين في مراكز الإيواء.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عن قلق بالغ إزاء التقارير التي أفادت بأن قافلة مكونة من الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت متجهة من خانيونس إلى مستشفى القدس، اضطرت إلى العودة بسبب استمرار القصف في منطقة المستشفى.
وذكر المكتب في بيان أن الناس المحاصرين هناك حالتهم صعبة وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والكهرباء والإمدادات الطبية.
وأكد المكتب الحاجة الملحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة ومدينة غزة وحماية المرافق الطبية والموظفين والمرضى.
وتشهد مراكز الإيواء التي تضم أكثر من 750 ألف نازح، انقطاعاً لمياه الشرب بشكل تام، في وقت لا توفّر الحصص المستجلبة من قبل الوكالة عبر الهيئات الإغاثية أو ما يجري إدخاله من معونات شحيحة عبر معبر رفح، ربع ليتر لكل فرد.
ووجد العديد من النازحين في مراكز الإيواء، بمياه الأمطار التي تساقطت على قطاع غزّة صباح اليوم، مصدراً لتوفير مياه الشرب، عبر تجميعها بأوعية بلاستيكية وعبر الشوادر، لاستعمالها للشرب والاحتياجات اليومية.
مدير مكتب الإعلام في وكالة "أونروا" في الضفة الغربية، كاظم أبو خلف، نبّه من مخاطر الاكتظاظ المفرط في مراكز الإيواء، وسط انقطاع المياه وشحّ الغذاء ونقس كافة مستلزمات البقاء الأساسية.
وقال أبو خلف، إنّ الوضع داخل مراكز الإيواء ينتقل من سيئ إلى أسوأ، نظراً لازدياد أعداد النازحين، في وقت لا يتوفر في المراكز أي من التجهيزات الإيوائية لاستيعاب أعداد كبيرة، وفاقم الأوضاع انقطاع المياه وغياب اللوازم اللوجستية.
وبيّن الناطق باسم الوكالة، كارثة الأوضاع الإنسانية، ولا سيما لكبار السنّ، وأشار إلى أنّ كل شخص يقف في صف لأكثر من ساعتين من أجل الدخول إلى دورة المياه، فيما تعاني 600 امرأة لدواعي خصوصية، من اشتراكهم في حمام واحد إذا توفرت المياه.
وأشار إلى أنّ هناك كبار سنّ، ومن ذوي الاحتياجات الخاصّة، يعانون أمراضاً مزمنة تدفعهم إلى التوجه للمرافق الصحيّة عدة مرات، وطرق مثال سيدة عجوز بالكاد تستطيع ان تمشي لديها مرضاً يدفعها لاستخدام الحمام ما يدفعها للبقاء أمامه، وهذا امتهان للكرامة الإنسانية.
وأضاف أبو خلف، إلى أنّ المئات من النازحين من الرجال وكبار السن، ينامون في الممرات، وفي المداخل والباحات، العديد منهم دون أغطية وفرشاة، نظراً لكون الكميّات الموجودة لا تكفي، ويجري إعطاؤها للأطفال والنساء وكبار السن كأولوية.
ونبّه إلى الارتفاع المهول في أعداد الحالات المرضية في مراكز الإيواء، كأمراض الجهاز التنفسي حيث سجّلت 55 ألف حالة، و33 ألف حالة إسهال أصابت الأطفال دون سن الخامسة منذ شهر أكتوبر.
كما أشار، إلى وجود 5 آلاف امرأة حامل في مراكز الإيواء،380 منهنّ وَضَعْنَ حملهن في المدارس، التي لا يتوفر فيها أي من لوازم العناية بالأطفال أو الغذاء المناسب والرعاية الصحيّة المناسبة.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزّة لليوم 39 على التوالي، في وقت تشهد كافة مناحي الحياة المزيد من التدهور الإنساني، وسط نزوح المزيد من الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 11500 شهيد وأكثر من 29000 إصابة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.