للأسبوع العاشر على التوالي، ما تزال تشهد شوارع مدن أوروبية وأمريكية مظاهرات رافضة لحرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ71 ومنددة بالدعم الغربي لكيان الاحتلال "الإسرائيلي" في جرائمه ضد المدنيين في القطاع المحاصر.

ويستمر مواطنون في دول أوروبية وأمريكية في رفض السياسات الحكومية لبلدانهم، والتي يصفونها بـ "التواطؤ" في جرائم الإبادة ضد المدنيين والنساء والأطفال في قطاع غزة، ويذهب المتظاهرون أكثر في الدعوة إلى الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني من الاحتلال "الإسرائيلي"، في مشاهد لم يسبق لها مثيل في شوارع الدول الغربية التي عملت ماكيناتها الإعلامية طيلة عقود على تبني الرواية "الإسرائيلية" المزيفة حول فلسطين.

يوم السبت 16 كانون الأول/ ديسمبر 2023 شارك فلسطينيون من سوريا في مظاهرة حاشدة شهدتها العاصمة النمساوية فيينا، طالب المشاركون فيها بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وهتفوا بالحرية لفلسطين.

ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وشعارات تطالب بوقف العدوان "الإسرائيلي" ورفع الحصار عن القطاع المحاصر منذ 17 عاماً، كما حملوا لوحات وصوراص تظهر جرائم الاحتلال ودمويته، وخاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الذي وصفوه بـ"المجرم والقاتل".

وهتف المتظاهرون بشعارات تؤكد على تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال والعودة إلى أرضه، منددين بالموقف الغربي الساكت والمتواطئ مع الاحتلال "الإسرائيلي"، وطالبوا بوقف الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الأوروبي له، داعين المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل لحماية الشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على "إسرائيل".

وأكد المشاركون في المظاهرة أنهم سيواصلون التعبير عن رفضهم للاحتلال "الإسرائيلي" وتضامنهم مع فلسطين حتى تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني.

بريطانيون يجددون مطالبة حكومة بلاهم بالكف عن دعم "إسرائيل"

وهذا الأسبوع أيضاَ خرج متظاهرون في العاصمة البريطانية لندن، التي شهدت شوارعها منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة مظاهرات ضخمة احدثت جدلاً واسعاً وسببت "إحراجاً" للحكومة البريطانية التي وجدت نفسها في مواجهة أعداد من المواطنين ليست بالهينة تطالبها بتغيير سياساتها ووقف دعم "إسرائيل" والسكوت عن جرائهما.

وشهدت العاصمة البريطانية مسيرة صامتة بدعوة من مجموعة "عمال الصحة من أجل فلسطين" للتضامن مع نظرائهم في غزة، الذين يتعرضون للقتل والاعتقال والتهديد من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

واحتشد أطباء وممرضون ومسعفون في زيهم الطبي أمام مستشفى "سانت توماس" قبالة البرلمان البريطاني".

ودعا المشاركون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ضمن فعالية تأتي في إطار حراك شعبي متواصل منذ أكثر من شهرين.

وكذلك شهدت مدن عدة في بريطانيا، أبرزها أكسفورد وبرمنغهام ومانشستر ولويسهام وهاكني وقفات ومظاهرات عدة، جميعها طالبت حكومة بلادهم بالكف عن "التواطؤ" في ارتكاب الجرائم "الإسرائيلية" واتخاذ خطوة في الضغط على "إسرائيل" لإنهاء حربها على قطاع غزة وتقديم قادتها إلى المحاكمة.

تنديد بالتواطؤ الفرنسي تجاه جرائم الإبادة الجماعية في غزة

ذات المطالب والانتقادات، تكررت في العاصمة الفرنسية باريس وأيضاً في مدينة تولوز الفرنسية.

ونفذ عدد من الناشطين وقفة في محطة "سان لازار" في باريس، مطالبين بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، ووقف ما سموه بـ "التواطؤ الفرنسي" مع الاحتلال "الإسرائيلي" تجاه مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وفي تولوز، كبرى مدن جنوب غرب فرنسا، تظاهر آلاف الفرنسيين والفلسطينيين والعرب للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجازر إبادة وحشية في قطاع غزة، وشارك في المظاهرة ممثلون عن أحزاب سياسية ونقابات عمالية.

وذكرت مصادر محلية أن المظاهرة انطلقت من ساحة "الباستيل" وسط المدينة، وتوجهت إلى ساحة "الجمهورية"، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا مطالبين بوقف حرب الإبادة على المدنيين والأطفال في القطاع المحاصر.

في العاصمة الألمانية برلين، خرج متظاهرون ألمان وعرب في مسيرة طالبت بوقف العدوان "الإسرائيلي" على غزة وإنهاء الدعم الحكومي الألماني لتل أبيب، في حين شهدت مدن ألمانية مظاهرات مماثلة أبرزها ميونخ، للمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

وفي كل من مدينة "آرهوس" الدانماركية، و"زيورخ" السويسرية، خرجت مظاهرات دعماً للشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، دعا خلالها المشاركون إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للقطاع المحاصر.

كما شهدت مدن نرويجية عدة مظاهرات لأبناء الجاليتين العربية والمسلمة ومتضامنين نرويجيين للتنديد بالعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، مرددين في المظاهرات -التي دعت إليها أكثر من 100 منظمة ومؤسسة نرويجية- شعارات تستنكر "المجازر" الإسرائيلية في قطاع غزة.

واستنكر المحتجون الصمت الدولي و"الانحياز الأميركي" حيال ما يجري، وتميزت احتجاجاتهم هذه بمشاركة واسعة للمنظمات المهتمة بالأطفال، لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال غزة جراء العدوان "الإسرائيلي".

متظاهرون يغلقون شوارع رئيسية في مدن أميركية

وإلى القارة الأمريكية، حيث يواصل محتجون في عدة مدن بالولايات المتحدة إغلاق شوارع رئيسية بـالسلاسل البشرية، للمطالبة بضرورة التدخل العاجل والضغط على الحكومة "الإسرائيلية" لوقف حربها المتواصلة على قطاع غزة بأسرع وقت، بحسب ما ذكرت وكالة "وفا" السبت.

وأجبرت هذه الخطوة التي بدأت قبل أسبوعين في مدينة شيكاغو، وعممت هذا الأسبوع على الكثير من المدن، من بينها: فيلادلفيا، ولوس انجلوس (بالقرب من مطار LAX الدولي)، وهيوستن على إيقاف حركة المرور في شوارع مهمة، وخاصة وقت الذروة (مغادرة الموظفين أعمالهم)، لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى "دافعي الضرائب الأميركيين"، للتحرك من أجل الضغط لوقف الدعم المالي والعسكري الأمريكي للجيش "الإسرائيلي"

ورفع ناشطون أمريكيون يافطات تطالب بالحرية لفلسطين، وإيقاف الحرب، على الكثير من الجسور الرئيسية في الولايات المتحدة، ونشروا أيضاً صوراً لضحايا المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، على شاحنات إعلانات متحركة تسير وسط المدن، للتأثير على الرأي العام الأميركي، ورفع مستوى التضامن مع الشعب الفلسطيني.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد