أطلق ناشطون على وسائل التواصل منذ أيام، حملة لمقاطعة سلسلة المحلات التجارية العالمية الإسبانية "زارا" للألبسة، بعد إطلاق الأخيرة حملتها الدعائية لتشكيلة الألبسة الجديدة، بسبب ما اعتبره كثيرون أنه مستوحى من المشاهد المروّعة والمؤلمة لسكان قطاع غزة الذين يتعرض لجرائم إبادة مستمرة منذ أكثر منذ شهرين من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
وبعدما أثارت غضباً واسعاً بين الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم، اضطرت حسابات متاجر "زارا" أن تحذف الصور من حملتها الدعائية.
وكانت حسابات "زارا" قد نشرت صورة لعارضة ترتدي زياً جديداً، وهي تحمل مجسم امرأة بالكفن الأبيض وخلفها نعش، الأمر الذي اعتبره العديد من الناشطين أنه مستوحى من المشاهد المروّعة والمؤلمة، لسكان قطاع غزة، الذين يواجهون حرب الإبادة "الإسرائيلية" واستفزازاً لمشاعرهم ووصفوا الحملة الإعلانية بـ "اللاأخلاقية" وبأنها "تستهزئ بأرواح عشرات آلاف الفلسطينيين والأطفال" الذين تقتلهم يومياً الطائرات الحربية "الإسرائيلية".
فقد نشرت حسابات "زارا" على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعارضة أزياء وهي تحمل ما يبدو مجسماً لامرأة بالكفن الأبيض، وفي صورة أخرى ظهرت من داخل صندوق محطم وكأنه تابوت وأمامها هناك ما يشبه جثة في كيس موتى، كما أظهرت الصور مشاهد دمار وأشخاصاً يخرجون من بين الركام والجدران المتصدعة.
وأثارت هذه الصور موجة غضب ودعوات لمقاطعة العلامة التجارية الشهيرة، حيث تصدّر وسم #مقاطعة_زارا، لا سيما في الدول العربية، والتي اعتبرت الحملة الدعائية الجديدة "استهانة" بآلام ومآسي مئات الآلاف في غزة.
ولم تعلّق شركة "زارا" على الانتقادات التي طاولتها، لكنها عمدت إلى حذف إحدى الصور الدعائية من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صورة العارضة الحاملة للكفن الأبيض، إلا أن الصور الأخرى لم تخفف من حدة الانتقادات ودعوات المقاطعة.
في سياق متصل، أفادت تقارير اقتصادية أن مقاطعة ستاربكس" Starbucks أثبتت قوة التأثير الذي يمكن أن تحدثه الاحتجاجات الاقتصادية، حيث تلهث شركة القهوة العالمية خلف الزبائن بالعروضات وخفض الأسعار بعدما خسرت مليارات الدولارات من جراء حملة المقاطعة التي تستهدفها بسبب مواقفها الداعمة للاحتلال "الإسرائيلي" وتجاهلها لمآسي أهالي غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية.
واستكمل سهم الشركة تراجعه، الجمعة، بنسبة 0.60% ليسجل 96.44 دولاراً، وأطلقت الشركة عروضاً بحسومات كبيرة، بدءاً من يوم الخميس، وتستمر طوال هذا الشهر، في محاولة لاستعادة حصتها في السوق، وسط ظاهرة خلو مراكزها من الزبائن وندرة الطوابير التي كانت تصطف أمام متاجرها في العديد من دول العالم.
اقرأ/ي أيضاً: 12 مليار دولار خسائر شركة "ستاربكس" بسبب حملة المقاطعة العالمية
ويشرح موقع "ذا ماريسو"، الناقد الأميركي، أن بعض الفروع تشير إلى أن مقاطعة "ستاربكس" أدت إلى وجود عدد أقل بكثير من العملاء في متاجرها، وهو ما يشير إلى أن المقاطعة فعالة.
ويلفت إلى أن حركة مقاطعة "ستاربكس" تنتشر في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أميركا الشمالية. وفي ماليزيا وحدها، نُصح المستثمرون ببيع أسهم شركة "بيرغايا فود"، المالكة لامتياز "ستاربكس" في البلاد.
وبعد أكثر من شهر من مقاطعة "ستاربكس" خلال الموسم الأكثر ازدحاماً في العام، تبيّن أن التحرك نجح، واستغرق الأمر جهداً دولياً للوصول إلى هنا، وفق الموقع، حيث خسرت شركة "ستاربكس" ما يقرب من 12 مليار دولار من قيمة الأسهم، ما دفعها إلى تقديم العروض الترويجية، "وهو دليل على أن الإجراءات الفردية يمكن أن تؤدي إلى الفوز بقضايا عظيمة"، وفقاً للموقع.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات وحملات مكثّفة لمقاطعة كل الشركات والمحلات والمطاعم في الدول العربية ومختلف أنحاء العالم، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المستمر على قطاع غزة.
ومع طول أمد العدوان الإسرائيلي على غزة هذه المرة، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يزداد حراك نشطاء المقاطعة لترسيخ المقاطعة الاقتصادية فعلياً، وتغيير خريطة الأسواق في المنطقة. ودعت حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) أخيراً إلى تكثيف وتصعيد جهود المقاطعة، مشيرة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إلى ضرورة "التعطيل السلمي المدروس لنظام الهيمنة الغربية الذي يسلّح ويموّل ويحمي العدو الإسرائيلي من المساءلة".
ووضعت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة العديد من الشركات العالمية في ورطة غير مسبوقة، لا سيما التي انحازت إلى "إسرائيل" مباشرة أو التي اتخذت دولها مواقف داعمة لها، أو ما زالت تحافظ على شراكات مع كيانات "إسرائيلية".
ونتيجة لذلك، أعلن المتحدث باسم شركة "بوما" الألمانية للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها ستنهي رعايتها للمنتخب "الإسرائيلي" لكرة القدم العام المقبل في قرار اتخذته قبل العدوان على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضاف المتحدث في بيان عبر البريد الإلكتروني: "بينما وقع منتخبان وطنيان حديثاً- بينهما فريق جديد- سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق من هذا العام، ستنتهي في 2024 عقود بعض الاتحادات الوطنية مثل "إسرائيل" وصربيا.
وتابع المتحدث أن الشركة اتخذت هذا القرار في 2022 كجزء من إستراتيجيتها الجديدة "أقل - أكبر - أفضل" والتي تتماشى مع الجداول الزمنية لتصميم وتطوير قمصان الفريق.
من جهتها، اعتبرت حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) أن هذا الإعلان انتصار لحملة استغرقت أكثر من 5 سنوات في الضغط على شركة "بوما" من أجل إلغاء عقدها مع الاتحاد "الإسرائيلي" لكرة القدم.
وأهدت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل"، وهي عضو مؤسس في حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) في بيان لها هذا الانتصار لشهداء وجرحى الرياضة الفلسطينية و"لشعبنا الصامد في غزة وفي كل مكان ولمجموعات المقاطعة ودعم فلسطين والرياضيين/ات الذين لم يتوقفوا - منذ انطلاق الحملة عام 2018 - عن العمل الدؤوب حتى أجبروا بوما على إنهاء تواطؤها مع جرائم العدو الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني"، مضيفة أنه "لحين انسحاب بوما بالكامل، ندعو لاستمرار مقاطعتها".
اقرأ/ي أيضاً: (BDS) تعلن انتصار حملتها ضد شركة "بوما" للألبسة الرياضية