اعتبرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، اقتحام الجيش "الإسرائيلي" مجمع الشفاء الطبي في غزة، "انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني واتفاقيات جنيف".

وحمّلت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال، بمن فيهم الخدج، والنازحون المتواجدون في المجمع"، وطالبت "بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم".

بدورها أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم الأربعاء، إقدام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي، وهو المستشفى الأكبر في قطاع غزة، باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني بخاصة اتفاقية جنيف، محملة "إسرائيل" مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى.

جاء ذلك في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنّ هناك إبادة جماعية ترتكب في غزة. وأضاف أردوغان في كلمة له أمام مجلس النواب أنّ تركيا ستتخذ خطوات على الساحة الدولية لوقف هذه الإبادة.

ومنذ الساعات الأولى لاقتحام جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، عقب أيام من محاصرته، توالت الإدانات الرافضة لما تقوم به "إسرائيل" من جرائم بشعة، وانتهاكات بحق المستشفيات والقطاع الصحي عامة في غزة، مع صدور دعوات لحمايتها وحماية المرضى والمدنيين، إلّا أنّ هذه النداءات بقيت دون خطوات عملية ورادعة حتى الآن، كما هو حال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة منذ أربعين يوماً، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى، ومئات الآلاف من النازحين والمشردين جراء عمليات الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال.

حماس: تم اقتحام مستشفى الشفاء بضوء أخضر أمريكي

وكانت قوات وآليات عسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" اقتحمت، فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزّة، وذلك بعد تهديدات وجهها لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وسط إدانات شديدة عبرت عنها القوى والفصائل الفلسطينية، إذ اعتبرت حركة حماس، "تبنّي البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة، والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية، كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين لإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب لاستكمال مخطط الاحتلال الرامي لتهجير شعبنا كما جاء على لسان العديد من وزراء الكيان المحتل."

الأردن: سياسة العقاب الجماعي تمثّل "جرائم حرب"

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين السفير سفيان القضاة، قال في بيان على موقع الوزارة الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقاً)، إنّ "استمرار الاعتداءات العبثية والحرب المستعرة على غزّة وأهلها، واستهداف الأعيان المدنية في القطاع وتواصل التدمير الممنهج للمرافق المدنية التي تقدم خدماتها الأساسية للغزّيين وسياسة العقاب الجماعي، يمثّل إمعاناً مداناً في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتمثّل جرائم حرب".

وشدّد القضاة على أنّ "الأوضاع الخطيرة في غزّة تفرض على مجلس الأمن تحمّل مسؤوليته القانونية، وأنّ على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والعمل على الضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف عدوانها المتواصل وحربها واستهدافها للمدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال، والتي لا يجوز تبريرها تحت أي مبررٍ أو ذريعة".

غريفيث: المستشفيات ليست ساحات قتال

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث": إنه يشعر "بالفزع من التقارير التي تتحدث عن غارات عسكرية على مستشفى الشفاء في غزة". مضيفاً: "المستشفيات ليست ساحات قتال، وحماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية والمدنيين جميعهم يجب أن تعلو على جميع الاهتمامات الأخرى".

بدوره قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس": إنّ المنظمة فقدت الاتصال بالطواقم الطبية في مستشفى الشفاء بقطاع غزّة بعدما بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمداهمة المنشأة.

وأضاف على منصة إكس: "تقارير التوغل العسكري في مستشفى الشفاء مقلقة للغاية". وتابع قائلاً: "فقدنا الاتصال مجدداً بالطواقم الطبية في المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم".

إلى ذلك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن "قلقها العميق" إزاء عواقب اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي.

وذكرت اللجنة الدولية، أنه "يجب حماية المرضى والطاقم الطبي والمدنيين في جميع الأوقات"، مشيرةً إلى أنها على تواصل مع "السلطات المعنية".

في وقت يسعى مجلس الأمن الدولي للمرة الخامسة للتوصل إلى قرار بـ "وقف إنساني فوري وممتد" لتوصيل المساعدات لأهالي غزة، دون أن تتضمن مسودة القرار وقفاً لإطلاق النار؛ بسبب الخلافات داخل المجلس.

إدانات لاقتحام المستشفى وسط زيف الادعاءات "الإسرائيلية"

على الصعيد الدولي، أعربت فرنسا عن "قلقها البالغ" إزاء اقتحام القوات الإسرائيلية لمجمع الشفاء الطبي، معتبرة أن الفلسطينيين "يجب ألا يدفعوا ثمن جرائم حماس" بحسب وصفها. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنه غير مقبول أو مسموح استخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية.

وتأتي هذه التصريحات بسبب اتهام "إسرائيل" لحماس باستخدام المستشفى لأغراض عسكرية، وهو ما نفته حركة حماس، وما تأكد عقب اقتحام المستشفى حيث أعلن هيئة البث "الإسرائيلية" عقب ساعات من اقتحام مستشفى الشفاء وتفتيش غرفة وقبوه، ان القوات "الإسرائيلية" لم تعثر على مؤشرات تدل على وجود أسرى أسفله أو مراكز قيادة لحمـاس أو أنفاق.

وشددت الخارجية الفرنسية في بيانها، على "الضرورة المطلقة لامتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي الذي ينص بشكل خاص على حماية البنية التحتية للمستشفيات، ويفرض في جميع الأوقات، وفي جميع الأماكن مبادئ واضحة للتمييز والضرورة والتناسب والحذر".

ودعا رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" "إسرائيل" إلى التوقف عن قتل الفلسطينيين بشكل أعمى في قطاع غزة، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس. والتي أعلنت عن نية إسبانيا أيضًا العمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وكذلك دعا وزير الدفاع الماليزي، حاجي حسن، الأربعاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. كما أعرب عن "إدانته للإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك احتجاز الأشخاص كرهائن وقصف منازل المدنيين". بحسب وكالة رويترز.

وأفادت وكالة رويترز اليوم الأربعاء، أن البيت الأبيض أعرب عن عدم تأييده لقصف المستشفيات جواً وعدم رغبته في رؤية تبادل إطلاق النار فيها، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بعملية ضد حماس في مستشفى الشفاء.

وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض طلب عدم الكشف عن اسمه "لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو، ولا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في مستشفى ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران". وتابع "يجب حماية المستشفيات والمرضى"، وفق ما كرت رويترز، الأربعاء.

في مقابل كل هذا، قال رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو": إنه رغم كل المطالبات بعدم دخول المستشفى تم الدخول إليه، وإنه "لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه".

وأضاف نتنياهو الذي تحدث خلال زيارته لإحدى القواعد العسكرية في جنوب فلسطين المحتلة: "سنصل إلى حماس ونقضي عليها وسنعيد الرهائن"، مؤكدًا أنهما "مهمتان رئيسيتان" في حربه على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم.

"الأورومتوسطي": الاحتلال حول " الشفاء" إلى مركز للاعتقال والتنكيل

في السياق، دان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بشدة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة مجمع الشفاء الطبي، مبيناً أنّ الاحتلال حوله إلى ثكنة عسكرية ومركزاً للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين فضلاً عن الأطقم الطبية.

وأعرب المرصد في بيان له، عن مخاوفه "من حدوث عمليات قتل وجرائم إعدام في ظل سماع إطلاق نار متقطع داخل مجمع الشفاء منذ اقتحامه، على الرغم من أنّ المجمع لم يشهد أي عمليات إطلاق نار إلا من القوات الإسرائيلية عند اقتحامه".

"أوتشا": مستشفى واحد ما زال يستقبل المرضى في شمال غزّة

على صعيد متصل، قالت الأمم المتحدة، اليوم، إن الجزء الشمالي من قطاع غزّة ليس لديه سوى مستشفى واحد ما يزال يستقبل المرضى، جراء القتال بين الجيش الاحتلال وحركة "حماس" ونقص الوقود.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إنّ مستشفى الأهلي في غزّة ما يزال يعمل ولكن بالحدّ الأدنى من طاقته.

وقالت "أوتشا": إنّ "كل المستشفيات الأخرى توقفت عن العمل جراء نقص الكهرباء والإمدادات الطبية والأوكسجين والغذاء والماء"، وأضافت المنظمة أنّ "الوضع يتفاقم جراء القصف والقتال الدائر في المنطقة القريبة من المستشفى.. وهناك حالياً نحو 500 مريض في المستشفى".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد