دمّر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" نحو 25 ألف دونم زراعي بشكل مباشر في مختلف المناطق داخل قطاع غزة ولا سيما الشمالية خلال حرب الإبادة التي يشنها منذ 39 يوماً، ما أدّى إلى خراب مزروعاتها، وعدم مواءمتها للزراعة لاحقاً، نظراً لكمية المتفجرات التي أُلقيت عليها، بحسب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزّة، سلامة معروف.

وتعمل آلة الحرب الإسرائيلية براً وجواً وبحراً على تدمير كل سبل الحياة في القطاع، ولا سيما أحد مصادر غذاء الغزّيين الرئيسية وهو الزراعة، في ظل إحكام الحصار الذي يمنع دخول الغذاء والمياه والدواء والوقود

مسؤولون فلسطينيون من داخل قطاع غزة أشاروا في تصريحات متعددة إلى أنّ جيش الاحتلال يعمل على الأرض بشكل جدي، من أجل تغيير جغرافية غزة وذلك بتخريب أكبر مساحات ممكنة من الأراضي الزراعية.

وقال رائد أبو زعيتر، رئيس قسم البستنة في وزارة الزراعة في منطقة شمالي قطاع غزة، وهي المنطقة الأكثر تضرّرًا من القصف، والأحزمة النارية: إن الكثير من المحاصيل الإنتاجية تضرّرت تسويقياً ولحقت بها أضرار فادحة، بعد تعرضها للتلف، أو التجريف، مثل محاصيل الجوافة، والبلح، والزيتون، وغيرها.

ولفت أبو زعيتر، في تصريحات صحفية في وقت سابق، إلى أنه لا يوجد أرقام أو إحصائيات محددة للخسائر حتى اللحظة، بفعل تواصل القصف والعدوان، وعدم قدرة الطواقم على الوصول إليها، إلّا أنّ الخسائر مهولة بفعل فشل المواسم، إلى جانب فساد الثمر بفعل عدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم الزراعية، وقطف ثمارها.

وبحسب مراقبين غزّيين، فإنّ هناك تجمعاً للأزمات المُركبة والمُعاناة الفائقة في القطاع، بخاصة قطع الماء بشكل كامل ومنع دخول الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل مضخات المياه، وقبل كل ذلك عدم تمكن المُزارعين بالأساس من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، بفعل الاستهداف "الإسرائيلي" لكُل شبر في القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، لحقت خسائر كبرى في المحاصيل الزراعية بفعل القصف "الإسرائيلي" الجوي والمدفعي غير المتوقف للأراضي الزراعية على طول الشريط الشرقي لقطاع غزة المنتجة لمكونات السلة الغذائية المُتكاملة لقطاع غزة، والذي كان يُحاول طيلة السنوات الماضية الاكتفاء ذاتيًا منها، وتسويق وتصدير بعض منها إلى الضفة الغربية ودول الخارِج.
وبحسب تقارير فلسطينية، فإنّ العديد من المحاصيل الزراعية باتت ضحية الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة، حيث أبيدت مساحات زراعية بفعل القصف والتجريف، علاوة على فساد مواسم زراعية منها موسم قطاف الزيتون، وعصر الزيت، إذ أطلق جيش الاحتلال رصاصة الموت عليه قبل بدء فعالياته، والتي كانت مُقررة مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويُنذر تدمير المواسم الزراعية في غزّة بكوارث غذائية، إلى جانب منع دخول الغذاء والماء وتبِعاته الخطيرة، والحال هذه، تهدد الناجين من المجازر "الإسرائيلية" مجاعة مرتقبة.

وأكد الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان ابو حسنة في تصريح لوسائل إعلام بأن مجاعة ستكون في غزة، وأنه "لم يعد هناك مياه صالحة للشرب وأسعار الغذاء غير معقولة".

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن جميع سكان قطاع غزة يعانون "انعدام الأمن الغذائي"، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ودعا المدير العام للمنظمة "شو دونيو" إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، كما دعا إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع وتسهيل إيصالها إلى السكان.

وقال "دونيو" في بيان نشره موقع المنظمة الأممية: إن "منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة تعتبر أن جميع السكان المدنيين في غزة يعانون في هذه المرحلة من انعدام الأمن الغذائي".

WhatsApp Image 2023-11-15 at 4.09.05 AM.jpeg

وأكد "دونيو" أن نحو 60% من الأسر في قطاع غزة كانت تعاني بسبب انعدام الأمن الغذائي قبل الحرب، مشيراً إلى أن الحرب الحالية فاقمت الوضع، حيث أدت إلى انهيار الأنشطة الزراعية والغذائية، وانقطاع إمدادات المياه والغذاء والوقود عن القطاع المحاصر.

وقال: "لقد توقف صيد الأسماك والأنشطة المتعلقة بالثروة الحيوانية، وزراعة الفواكه والخضروات الطازجة، مما يقلل فرص وصول (سكان غزة) إلى المصادر الحيوية للبروتين والأغذية المفيدة، فضلا عن مصادر فرص العمل وسبل العيش".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد برنامج الغذاء العالمي الحاجة إلى عبور ما لا يقل عن 40 شاحنة يومياً من المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتصاعدة في قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد