استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء،12 كانون الأول/ديسمبر، خلال اقتحامها المتواصل لمدينة جنين ومخيمها، وباستشهاده يرتفع العدد إلى 7 شهداء منذ فجر اليوم، فيما سجل إصابة عدد آخر بجروح مختلفة.
وأفادت مصادر طبية مساء اليوم، باستشهاد الشاب رشاد محمد تركمان (18 عاما)، متأثرا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب فؤاد عماد عباهرة (36 عاما) إثر منع الاحتلال مركبة الإسعاف من نقله إلى المستشفى لمدة نصف ساعة، بعد إصابته في الفخذ، وتركه دون علاج، بينما استشهد الطفل المريض أحمد محمد سمار (13 عاما) بعد إعاقة الاحتلال وصوله لتلقي العلاج في مستشفى الشهيد خليل سليمان.
وارتقى 4 شهداء فلسطينيين صباح اليوم، في مدينة جنين إثر استهدافهم بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة تابعة للاحتلال "الإسرائيلي" في حي السيباط وسط مدينة جنين، في خضم اقتحام جيش الاحتلال المدينة ومخيمها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنّ مستشفى خليل سلمان الحكومي استقبل 4 شهداء في عدوان الاحتلال على جنين صباح اليوم، وهم كلّ من الشهيد رفيق الدبوس، والشهيد ومحمود أبو سرور، والشهيد بكر زكارنة، والشهيد الفتى ثائر أبو التين البالغ من العمر 18 عاماً.
وأعلن مستشفى ابن سينا، أن المواطن عزيز محمد طالب (48 عاما) وصل إلى المستشفى. وهو مصاب جراء ضربه على الرأس والرقبة من قبل قوات الاحتلال بعد اعتقاله من مخيم جنين، التي نقلته إلى معسكر سالم غرب جنين، قبل إطلاق سراحه، حيث نُقِل عن طريق سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى.
كما أصيب شاب من مخيم جنين برصاص الاحتلال في الساق، وجرى نقله إلى المستشفى.
وحاصرت قوات من جيش الاحتلال التي اقتحمت مدينة جنين ومخيمها فجر اليوم، المستشفيات في جنين، وألقت قنابل دخانية بكثافة في ساحات مستشفيات ابن سينا، والرازي، ومستشفى خليل سلمان الحكومي، لمنع نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات.
وقالت مصادر محليّة، إنّ قوات الاحتلال فجرت حوالي 10 منازل في جنين والمخيم، واعتدت على سيارات الإسعاف، وخربت البنى التحتية للشوارع والأزقة ومركبات عائدة للأهالي، كما دمّرت دوار الأسير الشهيد كمال أبو وعر في حي الجابريات في جنين، مع أعمال تخريب للبنية التحتية.
فيما اندلعت مواجهات بين الشبان والمقاومين وجيش الاحتلال الذي استقدم تعزيزات عسكرية، من جهة شارع الناصرة، وفجر مقاومون عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات وجرافات الاحتلال.
وأكدت مصادر محليّة، أنّ الاحتلال منع طواقم الصحفيين من الوُجود في محيط المستشفيات والشوارع الرئيسية، وألقى الجيش قنابل الدخان بكثافة لمنع تواجد الإعلاميين خلال عملية الاقتحام، فيما أعلنت المدارس في جنين ومخيمها إيقاف الدوام الرسمي للحفاظ على سلامة الطلبة وتحويل عملية التعليم إلكترونيا.
وداهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في مدينة جنين ومخيمها، وشنت حملة اعتقالات واسعة. ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، فقد تم اعتقال أكثر من 100 مواطن في جنين ومخيمها منذ صباح اليوم، وقد جرى الإفراج عن عدد منهم بعد تعرضهم لعمليات تحقيق ميداني، وما تزال عمليات الاعتقال مستمرة.
وأشار إلى أن هذا العدوان يأتي في إطار العدوان الشامل والمستمر على شعبنا، وتصاعد حملات الاعتقال في الضّفة.
وأوضح نادي الأسير، أنّ حصيلة حالات الاعتقال في محافظة جنين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بلغت أكثر من 400 حالات اعتقال، علمًا أن الأرقام تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن أفرج عنهم لاحقا.
وبين أن حملات الاعتقال استهدفت كافة الفئات، وغالبية من اعتقلوا هم معتقلون سابقون تعرضوا للاعتقال مرات عديدة، إلى جانب استهداف عائلات الشهداء، والمعتقلين، والمطاردين.
وأشار نادي الأسير، إلى أنّ محافظة جنين تشهد منذ بداية العام الماضي، تصاعد في عمليات الاعتقال بما يرافقها من جرائم مروعة، وإعدامات ميدانية، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة التي طالت المنازل، والبنى التحتية.