دعت وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله د. مي الكيلة، إلى فتح تحقيق دولي في معلومات عن دفن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" فلسطينيين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان بمنطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

دعوة الوزيرة الفلسطينية تزامنت مع مطالبة المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -مقره في جنيف-، بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن دفن الجيش "الإسرائيلي" مصابين ومواطنين فلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، الذي انسحبت منه قوات الاحتلال بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة.

على العالم التحرك الجدي لكشف ملابسات هذا الملف

وزيرة الصحة الفلسطينية قالت في بيان صحفي، مساء السبت: إن المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال.

وتابعت الوزيرة الكيلة، أن على العالم التحرك الجدي لكشف ملابسات هذا الملف، وعدم التهاون أو السكوت على المعلومات التي ترد من قطاع غزة، موضحة أن الاحتلال "الإسرائيلي" تعمد إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء في ظل أجواء البرد الشديد واعتدى جنوده على الكوادر الطبية، ما شكل تهديداً جدياً على حياة الجرحى والمرضى.

وأضافت: إن جيش الاحتلال دمر الجزء الجنوبي للمستشفى، وأن 12 طفلاً ما زالوا يوجودون داخل الحاضنات بالمستشفى دون ماء ولا غذاء، بعد أن منع جيش الاحتلال إجلاءهم، وفق شهادات الطواقم الطبية.

12 طفلاً في الحاضنات تركوا ليواجهوا مصيرهم وحدهم

من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش: إن "القوات الإسرائيلية تعمّدت إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء في ظل أجواء البرد الشديد واعتدت على الكوادر الطبية".

أضاف البرش: أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب كارثة إنسانية، وحوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة عسكرية، وتعمد إذلال الكوادر الطبية والجرحى.

وقال مدير عام صحة غزة: إن جيش الاحتلال دمر الجزء الجنوبي لمستشفى كمال عدوان وقمع الطواقم، مشيراً إلى أن 12 طفلاً ما زالوا موجودين داخل الحاضنات بالمستشفى من دون ماء ولا غذاء، بعدما منع الجيش "الإسرائيلي" إجلاءهم، وذكر أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف سيارات الإسعاف في المستشفى ومحيطه.

تجريف خيم نازحين في المستشفى وهم بداخلها ما أدى إلى دفنهم أحياء

وكشف انسحاب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، السبت، عن كارثة إنسانية وفظائع ارتكبتها قوات الاحتلال في أحد أهم مستشفيات مناطق شمالي القطاع.

بدوره، أفاد الصحافي الفلسطيني، أنس الشريف، الذي زار المستشفى بعد أن انسحبت منه القوات "الإسرائيلية"، بأن ما فعله الاحتلال الإسرائيلي داخل مستشفى كمال عدوان جريمة مروعة بحق الأهالي والطواقم الطبية.

أضاف في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "عشرات النازحين والمرضى والجرحى جرى دفنهم تحت التراب وهم أحياء". وذكر أن جرافات الاحتلال داست خيام النازحين في ساحة المستشفى بكل وحشية. رأيت القطط تنهش جثامين الشهداء في ساحة المستشفى.

في السياق، ذكر شهود عيان أن الآليات العسكرية "الإسرائيلية" دمرت أجزاء واسعة من مستشفى كمال عدوان قبل أن تنسحب منه. وقال الشهود: إن الآليات "الإسرائيلية" نفذت عمليات تجريف واسعة في حديقة المستشفى وموقف السيارات فيها، كما استهدفت الدبابات بقذائفها مباني المستشفى بشكل مباشر.

وأشار الشهود إلى أن الجرافات "الإسرائيلية" قامت بتجريف بعض خيام النازحين وهم بداخلها، ما أدى إلى دفن عدد منهم تحت الرمال، ومقتل وإصابة العديد منهم، من دون توفر إحصائية رسمية على الفور.

وقال المرصد الأورمتوسطي في بيان له: إن الفظائع التي اقترفتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مستشفى كمال عدوان امتداد لهجمات الجيش "الإسرائيلي" المتكررة، على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.

  أكثر من 19088 شهيد في فلسطين خلال 71 يوماً 

في سياق متصل، قالت وزارة الصحة، إن عدد الشهداء الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 19088، والجرحى إلى نحو 54450، منذ بدء عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" الشامل على أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأوضحت الصحة في تقريرها اليومي، السبت، أن نحو 18800 فلسطينياً ارتقوا في قطاع غزة، 70% منهم من النساء والأطفال، كما أصيب أكثر من 51 ألف فلسطيني، مع وجود عدد كبير في عداد المفقودين.

ولفتت الوزارة، إلى أن من بين الشهداء، أكثر من 300 من العاملين في القطاع الصحي، و86 صحفياً، ونحو 35 من طواقم الدفاع المدني، و135 موظفاً في وكالة "أأونروا".

وجدّدت وزارة الصحة التحذير من مخاطر نفاد مخزون التطعيمات في غزة، ما سيؤدي إلى تداعيات صحية كارثية على الأطفال وانتشار الأمراض، خاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة، مشيرةً إلى أنها وثقت 360 ألف حالة إصابة بالأمراض المعدية في مراكز الإيواء، علماً أن العدد الفعلي يعتقد أنه أعلى.

وبيّنت الوزارة، أن هناك 11 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي وقادرة على قبول مرضى جدد، رغم محدودية الخدمات. ويوجد مستشفى واحد فقط من هذه المستشفيات في الشمال، بحسب منظمة الصحة العالمية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد