قالت منظمة الصحّة العالمية، اليوم الخميس 30 تشرين الثاني/ نوفمبر: إنّها وثّقت وقوع 427 هجوماً شنّه الجيش "الإسرائيلي" على المنشآت الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، منهم 203 في القطاع، وذلك منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وأضافت المنظمة الأممية، في منشور لها عبر منصة "X" أنّ الهجمات أسفرت عن استشهاد 560 شخصاً في غزة، و6 أشخاص في الضفة الغربية، فضلا عن إصابة 718 آخرين بغزة، و40 في الضفة.
Since 7 October, @WHO has documented 427 attacks on health care in the occupied Palestinian territory.
— WHO in occupied Palestinian territory (@WHOoPt) November 30, 2023
Attacks have resulted in 566 fatalities and 758 injuries.
Health care and civilians must be actively protected. #NotATarget pic.twitter.com/Xfj5h9dA32
وكانت الصحّة العالمية، قد نبّهت من خطورة الأوضاع الصحيّة في قطاع غزة، جراء استهداف المستشفيات وخروج معظمها عن الخدمة وخصوصاً في مناطق شمال قطاع غزة، جراء منع ادخال الوقود والمستلزمات الصحيّة.
ودعت المنظمة في أكثر من مناسبة إلى "بذل الجهود كافة لاستعادة وتعزيز وحماية المرافق الصحية في غزة لضمان استمرارية الخدمات الصحية التي تشتد الحاجة إليها، فضلاً عن الإجلاء الطبي المستمر والمنظم والآمن ودون عوائق للمصابين بجروح خطيرة والمرضى إلى مصر وعبرها عن طريق معبر رفح الحدودي".
وكان الاحتلال قد وضع المستشفيات ضمن دائرة أهدافه العسكرية المباشرة خلال أسابيع الحرب على قطاع غزة، وبدأ ذلك باستهداف المستشفى الأهلي المعمداني وسط مدينة غزة، يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، راح ضحيته 500 شهيد وجريح.
واقتحم الاحتلال بشكل مباشر خلال هجومة البري على قطاع غزة منذ 30 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، مستشفيات الصحة النفسية، والرنتيسي، والنصر للأطفال، واقتحم مستشفى الشفاء وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وحوّله إلى ثكنة عسكرية ودمّر العديد من الأقسام والمعدات، وقتل أكثر من 8 أطفال خدّج، بسبب حصار المستشفى وقطع الكهرباء والمستلزمات الطبية، ولاحقاً اعتقل مديره وعدداً من الكوادر الطبية.
كما مدد الاحتلال حربه على المستشفيات في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية، وآخر فصولها محاصرة واقتحام مستشفى ثابت ثابت الحكومي ليل أمس الأربعاء في مدينة طولكرم في الضفة الغربية.
وسجّلت عدّة اعتداءات للاحتلال طالت مستشفى ابن سينا في جنين ومستشفى الرازي الحكومي، تمثلت بمحاصرتها والاعتداء على سيارات إسعاف تابعة لها وتفتيشها، خلال اقتحامه لجنين ومخيمها خلال الأيّام والأسابيع الفائتة.
مكاره صحيّة مرتقبة في ظل تعطّل المستشفيات
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، نبّه اليوم الخميس إلى خطورة الأوضاع الصحيّة في قطاع غزة، جراء خروج المستشفيات عن الخدمة في مدينة غزة وشمال القطاع، نتيجة استمرار منع إدخال الوقود والمساعدات والمستلزمات اللازمة إلى مستشفيات شمالي وادي غزة، رغم الهدنة الإنسانية.
ودعا معروف خلال مؤتمر صحفي، المجتمع الدولي، لإقامة مستشفيات ميدانية تستوعب الجرحى والمرضى في القطاع، والقيام بما ينبغي لحماية المستشفيات من استهداف الاحتلال "الإسرائيلي." مؤكداً، أن قطاع غزة يحتاج إلى ألف شاحنة من المساعدات ومليون لتر من الوقود يومياً.
وتزداد المخاوف من حدّة الكارثة الصحيّة في قطاع غزة مع مؤشرات على انتشار واسع للأمراض والأوبئة، بسبب تفاقم الواقع البيئي والصحّي العام نتيجة حرب الإبادة "الإسرائيلية"، في ظل تعطّل المستشفيات ما قد يؤدي الى آلاف الوفيّات.
هذا ما حذّر منه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" قائلاً: إنّ "الظروف المعيشية الحالية في القطاع ونقص الرعاية الصحية قد تتسبب في أمراض تودي بحياة عدد أكبر ممن قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع".
ونبّه، من أنّ الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه ومتطلبات النظافة الأساسية وسوء الصرف الصحي وإدارة النفايات وصعوبة الحصول على الأدوية عواملُ أدت إلى إصابة عشرات آلاف الأشخاص بأمراض مختلفة، من بينها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب والإسهال والطفح الجلدي واليرقان وغيرها من الآفات الصحية والأمراض.
وأكّد "غيبيرسيوس"، أن الحاجة أصبحت ماسة الآن لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، لأن الأمر أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للمدنيين، و"خصوصاً نحو 1.3 مليون شخص في غزة يعيشون حالياً في مراكز إيواء".