أكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" الجمعة، عقب إقرار مجلس الأمن توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة، أن الحرب الإسرائيلية هي المشكلة الحقيقية عقبات كبرى" أمام توصيل المساعدات.
تصريحات "غوتيريش" تزامنت مع إقرار مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة قراراً يدعو إلى زيادة واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار الذي ترفضه الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.
يأتي ذلك في وقت جددت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرها من تدهور الوضع الإنساني، مؤكدة أن 90% من سكان القطاع نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
الأمين العام للأمم المتحدة قال: "كثير من الناس يقيسون فعالية العمليات الإنسانية في غزة على أساس عدد الشاحنات من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة وشركائنا المسموح لها بعبور الحدود، وهذا خطأ"، مضيفاً: أن "المشكلة الحقيقية تكمن في أن الطريقة التي تشن بها إسرائيل هذا الهجوم تخلق عقبات كبرى أمام توزيع المساعدات الإنسانية في غزة".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن وقفاً لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر.
وعبر عن أنه كان يأمل في المزيد من مجلس الأمن الدولي بعد إصداره قراراً لا يدعو إلى وقف إطلاق النار، وقال: "آمل أن يجعل قرار اليوم الناس يفهمون أن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ضروري بالفعل إذا أردنا مساعدة إنسانية فعالة".
كما أعرب عن "خيبة أمل شديدة إزاء تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار تشكك في حل الدولتين"
وقال: "رغم الصعوبة التي يبدو عليها اليوم، فإن حل الدولتين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم"، على حد قوله.
الولايات المتحدة وروسيا تمتنعان عن التصويت على مشروع القرار
تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" سبقها إقرار مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، قراراً يدعو إلى زيادة واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار الذي ترفضه الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.
وجرى تبني القرار بموافقة 13 من أعضاء المجلس الـ 15، وامتناع عضوين (الولايات المتحدة وروسيا)، وهو يدعو "كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق إلى غزة، وإلى اتّخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية".
ويطالب نص القرار أيضاً، باستخدام جميع طرق الدخول والتنقل المتاحة في جميع أنحاء قطاع غزة لإيصال الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى كافة أنحاء القطاع.
وتغير نص القرار عن النسخة الأكثر طموحاً التي طرحتها دولة الإمارات، الأحد، وذلك بعد مناقشات طويلة تحت ضغط من استخدام الولايات المتحدة مجدداً حق النقض (الفيتو).
وأزيلت من مشروع القرار الإشارة إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية" الواردة في مسودة الأحد، وكذلك الطلب الأقل مباشرة في المسودات التالية من أجل "تعليق عاجل للأعمال العدائية".
كما قدمت روسيا طلب تعديل لإعادة إدراج الدعوة إلى "تعليق عاجل للأعمال العدائية"، لكن الولايات المتحدة اعترضت عليه فيما وافقت عليه عشر دول وامتنعت أربع عن التصويت.
"أونروا": الأوضاع في غزة وصلت إلى نقطة حرجة
إلى ذلك جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرها من تدهور الوضع الإنساني، مؤكدة أن 90% من سكان القطاع نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
كما أشارت في تغريدة على حسابها بمنصة "إكس"، الجمعة، إلى أن سوء الأحوال الجوية أدى لتفاقم المخاوف بشأن انتشار الأمراض، وفاقم من قسوة الظروف التي كان يعانيها السكان أصلا.
90% of #Gaza's population has been displaced since the war began- bad weather exacerbates concerns about spread of disease, worsening already dire conditions.@UNRWA colleagues are doing everything they can to continue providing humanitarian aid.
— UNRWA (@UNRWA) December 22, 2023
Donate: https://t.co/BAncZ2TnRb pic.twitter.com/jvmmC8VnTN
وكانت "أونروا" أفادت سابقاً، بأن إمدادات الغذاء والدواء والمياه شحيحة للغاية، وأن الجوع والعطش يحاصر نحو مليوني نازح في القطاع.
كما حذرت من أن الأوضاع في غزة وصلت إلى نقطة حرجة، مضيفة أن القطاع يشهد حالياً واحدة من أشد حالات التصعيد في الأعمال العدائية منذ العام 2007، مع قصف متواصل من قبل القوات "الإسرائيلية" من الجو والبحر والبر.