أُثار اجتماع أساقفة وزعماء كنائس في القدس المحتلة، مع الرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، يوم الخميس الفائت، ردود فعل مسيحة وفلسطينية واسعة، منددة باللقاء التطبيعي، ومستنكرة له في ظل ما يمارسه الاحتلال من مجازر تطهير عرقي وتهجير في قطاع غزة.

وأصدر مجلس رعوي كنيسة الروك الملكيين الكاثوليك برام الله، بيان شجب واستنكار للقاء رؤساء الكنائس المسيحية في القدس برئيس دولة الاحتلال، أكد فيه على أن لقاء رؤساء الكنائس المسيحية في القدس بزيارة للرئيس "الإسرائيلي" في ديوانه تحت حجج واهية وأعذار مشينة، هو لقاء مخزي في ظل المجازر التي ترتكب بحق قطاع غزة.

وأضاف البيان، "نحن، كمجلس رعوي كنيسة رام الله للروم الملكيين الكاثوليك وكجزء من الشعب الفلسطيني الأصيل الذي ناضل ويناضل من أجل تحرير بلاده وعاصمتها القدس، نستنكر ونشجب مثل هذه اللقاءات التي لا تعبر عنا، ولا تمت لنا بصلة".

وتابع: "كروم ملكيين كاثوليك" في رام الله نطالب مطراننا وبطريركيتنا بإصدار بيان يوضح فيه الموقف الرسمي من المجازر وسياسة التطهير العرقي، والتهجير التي ينتهجها الاحتلال تجاه أبناء شعبنا في غزة".

كما أصدرت المبادرة العربية المسيحية (عروبة) في الأردن، الأحد 24 كانون الأول/ديسمبر، بياناً قالت فيه: "شاهدنا بأم أعيننا وبكل أسف اللقاء السنوي المُدان والمرفوض الذي نُشر على صفحة وزارة الخارجية للكيان المحتل، والذي جمع رؤساء وممثلي الكنائس المسيحية مع حكومة الكيان الصهيوني المغتصب".

واستنكرت "المبادرة العربية المسيحية (عروبة) الاجتماع التطبيعي، الذي اعتبرته "خروجاً وتعارضاً وخرقاً واضحاً للصف الوطني"، و"تأييد من قبل من شارك فيه لما تفعله الآلة العسكرية الصهيونية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل".

وأكد البيان على أن "هذا اللقاء لا يمثل المسيحيين في الأردن وفلسطين والمسيحيين العرب جملة وتفصيلاً، ولا يتوافق مع مواقفهم الوطنية العادلة، وخاصة في ظل العدوان الهمجي والوحشي والإبادة الجماعية الذي يشنه الاحتلال الصهيوني البربري على أهلنا في قطاع غزّة منذ أكثر من شهرين، بالإضافة إلى الانتهاكات والاضطهاد والاعتقالات والاغتيالات المستمرة لأهلنا في الضفة الغربية والقدس وفلسطين الداخل.

واستنكر الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية،"الزيارة الآثمة بأقصى العبارة"، وقال في بيان صادر عنه: "نستنكر في الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية، بأقصى العبارات، إقدام رؤساء كنائس مسيحية في القدس المحتلة عاصمة فلسطين، على زيارة رئيس دولة الاحتلال، الملطخة يداه بدماء شعبنا الفلسطيني من مسيحيين ومسلمين".

ووصف البيان، القائمين على الزيارة بالمنبوذين، وأضاف، "قام هؤلاء المنبوذون شعبياً بزيارة مشؤومة تنتهك الأخلاقيات المسيحية والإنسانية لرئيس دولة الاحتلال؛ الذي يُصرّ على انتهاك الشرائع وإسقاط القانون الدولي، ويتجند في محافل العالم لشيطنة شعبنا وتبرير إبادته وتهجيره".

وعبر "الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية"، عن الصدمة العميقة من هذه الزيارة الشائنة، وأكد " أن شعبنا سيواصل نضاله العادل مهما كلف ذلك من تضحيات؛ لأجل تحرير بلاده وتخليص أرضه ودياره ومقدساته من الاحتلال الجائر".

وشجب الاتحاد هذه الزيارات الاستعراضية واللقاءات المشبوهة، "والتي تخذل شعبنا ولا تمت إلى مبادئنا وكنائسنا، ولا تعبر عنا نحن المسيحيين؛ شركاء الوطن وشركاء النضال وشركاء التضحية". بحسب ما جاء في البيان.

يذكر أن رؤساء كنائس القدس دافعوا عن مشاركتهم في لقاء رئيس دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، إسحاق هرتسوغ، مؤكدين أنهم طالبوا خلاله بـ"وقف شلال الدم" في غزة.

وأعلنت الرئاسة "الإسرائيلية"، الخميس الفائت، عقد هذا اللقاء التقليدي، ونشرت صوراً له.

ونقل بيان عن هرتسوغ قوله: إن "قوى الشر من أسوأ الأنواع نفذت هجمات همجية وسادية" في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأضاف: "أتوقع من زعماء العالم المسيحي أن يدينوا بشدة فظائع حماس، وأن يدعموا جهودنا للقضاء على الشر" في الأراضي المقدسة"، حسب تعبيره.

وشارك في اللقاء الكاردينال "بييرباتيستا بيتسابالا" بطريرك القدس اللاتيني، وبطريرك القدس للروم الأرثوذكس"ثيوفيلوس الثالث"، وحارس الأراضي المقدسة "فرانشيسكو باتون".

وفي توضيح نشر السبت الفائت، قال بطاركة ورؤساء الكنائس في بيان مشترك، إن اللقاء "لم يكن لتبادل المعايدات، بل كان هدفه الرئيسي نقل الموقف الكنسي العالمي، المطالب بوقف شلال الدم في غزة".

وبحسب البيان، فإن "كل ما يتم تناوله خارج هذا الإطار هو بهدف تشويه صورة المسيحيين والكنائس وخدمةً لأجندات سياسية تترفع الكنائس عن الخوض فيها أو مخاطبتها".

وكانت الطوائف المسيحية في القدس والضفة الغربية، أعلنت قبل أيام إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد بما في ذلك إضاءة شجرة الميلاد؛ بسبب الحرب في غزة، في رسالة تضامن من رؤساء الكنائس المسيحية.

وقرر رؤساء الكنائس المسيحية، ومنهم المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، إلغاء المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد فقط، بما في ذلك المهرجانات، والاحتفالات وتزيين وإضاءة شجرة عيد الميلاد، مع الحفاظ على الأبعاد الدينية للعيد، في ظل الحرب الجارية في قرار استثنائي، حسب بيان للكنائس.

يذكر أن حركة حماس أصدرت بيانا، ثمن "موقف مسيحيي فلسطين باقتصار احتفالاتهم على إقامة الشعائر الدينية، والوقوف صفًا واحدًا، مع شعبنا في قطاع غزة، الذي يتعرّض لعدوان صهيوني غاشم.

وأكدت حركة حماس "على أن هذا الموقف، يؤكد أن الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته، متوحد على طريق الصمود على أرضه والحفاظ على هويته، وحماية مقدساته الإسلامية والمسيحية".