قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بقطاع غزة "توماس وايت" الأحد: إن "إسرائيل" خفضت كمية الوقود المخصص للمساعدات الإنسانية في القطاع للنصف مع انتهاء الهدنة الإنسانية، مشيراً إلى أن "هذا سيكلف المزيد من الأرواح".
جاء ذلك في تدوينة نشرها وايت، على حسابه الرسمي عبر منصة "إكس"، وكتب "وايت": "مع انتهاء الهدنة في غزة، خفضت السلطات الإسرائيلية كمية الوقود المخصص للمساعدات الإنسانية بنسبة 50 بالمئة، وهذا سيكلف المزيد من الأرواح".
انتشار عدوى الكبد الوبائي و"النظام الصحي في غزة جاث على ركبيته"
من ناحية ثانية، تحدث مدير وكالة "أونروا" توماس وايت، عن انتشار عدوى الكبد الوبائي في عدد من مناطق قطاع غزة.
وأفاد، أمس الأول، بأن إحدى مدارس الوكالة بالقطاع، تشهد تفشياً لمرض "التهاب الكبد الوبائي أ"، وقال: إن خطر الإصابة بالأمراض المعدية قائم بالفعل في غزة، بسبب أن مدارس "الأونروا" التي تتسع لإيواء 1500 شخص، تضم حالياً أكثر من 6000 شخص جنوبي القطاع.
ويشهد الوضع الصحي تدهوراً، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية عن وجود مائة وأحد عشر ألف إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، و36 ألف حالة إسهال لدى أطفال دون الخامسة، بين النازحين في غزة.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن زيادة كبيرة في الإصابات ببعض الأمراض المعدية في غزة، مشيرة بصورة خاصة إلى زيادة حالات الإسهال بين الأطفال بـ 45 مرة، في حين أن معظم مستشفيات القطاع توقفت عن العمل جراء الحرب.
وأكدت أن النظام الصحي في غزة "جاثٍ على ركبتيه حالياً"، موضحة أنّ 65% من مرافق الرعاية الأولية و69% من المستشفيات لا تعمل.
يأتي ذلك فيما استأنف الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على قطاع غزة، مستهدفاً المستشفيات والأحياء السكنية وكل مقوّمات الحياة وسط حصار خانق يعانيه القطاع، حيث لا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا وقود.
الصحة العالمية: القصف "الإسرائيلي" العنيف يثير الرعب
في سياق متصل، حذّر مدير منظمة الصحة العالمية "تيدروس غيبريسوس" الأحد، من أن وضع القطاع الصحي في غزة "لا يمكن تصوره"، وشدّد على أن التقارير عن القصف "الإسرائيلي" العنيف تثير الرعب.
"غيبريسوس" قال، في تغريدة على منصة "إكس": إن "التقارير التي تتحدث عن الأعمال العدائية المستمرة والقصف العنيف في غزة تثير الرعب".
وأضاف: "أمس (السبت)، زار فريقنا مستشفى ناصر الطبي في الجنوب، كان مكتظاً بـ 1000 مريض، أي 3 أضعاف طاقته الاستيعابية".
وتابع: "كان فيه عدد لا يحصى من الناس يبحثون عن مأوى في كل ركن من أركانه.. كان المرضى يتلقون الرعاية على الأرض، ويصرخون من الألم".
وشدّد على أن "هذه الظروف غير مناسبة على الإطلاق، ولا يمكن تصورها في مجال توفير الرعاية الصحية".
وختم غيبريسوس بالقول: "لا أستطيع إيجاد كلمات قويّة بما يكفي للتعبير عن قلقنا إزاء ما نشهده"، مجدداً الدعوة إلى "وقف إطلاق النار الآن".
ما تشهده المستشفيات العاملة بإمكانيات قليلة في قطاع #غزة مؤلم وقاس جداً .. مصابون يصلون إلى المستشفى بعد أن فقدوا أحباءهم جراء المجازر "الإسرائيلية" التي تزداد وحشية#غزة_تحت_القصف #غزة_تُباد #GazaUnderAttack #GazaGenocide pic.twitter.com/Ofx1IMUDUy
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 3, 2023
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: معاناة المدنيين في قطاع غزة لا تطاق
من ناحية ثانية، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك": إن معاناة المدنيين في قطاع غزة لا تطاق في ظل استمرار أعمال القتل والأعمال العدائية التي تقوم بها "إسرائيل".
وتابع تورك في بيان له، الأحد، "يؤكد الاستئناف الوحشي للأعمال العدائية في غزة وتأثيره المرعب على المدنيين مرة أخرى على ضرورة إنهاء العنف وإيجاد حل سياسي مبني على الأساس الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل".
وقال: إن "المعاناة التي يتعرض لها المدنيون أكبر من أن يتحملها. المزيد من العنف ليس هو الحل، لن يجلب ذلك السلام ولا الأمن"، معرباً عن قلقه العميق من أن المفاوضات الرامية إلى استمرار الهدنة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي قد وصلت إلى طريق مسدود".
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن مخاوفه البالغة من أن تؤدي الأعمال العدائية المتجددة والمكثفة إلى مزيد من الوفيات والمرض والدمار أكثر مما شهدناه حتى الآن.
وقال: "نتيجة للأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل وأوامرها للناس بمغادرة الشمال وأجزاء من الجنوب، فإن مئات الآلاف محصورون في مناطق أصغر من أي وقت مضى في جنوب غزة دون صرف صحي مناسب، أو إمكانية الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه والإمدادات الصحية.
وأضاف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، "أكرر، لا يوجد مكان آمن في غزة".
وشدّد على أن "القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان واضحان في أن حماية المدنيين تأتي في المقام الأول، وأنه يجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق عبر جميع الوسائل الممكنة للتخفيف من معاناة المدنيين".
وأشار إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص المتبقين في شمال غزة معرضون لخطر القصف المتجدد وما زالوا محرومين من الغذاء وغيره من الضروريات. وقال: "نظراً لهذا الوضع المروع والأوامر بالتحرك جنوباً، يُجبر الناس أساساً على الرحيل، فيما يبدو أنه محاولة لتفريغ شمال غزة من الفلسطينيين".
وأكد "فولكر تورك" على ضرورة التحقيق بشكل كامل في الادعاءات الخطيرة للغاية المتعلقة بالانتهاكات المتعددة والجسيمة للقانون الدولي ومحاسبة المسؤولين عنها. وعندما تثبت السلطات الوطنية عدم رغبتها أو عدم قدرتها على إجراء مثل هذه التحقيقات والملاحقات القضائية، يصبح التحقيق الدولي ضرورياً، ويجب على الدول الأعضاء أن تبذل كل ما في وسعها لضمان امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ومنع ارتكاب الجرائم الدولية.
وقال تورك: "لقد حان الوقت لتغيير المسار. وأولئك الذين يختارون انتهاك القانون الدولي يدركون أنه سيتم تطبيق المساءلة، لا أحد فوق القانون".