يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزّة لليوم 79 على التوالي، وشنّ منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد 24 كانون الأوّل/ ديسمبر، سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي عنيف، طال مناطق جباليا شمال القطاع، والبريج ودير البلح في الوسط، وخانيونس جنوباً، ما أدّى إلى ارتقاء عشرات الشهداء.
في جباليا، دكّت مدفعية الاحتلال الأحياء السكنية في مخيم اللاجئين ومناطق تل الزعتر، فضلاً عن غارات جوية، بالتزامن مع معارك ضارية تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية، لمنع تقدم جيش الاحتلال باتجاه المخيم.
ونقلت مصادر محليّة، أنّ عشرات الشهداء والجرحى سقطوا في القصف "الإسرائيلي" الذي طال منطقة مدرسة الرافعي التي تؤوي نازحين، وجمعية نماء الإنسانية والتي تؤوي عشرات العائلات النازحة في جباليا البلد، ومنع الجيش الاحتلال طواقم الدفاع المدني والإسعاف من التوجه إلى مناطق جباليا، حسبما أكدت مصادر محليّة.
وقصفت طائرات الاحتلال، مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين شرق غزّة، ما أدّى إلى استشهاد 3 فلسطينيين على الأقل واصابة عدد آخر، فيما واصل الاحتلال منذ صباح اليوم الأحد قصف منطقة دير البلح، وجرى انتشال 40 شهيدا ارتقوا في المنطقة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة.
كما استهدف الاحتلال، منزلاً لعائلة " النبريص" في خان يونس، ما أدّى إلى ارتقاء شهيد وإصابة 4 آخرين، فيما بلغ عدد شهداء خانيونس خلال الساعات الـ 24 الأخيرة 20 شهيداً حسبما أكدت مصادر طبيّة، معظمهم وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي.
الاحتلال يضلل المدنيين لإيقاع أكبر قدر من الخسائر بهم
من جهته، وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، استشهاد 166 فلسطينياً وأصيب 384 آخرين بقصف الاحتلال مناطق مختلفة من القطاع خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، ما يرفع العدد الكلّي للشهداء منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزّة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت إلى 20424 شهيدا وأكثر من 54 ألف جريح.
ونبّه المكتب، من أنّ جيش الاحتلال يضلل المدنيين الفلسطينيين، حيث يطلب منهم مغادرة مناطق إلى أخرى، ليتم استهدافها بشكل مكثّف، ما يوقع أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى.
وقال المكتب اليوم الأحد، إنّ الاحتلال طلب من ثمانية أحياء بالمنطقة الوسطى النزوح إلى منطقة دير البلح، وخلال 48 ساعة من نشره لذلك؛ ارتكب 5 مجازر في ذات المنطقة مما أدى إلى ارتقاء 28 شهيداً و88 جريحاً.
وأكّد المكتب، تعمّد جيش الاحتلال تضليل المدنيين، الذين غالبيتهم من الأطفال والنساء من أجل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والضحايا في جريمة حرب مزدوجة، الأولى: هي إجبار المدنيين على التهجير القسري من منازلهم، والثانية: هي إعدامهم وقصفهم بشكل مباشر ومقصود. حسبما أوضح.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أكدت يوم أمس السبت، أنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يأمر الناس في غزّة، بالانتقال إلى مناطق تتعرض لغارات جوية بشكل مستمر.
وقال مدير عمليات الوكالة في غزّة "توماس وايت" إنّ السلطات "الإسرائيلية" أصدرت المزيد من أوامر الإخلاء لسكان في المنطقة الوسطى من غزّة، للانتقال إلى منطقة دير البلح، تأثر بها 150 ألف شخص، حيث أنّ المنطقة التي توجهوا إليها بالأصل مكتظة بالنازحين بما في ذلك ملاجئ وكالة "أونروا" وتتعرض لغارات متواصلة.