لليوم الثمانين على التوالي، وحتى لحظة إعداد هذا الخبر يتواصل القصف "الإسرائيلي" المكثف على جميع مناطق قطاع غزة مخلفاً مزيداً من الشهداء والجرحى، في ظل انهيار المنطومة الصحية في القطاع المحاصر.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع إلى 20 ألفاً و674 شهيداً بالإضافة إلى 54 ألفاً و536 مصاباً، منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأشارت الوزارة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ 24 ساعة الماضية، 25 مجزرة بحق عوائل بكاملها، راح ضحيتها 250 شهيداً وأكثر من 500 مصاباً.

وهذه الحصلية لا تشمل الشهداء الذين ارتقوا بعد إعلان وزارة الصحة الذي جاء على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي في مستشفى "الهلال الإماراتي" بمدينة رفح، حيث ما تزال القصف الجوي والمدفعي متواصلاً على مناطق متفرقة في القطاع، لا سيما مخيمي البريج والنصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.

وتأتي هذه الاحصائيات الرسمية بعد واحدة من أكثر الليالي دموية في القطاع جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ 11 أسبوعاً على القطاع.

وفي تصريح له بعد ساعات من المؤتمر الصحفي أكد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: إن طائرات الاحتلال تستهدف الفلسطينيين في الشوارع العامة بمدينة غزة.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن عشرات الفلسطينيين ارتقوا بعد أن شنت طائرات ودبابات الاحتلال قصفاً مكثفاً على المنازل والطرق في مخيمات البريج والنصيرات والمغازي وسط قطاع غزة.

ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقاطع مصورة للمصابين وهم ينقلون إلى المستشفيات، وصور انتشال جثامين الشهداء وقال: إن طائرات الاحتلال تقصف الطرق الرئيسية وتعرقل مرور سيارات الإسعاف والطوارئ، ويظهر أحد المقاطع المصورة نجاة طواقم الإسعاف من قصف مدفعي "إسرائيلي" في حي الكتيبة بخان يونس.

وفي بيان آخر له، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن قوات الاحتلال دهمت مركز جباليا الطبي ودمرت مركبات الإسعاف فيه وأجبرت النازحين والطواقم والمتطوعين على إخلائه.

وأضاف أن 12 مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر اتجهت من خانيونس بتنسيق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتجاه غزة لإخلاء المركز ، كما أكدت أنه سيتم إجلاء 21 جريحاً من المستشفى الأهلي المعمداني و12 جريحاً ونازحاً من مستشفى الشفاء.

جرحى ومرضى يواجهون موتاً محققاً شمالي قطاع غزة

وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن الاحتلال أجبر 800 ألف نسمة في شمال قطاع غزة على البقاء بلا خدمات صحية، مضيفاً أن الجرحى والمرضى والنساء الحوامل والأطفال الرضع يتعرضون للموت المحقق.

وأضاف القدرة بمؤتمر صحافي أن "نسبة الإشغال السريري في مستشفيات جنوب القطاع بلغت 350% ومئات الجرحى يفترشون الأرض في الأقسام وغرف العمليات"، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية عاجزة أمام مئات الحالات الحرجة والخطيرة والمعقدة والحروق الشديدة نتيجة عدم توفر الإمكانات العلاجية والبشرية والسريرية المطلوبة لها.

وأوضح أن "الطواقم الطبية تفاضل بين الحالات الحرجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونفقد عشرات الأرواح يومياً نتيجة ضعف الإمكانات الطبية".

ولفت إلى أن 900 ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، مضيفاً أن 50 ألف سيدة حامل في تلك المراكز بلا ماء وطعام أو رعاية صحية. وقال: إن نحو 180 سيدة تضع مولودها يومياً في ظروف غير آمنة وغير إنسانية.

9 آلاف فلسطيني استشهدوا بسبب عدم القدرة على علاجهم

وفي سياق متصل، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الاثنين: إن أكثر من تسعة آلاف شخص استشهدوا بسبب عدم القدرة على علاجهم، مشيراً إلى أن 23 مستشفى في القطاع أخرجت من الخدمة بسبب القصف "الإسرائيلي".

وأضاف الثوابتة أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب انهيار القطاع الصحي، مؤكداً أن المساعدات التي تصل لا تغطي سوى 2% من احتياجات القطاع الصحي، مطالباً بإدخال 1000 شاحنة مساعدات يوميا لاستعادة القطاع الصحي.