التزمت قطاعات واسعة في لبنان والأردن اليوم الاثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر، بالإضراب العام والشامل، في إطار الدعوة العالمية للإضراب من أجل وقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة.
وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت، توقفاً للحركة في الشوارع الحيوية، حيث شهد شارع الحمرا إغلاقاً عاماً، كما التزمت العديد من المؤسسات الاقتصادية والثقافية والمقاهي والمطاعم بدعوة الإضراب.
كما أغلقت مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في كافة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أبوابها، استجابة لدعوة الانخراط في الإضراب، كما توقفت المؤسسات الأهلية والمدنية في المخيمات عن العمل، استجابة لدعوة الإضراب التي تبنتها فصائل منظمة التحرير واتحاد العاملين في وكالة "أونروا."
كما أقفلت المدارس اللبنانية الرسمية والخاصة والمصارف والوزارات والإدارات العامة في لبنان أبوابها، بعد أن تبنت الحكومة اللبنانية يوم أمس أحد، الدعوة للإضراب، التزاما بقرار الحكومة الداعي للإضراب الشامل.
وشملت مشاركة لبنان في الإضراب، إغلاق كافة دوائرها التابعة لوزارة الخارجية، بما فيها السفارات اللبنانية في الخارج، وذلك التزاماً ببيان الحكومة الذي دعا الى الإضراب بيكون بمثابة وقفة بوجه جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصامد تحت الحصار والاحتلال "الإسرائيلي" في غزة والضفة الغربية، ولما تشهده المناطق الحدودية الجنوبية اللبنانية من اعتداءات يومية على يد الجيش "الإسرائيلي".
وفي الأردن، كانت ملامح الاستجابة للإضراب العام والشامل واضحة المعالم في العاصمة الأردنية عمّان، حيث ساهمت الدعوات الشعبية لدفع قطاعات شعبية واقتصادية وتربوية وتعليمية واسعة للانخراط بالدعوة، علماً أنّه لم يجر تبنيها حكومياً.
ونقلت مصادر محليّة، أنّ الحركة باتجاه المدارس والجامعات كانت شبه معدومة في مناطق، وقليلة في حدّها الأدنى في مناطق أخرى، كما شهدت العاصمة إغلاقات واسعة للمحال والمؤسسات التجارية، إضافة إلى توقف الكثير من وسائل النقل العام.
أمّا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، فقد شهدت إضراباً شاملاً وإغلاقا شبه تام لمحالها، إضافة إلى إغلاق مدارس الوكالة أبوابها استجابة للإضراب.
وسجّل مخيم البقعة شمال العاصمة الأردنية عمّان، إغلاقاً شاملاً، شمل محطة النقل المركزية الموجودة داخله، وتربط مناطق شمال عمّان بالعاصمة، وتشكل محطة رئيسية لانطلاق النقل العام إلى مناطق مختلفة من المملكة.
وجاءت الدعوات العالمية للإضراب، في وقت يتصاعد فيه الحراك المتضامن مع فلسطين حول العالم، حيث أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات عبر وسمي “ strikeforgaza و الإضراب الشامل" ولاقت الدعوة استجابات واسعة، بعد فشل كافة المساعي الرسمية الدولية لوقف المجزرة المتواصلة بحق أهالي القطاع لليوم 66 على التوالي.
ودعا النشطاء، كافة الشعوب الحرّة في كافة أنحاء العالم، إلى الامتناع يوم غد الاثنين، عن الذهاب إلى الأعمال والمدارس والجامعات، واستخدام المواصلات العامة والبطاقات الائتمانية، وسواها من فاعليات الحياة العامة اليومية، احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة " الإسرائيلية" وتوجيه رسالة مؤثرة، بضرورة التحرّك من أجل إيقافها.
وقتل الاحتلال "الإسرائيلي" خلال حرب الإبادة المواصلة على غزّة، نحو 17 ألفا و997 شهيدا، و49 ألفا و229 إصابة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، غالبيتهم من النساء والأطفال.