الاحتلال يعتمد منظومة لا تأبه بالمدنيين

غزة: 178 شهيداً منذ الصباح والاحتلال يستهدف مراكز الإيواء بقنابل الغاز

الجمعة 01 ديسمبر 2023
قنابل غاز على مدرسة اونروا في جباليا ليل الجمعة
قنابل غاز على مدرسة اونروا في جباليا ليل الجمعة

أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينية في قطاع غزة مساء اليوم الجمعة 1 كانون الأوّل/ ديسمبر، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 178 شهيداً، ووقوع نحو 589 جريحاً، منذ استئناف الاحتلال حرب الإبادة على القطاع عند الساعة السابعة من صباح اليوم حتّى الثامنة والنصف مساءً، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية التي امتدّت لسبعة أيّام.

وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح: إن أكثر من 20 شهيدا و45 جريحاً أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ وصلوا إلى المستشفى حتّى ساعات المساء، واستقبل المستشفى المعمداني بغزة 30 شهيداً.

 فيما استقبلت مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع ومستشفى ناصر جنوبه عشرات الشهداء والجرحى، في ظل انعدام الطاقة الاستيعابية التي باتت تستقبل فوق طاقتها أكثر من 20 ضعفاً، بحسب مصادر طبيّة.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" قصفه الجوي والبري والبحري على مناطق متفرقة من قطاع غزّة، واستهدف بقنابل الغاز والدخان بشكل مكثّف، مدارس وكالة "أونروا" ومراكز الإيواء المكتظّة بالنازحين ما أدّى إلى حدوث حرائق والعديد من الإصابات وحالات الإغماء.

ونبّهت مصادر صحفية من خطورة الأوضاع على النازحين شمالي القطاع، جراء الاستهداف الكثيف لمراكز الإيواء بقنابل الغاز، الذي تجدد منذ الساعة السابعة من مساء اليوم، تحديداً تجاه المراكز الواقعة بمنطقة مخيم جباليا شمالي القطاع تحديداً شارع أبو زيتون.

واستقبل مستشفى الشهيد كمال عدوان عشرات الجرحى وحالات الاختناق جراء استهداف الاحتلال مناطق مراكز الايواء ومحيطها بقذائف الدخان والفوسفور في مناطق شمال قطاع غزة.

واندلعت حرائق داخل مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة "أونروا" في مخيم جباليا، ومنازل محيطة بها، وكذلك في محيط مستشفى اليمن السعيد، في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، جراء قنابل الغاز التي أطلقها الاحتلال، وسط صعوبة في السيطرة على الحرائق لعدم توفر المياه لدى الدفاع المدني لإطفاء الحرائق.

photo_6005932355644145042_x.jpg
قنابل غاز ودخان وانارة على مراكز الايواء في جباليا اليوم الجمعة

واستهدف القصف الجوي محيط تجمّع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المكتظ بالنازحين في مخيم جباليا، ما أدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين.

الجدير ذكره، أنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" كان قد جدد تحذيراته لأهالي شمال القطاع بالنزوح نحو مناطق جنوب وادي غزة، وزعم الناطق باسم الجيش "دانيال هغاري" اليوم الجمعة أنّ جيشه "نشر مواقع في القطاع يمكن لسكان غزة اللجوء إليها"، علماً أنّها تضم أكثر من 800 ألف فلسطيني، يتركّز معظمهم في مناطق جباليا ومخيمها.

وكثّف الاحتلال خلال ساعات المساء استهدافه المتتالي من قبل الزوارق الحربية لمناطق دير البلح وخانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، وقصف منزلاً أدّى إلى استشهاد امرأة وإصابة عدد من أفراد عائلتها.

واستشهد 6 أشخاص من عائلة الصباح في استهداف الاحتلال منزل العائلة في دير البلح وسط قطاع غزّة، وأفادت مصادر صحفية بوقوع عدد من الشهداء في استهداف منزلين في خان يونس جنوبي القطاع.

وواصل الاحتلال استهدافه المتعمد للصحفيين، واستهدف منزل الصحفي والدكتور في الإعلام أدهم حسّونة في حي الشجاعية شرق غزّة، ما أدّى إلى استشهاده وعدد من افراد عائلته.

يذكر أنّ الشهيد حسونة هو ثالث صحفي يرتقي باستهداف الاحتلال اليوم الجمعة، بعد ارتقاء المصورين الصحفيين منتصر الصواف، وعبد الله درويش في وقت سابق من اليوم.

ونقلت مصادر طبيّة في جباليا، أنّ طواقم الإسعاف انتشلت 5 شهداء من تحت أنقاض منزل يعود لعائلة البطش، كان قد استهدفه الاحتلال ظهرا.

كما استهدف الاحتلال منزلاً بشارع العشرين في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومنازل وأراض زراعية ومراكز تسوق في بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع، ومنزلا في شارع النزاز بحي الشجاعية شرق غزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.

وتضاف حصيلة شهداء الجمعة، إلى أكثر من (15,000) شهيد ارتقوا قبل الإعلان عن اتفاق الهدنة الإنسانية، حسبما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، بينهم أكثر من (6,150) طفلاً، وأكثر من (4,000) امرأة.

وأضاف المكتب، أنّ قرابة (6,500) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، إضافة إلى وقوع اليوم الجمعة عشرات الإصابات التي تضاف إلى قرابة (37,000) إصابة وجريح.

الاحتلال يعتمد منظومة لا تضع المدنيين في اعتباراتها

وفي خضم الأعداد الكبيرة من الشهداء المدنيين، الذين يتعمد الاحتلال استهدافهم في كل يوم من أيام حربه الـ 56، كشف تحقيق "إسرائيلي" نشره موقع "سيخا ميكوميت" العبري، عن اعتماد هدف أسماه "الردع" الذي يضع وجود المدنيين ضمن الأهداف العسكرية ضمن اعتباراته، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ونقلت التحقيق، عن خمسة مصادر عسكرية ممن اشتركوا في معارك سابقة في القطاع، أن جيش الاحتلال والاستخبارات يعلمان عدد المدنيين الإجمالي الموجود في كل بيت أو هدف، كما يعلمان عدد المدنيين الإجمالي في كل منطقة ويكون مدوناً في ملف الضربات التي تُنفذ.

وأكّد التحقيق، استخدام الاحتلال منظومة "هبسورا" التي تعمل وفق منظومة ذكاء صناعي "قادرة على خلق أهداف بشكل أوتوماتيكي تتفوق بكثير على قدرة الطواقم البشرية ولا تضع اعتباراً للمدنيين".

وأضاف التحقيق نقلاُ عن مصدر استخباراتي قوله: "لا يحدث شيئ عن طريق الخطأ، ولكن نقوم بضرب أهداف غير دقيقة أحياناً ليس لأننا لا نعرف الإصابة بدقة ولكن لكي نوفر الوقت لأنه بالإمكان التعمق أكثر للوصول للهدف بشكل أدق، وهذا يحصل خلافاً للبرتوكولات المعمول بها في جولات حرب سابقة".

وتابع التحقيق عن المصدر الاستخباراتي أنّ "هناك شعور بأن الجيش يعلم مدى الفشل الذي مني به في السابع من أكتوبر، وبالتالي هو منشغل في كيفية تقديم صورة للجمهور تعيد الهيبة للمؤسسة العسكرية".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد