أصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء (زوال)، أمس الاثنين، حكماً بالسجن ثلاث سنوات نافذة وغرامة قدرها أربعون ألف درهم على المدوّن المغربي سعيد بوكيوض (48 عاماً)، بتهمة "الإساءة إلى الملك محمد السادس"، بسبب انتقاده على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2020، تطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الإسرائيلي.

والجدير بالإشارة أنه تمت إدانة بوكيوض في المحكمة الابتدائية بخمس سنوات سجن وبنفس مبلغ الغرامة.

وأعادت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، الاثنين، النظر في وقائع "الإساءة إلى شخص الملك"، وخفّفت العقوبة إلى السجن ثلاث سنوات، وفقاً لما قاله محامي المحكوم الحسن عسوني لوكالة فرانس برس.

وبموجب الدستور، تُعد السياسة الخارجية للمغرب من صلاحيات الملك. وأوضح محامي بوكيوض أنّ موكله "لم يكن لديه أبداً نية الإساءة إلى الملك، لكنه أراد لفت الانتباه إلى أن التطبيع ليس في صالح المغاربة ولا القضية الفلسطينية، ولا في صالح أحد".

وقائع القضية تعود إلى كانون الأول/ ديسمبر 2020 عندما نشر بوكيوض المقيم في قطر تدوينات يرفض فيها الاتفاق الذي قضى حينها باستئناف المغرب علاقاته مع "إسرائيل" مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية، لكنّه حذف تلك التدوينات وأغلق حسابه على فيسبوك عندما علم أن هناك قضية ضده في المغرب، إلّا أنّه اعتقل عند عودته إلى الدار البيضاء في تموز/ يوليو الماضي.

اقرأ/ي الخبر: السجن خمسة أعوام لمدون مغربي انتقد التطبيع مع الاحتلال

الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع استنكرت وأدانت في بيان، هذا الحكم ووصفته بالجائر، وبأنه "يأتي ويا للمفارقة في ظل الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، حيث يتعرض لأبشع عدوان إجرامي من طرف جيش الكيان الصهيوني، ما يفرض بالضرورة على النظام السياسي المخزني الاستجابة لنبض الشعب المغربي بفسخ اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وإغلاق مكتب الاتصال بالرباط، عوض ملاحقة المناهضين للتطبيع".

وطالبت الجبهة المغربية في البيان مراجعة الحكم، مؤكدة تضامنها مع سعيد بوكيوض وعائلته داعية إلى إطلاق سراحه ووقف المتابعة ضده.

وأضاف البيان: إذ تؤكد الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع على أن هذه المحاكمة وأساليب التخويف والترهيب لن توقف مسيرة النضال من أجل إسقاط التطبيع وتجريمه خدمة لمطامح شعبنا ومطامح الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة.

وشهدت مدينة الدار البيضاء وقفة مساندة للناشط بوكيوض، أمام المحكمة خلال جلستها، وطالب المشاركون بالإفراج عن بوكيوض وإلغاء الحكم الصار بحقه، و"الاستجابة لإرادة الشعب المغربي الذي يرفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".

ويُذكر أن المغرب وقع مؤخراً، عدداً من الاتفاقيات مع كيان الاحتلال، وأبرزها اتفاقية في أيار/ مايو الفائت، بين الجامعة الدولية للرباط والشركة "الإسرائيلية" للصناعات الجوية الفضائية، وتهدف لإنشاء مركز للتميّز في مجال تعزيز الأبحاث المتطورة والابتكار ونقل المعرفة في مجالات الطيران والذكاء الاصطناعي على مستوى الجامعة الدولية.

وتأتي الاتفاقيات بين النظام المغربي وكيان الاحتلال، في ظل رفض شعبي مغربي واسع، وحراك متواصل تخوضه أطراف سياسية وشعبية مغربية، منذ الإعلان عن اتفاق التطبيع بين الطرفين في 10 كانون الأول/ ديسمبر عام 2020.