أعلنت حركة حماس أنه لا مفاوضات الآن تجري بشأن التهدئة، ولا تبادل أسرى حتى انتهاء العدوان ووقف إطلاق النار بشكل شامل ونهائي، مشيرة إلى أن ما لديها من أسرى هم جنود ورجال خدموا بجيش الاحتلال "الإسرائيلي" ومقابلهم سيكون كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ووقف إطلاق النار، فيما أعلن جهاز الاستخبارات "الإسرائيلية" (الموساد) إصدار أمر لفريقه الموجود في العاصمة القطرية "الدوحة" بالعودة بأمر من رئيس الحكومة "الإسرائيلية" "بنيامين نتنياهو".
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في تصريحات لقناة "الجزيرة": إنه "لا مفاوضات الآن بشأن التهدئة، ولا تبادل أسرى حتى انتهاء العدوان ووقف إطلاق النار بشكل شامل ونهائي، ونحن سلمنا ما لدينا من النساء والأطفال رغم أن الاحتلال يزعم عكس ذلك".
وأضاف "ما تبقى من أسرى في غزة هم جنود ورجال خدموا في جيش الاحتلال، وقلنا إننا مستعدون لتبادل جثث مقابل جثامين شهداء ولكننا بحاجة لوقف إطلاق النار حتى استخراج جثث الإسرائيليين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي، ولكن الاحتلال قرر أنه لا يريد استئناف صفقة التبادل بمعايير جديدة".
وشدد العاروري على أنه "لن يكون هناك أي تبادل أسرى قبل انتهاء الحرب، وكبار السن من الرجال الأسرى لدينا خدموا بجيش الاحتلال وبعضهم لا يزال فيه، ولن نقبل بالتفاوض تحت النار، إذ أن مقابلهم سيكون كل أسرانا في سجون الاحتلال وبعد وقف إطلاق النار".
وتابع أن "الاحتلال لن ينجح أبدا بالسيطرة على قطاع غزة رغم كل القوات التي يحشدها، وسيرى الاحتلال أنه عاجز عن كسر المقاومة وحماس وسيكتشف مجدداً أن هذا الهدف مستحيل وغير قابل للتحقيق".
في المقابل، أعلن جهاز المخابرات "الإسرائيلية" (الموساد) "دافيد برنياع" إصداره تعليمات لفريقه المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، بالعودة إلى ما أسماها "إسرائيل" وذلك "بعد تعثر المفاوضات" الرامية للتهدئة في قطاع غزة، مؤكدا أن ذلك جاء "بتوجيه من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو".
وزعم (الموساد) في بيان رسمي، أن حركة حماس "لم تقم بتنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق الذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفق القائمة التي قُدمت إلى حماس ووافقت عليها"، بحسب ادعائه.
وفيما وصف بأنه "محاولة لتبرير استمرار الحرب أمام مجتمع المستوطنين وأيضاً منح الدول الداعمة له سبباً للتصعيد في ارتكاب المجازر" ادعى وزير الحرب في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" "يوآف غالانت": "إن "حماس أخلت بالاتفاق وترفض تسليم 15 امرأة وطفلين، والجيش عاد للقتال بكل قوته حتى تحقيق الأهداف بكسر قوة حماس العسكرية والسلطوية واستعادة المخطوفين" بحسب زعمه.
وقال "غالانت في مؤتمر صحفي مساء السبت: إن "الضغط العسكري سيسهم في إعادة المختطفين وتحقيق أهداف الحرب"
ومن الإدعاءات التي ساقها "غالانت" في مؤتمره الصحفي، في الوقت الذي كانت تتوالى فيه صور وفيديوهات توثق حجم الرشقات الصاروخية على المستوطنات في كيانه بما فيها تل أبيب وأخبار تؤكد استهداف قواتِ جيشه في محاور الاشتباك "أننا حققنا نتائج كثيرة خلال العملية البرية وقضينا على عدد كبير من قادة حماس، وإنجازاتنا كبيرة وقتلنا عدداً كبيراً من المخربين واعتقلنا المئات ودمرنا مقار لحماس، واستمرار عمليتنا يمكننا من ضرب قوة حماس ومقارها ودفعها إلى الاستغاثة، واستعادة 110 من المخطوفين إنجاز لم يحققه أي جيش في العالم".
في الواقع، كانت العملية العسكرية "الإسرائيلية" واسعة جداً في قطاع غزة يوم السبت وتسببت الغارات الكثيفة والقصف المدفعي بعشرات المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين وجلهم من الأطفال والنساء ودمرت بسببها أحياء سكنية كاملة، تضاف إلى ما دمر سابقاً في قطاع غزة بمعدل تجاوز 60% من منازل المدنيين بحسب مصادر حكومية، ما يجعل جل المحللين العسكريين والسياسيين يصف هذه الحرب بأنها "حرب على المدنيين والأطفال والنساء"
وباعتراف مسؤولين أمريكيين نقلتها صحيفة "ول ستريت جورنال" فإن الجيش "الإسرائيلي" يستخدم قنبلة BLU-109 خارقة للتحصينات وزن الواحدة 2000 رطل، كان قد استخدمها سابقاً في هجوم على مخيم جباليا وقتل فيها أكثر من 100 فلسطيني مدني جلهم من النازحين عن منازلهم ومعظمهم من الأطفال والنساء.
ولا يستبعد خبراء أن الجيش "الإسرائيلي" قد يكون استخدم هذا النوع من القنابل في استهدافة لأكثر من خميسن منزلاً في حي الشجاعية شرقي غزة يوم السبت في مجزرة راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وجريح.
في هذا السياق، قالت مصادر في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" نقلها مع "وااللا" "الإسرائيلي": إن الهجوم المكثف الذي شنه الاحتلال على مختلف المناطق في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، يأتي تحضيراً لتوسيع الهجوم البري ليشمل المناطق الجنوبية، وبحسب المصادر، فإن المرحلة التالية من الحرب "الإسرائيلية" على غزة ستشمل مدينتي خان يونس ورفح.
وأضاف "واللا" عن المصادر التي لم يسمها أن الهدف من الضربات العنيفة والهجمات المدمرة التي طاولت مناطق واسعة في القطاع، بما في ذلك في المناطق الجنوبية، "كانت تهدف إلى إلحاق الضرر بالبنى التحتية، خاصة التابعة لحماس استعداداW لتوسيع التوغل البري"، وفق قولهم.