استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المتمركزة عند شارع صلاح الدين وسط مدينة غزة، حيث أطلقت النار باتجاه الأهالي العائدين من مناطق جنوبي قطاع غزة إلى شماله، بعد سريان الهدنة الإنسانية عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة.
وأفادت مصادر محليّة، أنّ جيش الاحتلال أطلق النار بكثافة على الأهالي العائدين من مناطق جنوب غزة باتجاه الشمال، ما أدّى إلى وقوع شهداء وعدد من المصابين، فيما استقبل مستشفى شهداء الأقصى شهيدين على الأقل.
ويسود قطاع غزة، حالة من الهدوء، يقوم جنود الاحتلال بخرقها بين الحين الآخر في مناطق تمركز قواته على تخوم بعض الأحياء غرب وشمال مدينة غزة، إضافة إلى مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا أقصى شمال القطاع، حيث تحاول القوات عرقلة عودة الأهالي إمّا بإطلاق النار في الهواء او بشكل مباشر على العائدين، حسبما أكّدت مصادر محليّة.
وتفقّد آلاف الفلسطينيين مناطقهم ومنازلهم وأحيائهم التي نزحوا منها طوال الأيام الـ 48 لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع المحاصر، فيما كشفت الساعات الأولى من الهدنة، عن الدمار الواسع الذي خلفه قصف الاحتلال لمناطق شمال القطاع، والتي تعرضت لانقطاع عن العالم جراء قطع الاحتلال الاتصالات عنها.
وبدأت منذ الساعات الأولى لسريان الهدنة، دخول شاحنات الإغاثة عبر معبر رفح، حيث من المقرر دخول 200 شاحنة مساعدات خلال اليوم الأوّل للهدنة، وسيجري توزيعها على كافة مناطق قطاع غزة.
وأفادت مصادر إعلامية، أنّ التحضيرات جارية لدى طرف الاحتلال "الإسرائيلي" وكذلك طرف المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس في غزة لإتمام البند الأوّل لصفقة تبادل الأسرى.
وبدأت سلطات الاحتلال بنقل 24 أسيرة و15 أسيراً فلسطينياً من الأطفال إلى معتقل عوفر تمهيدا للإفراج عنهم، في إطار اتفاق تبادل الأسرى والهدنة الإنسانية الذي دخل حيّز التنفيذ صباح اليوم.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قد أعلن يوم أمس الخميس، أن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ستبدأ يوم غد الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الساعة السابعة صباحاً بتوقيت القدس المحتلة، وتستمر لأربعة أيام.
وقال الأنصاري خلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة: إن اتفاق التهدئة "يشمل إيقافاً كاملا ًللأعمال العدائية 4 أيام وأي استئناف لها سيعتبر خرقاً"، معبراً عن أمل قطر بأن "تقود هذه الهدنة الإنسانية إلى تحقيق هدنة دائمة وسلام دائم" بحسب تعبيره.
ومن بنود الاتفاق، كما أوضحت كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير صهيوني واحد لدى المقاومة، مضيفة أنه خلال الــ 4 أيام سيتم الإفراج عن 50 أسيراً صهيونياً من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً.
ومن شروط الهدنة أيضاً بحسب بيان القسام، إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة يومياً، وكذلك إدخال 4 شاحنات وقود وغاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة يومياً.