نقلت مصادر طبيّة في قطاع غزة، أنّ شابين ارتقيا ظهر اليوم الأربعاء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" قرب منطقة الأمن العام شمال مدنية غزة وأصيب شابان آخران في بيت حانون شمالي القطاع، في خرق جديد من قبل الاحتلال للهدنة الإنسانية التي دخلت يومها السادس والأخير.
وشهد اليوم الأخير من الهدنة الإنسانية، عدّة خروقات للجيش "الإسرائيلي"، وأبرزها عمليات إطلاق نار عشوائية من قبل دبابات واستهداف زوارق الاحتلال لمناطق متعددة وسط وشمال القطاع، وسواحل منطقة خان يونس جنوبي القطاع وسط تحليق مكثّف للطيران الحربي والاستطلاع في مناطق جنوب القطاع التي ينص الاتفاق على وقف تحليق الطيران بشكل كامل طوال أيام الهدنة.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب عدّة خروقات أمس الثلاثاء، وتمثلت بتحريك قطع عسكرية في مناطق شمال قطاع غزة، ما دفع المقاومة الفلسطينية للرد عبر تفعيل منظومة العبوات الناسفة، وتفجير عدد منها بالقوات التي حاولت التقدم، ما أدّى إلى إصابة جنديين على الأقل.
وأصدر الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام أبو عبيدة بلاغاً جاء فيه: "نتيجة لخرق واضح من قِبل العدو لاتفاق التهدئة شمال قطاع غزة اليوم، حدث احتكاك ميداني وتعامل مجاهدونا مع هذا الخرق".
وأشار أبو عبيدة، إلى أنّ المقاومين "ملتزمون بالهدنة ما التزم بها العدو وندعو الوسطاء للضغط على الاحتلال للالتزام بكافة بنود الهدنة على الأرض وفي الأجواء".
وفيما يخص تنفيذ مقررات اليوم السادس لصفقة تبادل الأسرى بموجب اتفاق الهدنة، سلمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الدفعة السادسة من الأسرى "الإسرائيليين" إلى الصليب الأحمر الدولي في منطقة خان يونس، وتضم 5 أطفال و7 نساء.
وفي المقابل، من المقرر أن يفرج الاحتلال "الإسرائيلي" مساء اليوم الأربعاء عن الدفعة السادسة من الأسرى الأطفال والأسيرات الفلسطينيات، وتضم 15 طفلاً و15 أسيرة.
تفاؤل بتمديد الهدنة خلال الساعات المقبلة
وفي سياق الهدنة، عبّرت وزارة الخارجية القطرية مساء اليوم الأربعاء، عن تفاؤلها بشأن تمديد اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الفائت 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، وجرى تمديده حتّى اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: إنّ المفاوضات بشأن الهدنة مستمرة وتسير في بيئة إيجابية.
فيما عبّر كيان الاحتلال "الإسرائيلي" عن استعداده لجولة جديدة من المفاوضات حتّى يتم إطلاق سراح جميع النساء والأطفال، حسبما نقلت صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول " إسرائيلي".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤول قوله: "منفتحون للتفاوض بشأن الجنود المحتجزين لدى حماس بمجرد إطلاق الأطفال والنساء، وانّ الهدنة الحالية قد تمتد إلى ما بعد هذا الأسبوع".
الأنصاري تحدث عن تعزيز بلاده لدورها في الوساطة، من أجل الوصول إلى هدنة مطولة في قطاع غزة، يليها وقف لإطلاق النار، وضرورة ضمان دخول المساعدات بشكل دائم، وألا يترك ذلك لمساومات سياسية، حسبما أضاف.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه سيعمل خلال زيارته "لإسرائيل" الأيام المقبلة على تمديد وقف إطلاق النار المؤقت للسماح بالإفراج عن مزيد من المحتجزين وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن استمرار الهدنة المؤقتة يعني عودة مزيد من المحتجزين "الإسرائيليين" إلى منازلهم وعائلاتهم. حسب قوله.
ولكن في المقابل صادق رئيس أركان جيش "الإسرائيلي" "هيرتسي هليفي" على "خطط لاستمرار القتال" والتوغّل في غزة عقب انتهاء الهدنة المؤقتة التي لم يتمّ الاتفاق على تمديدها بعد، وجاء ذلك خلال اجتماعه في القيادة الجنوبية مع قائد المنطقة، وأعضاء آخرين فيها، بحسب بيان صدر عن جيش الاحتلال.
في الوقت ذاته قال وزير الحرب في كيان الاحتلال "يوآف غالانت": إن قوات جيشه الجوية والبرية والبحرية مستعدة لاستئناف القتال على الفور.
وقال الوزير في "كابينيت الحرب داخل كيان الاحتلال "بيني غانتس": "إننا نمر بلحظات معقدة، وفي فترة زمنية تأتي ضمن الخطوط العريضة لعودة مختطفينا"، مضيفاً "سنعمل على استنفادها قدر الإمكان. وفي الوقت نفسه، نحن مستعدون للعودة إلى القتال، في أي لحظة، بما في ذلك هذه اللحظات".