دعا المرصد "الأورو متوسطي" لحقوق الإنسان اليوم الاثنين 18 كانون الأول/ ديسمبر، إلى تحقيق دولي محايد وعاجل، في عمليات قتل لمعتقلين فلسطينيين اعتقلهم الاحتلال من قطاع غزّة، وجرت تصفيتهم في معسكرات اعتقال.
دعوة "الأورو متوسطي" جاءت بعد أن كشفت شهادات لمعتقلين فلسطينيين، قيام جيش الاحتلال بعمليات تصفية للمعتقلين الذين اقتادهم من مناطق شمال قطاع غزّة معصوبي الأعين، بعد تجريدهم من ملابسهم والتنكيل بهم، إلى معسكرات اعتقال، حيث جرت عمليات تعذيب وتصفية ممنهجة.
صحيفة "هاآرتس" العبرية، أفادت صباح اليوم الاثنين، أن العديد من المعتقلين الفلسطينيين استشهدوا، "فيما لم تتضح أسباب وفاتهم" بحسب الصحيفة، التي أوضحت أنّ المعتقلين منذ أسابيع، محتجزون في مكان وهم معصوبو الأعين، وأيديهم مكبلّة على مدار الساعة، كما أن الأنوار تبقى مضاءة في أماكن اعتقالهم على مدار الليل.
وأضافت الصحيفة، أنّ المعتقلين جرى اقتيادهم إلى قاعدة عسكرية تسمى "سيدي تيمان" ومن بين المعتقلين الذين يحتجزهم الاحتلال في المعسكر، أطفال وقاصرين ومسنين وأسرى من مختلف الأعمار، فيما لا تسمح لهم القيود التي تكبّل أجسادهم سوى بالتحرك بشكل محدود جداً وتناول الطعام.
وأكدت " هاآرتس" وجود أكثر من معسكر اعتقال جرى اقتياد المعتقلين من قطاع غزّة إليها، سواء في معسكر الجيش "الإسرائيلي" في بئر السبع، أو معتقلات أخرى أكدت الصحيفة وجودها دون أن تذكرها.
المرصد "الأورو متوسطي" أكّد تطابق شهادات وثقها، مع ما كشفته صحيفة "هآرتس" بشأن جرائم إعدام ميداني نفذها الاحتلال بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال احتجازهم في معسكر للجيش يُعرف باسم "سديه تيمان"، يقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا. بحسب المرصد.
وشبّه المرصد، المعسكر المذكور بسجن "جوانتامو" الأمريكي سيء الصيت، حيث يتم احتجاز المعتقلين فيه، في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ودون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت.
وبحسب معتقلين مفرج عنهم نقل عنهم " الأورو متوسطي" فإنّ المعتقلين تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ووثقت الشهادات للمرصد، تعرض مسنون معتقلون للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي وأرجل المعتقلين في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم دون ماء أو طعام وهم مكبّلون ومعصوبو الأعين، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
وكان جيش الاحتلال، قد أعلن اعتقال أكثر من 500 فلسطيني من قطاع غزة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وزعم أنّ جلّهم من نشطاء من حركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، فيما كذّبت الوقائع مزاعم الاحتلال، حيث تبيّن أنّ المعتقلين هم من المدنيين، وجرى اقتيادهم من مراكز الإيواء وتجريدهم من ملابسهم، من بينهم صحفيون وأطباء.
اقرأ/ي أيضاً : الاحتلال يعتقل مدنيين من مدارس "أونروا" على أنهم أسرى من المــقاومة