أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتفاع عدد قتلاه منذ بدء عملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 501 قتيل بين ضابط وجندي، وذلك عقب تكبده خسائر بشرية كبيرة خلال في معاركه البريّة المتواصلة في قطاع غزّة، واعترافه بالمزيد من القتلى والجرحى.
وصباح اليوم، أعلن جيش الاحتلال مقتل 3 عسكريين بينهم ضابطين أحدهم برتبة نائب قائد سرية، وآخر نائب قائد كتيبة 460-مدرعات برتبة رائد، قال إنّهم قتلوا في معارك اللية الفائتة وسط قطاع غزّة، وأصيب 3 آخرين بجراح خطيرة.
كما اعترف جيش الاحتلال، بإصابة 49 عسكرياً بين ضابط وجندي، في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما يرفع عدد المصابين إلى 921 عسكريا منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة. بحسب اعترافات الجيش.
وأضاف جيش الاحتلال في بيانه، أنه منذ بداية المعركة البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أصيب 206 عساكر بجروح خطرة، و340 بجروح متوسطة، و357 إصاباتهم طفيفة.
فيما تداول الإعلام "الإسرائيلي" أنّ 11 قتيلا من ضباط الجيش وجنوده، قتلوا خلال الساعات الـ 48 الفائتة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 173 قتيلا منذ بدء هجومه البري على غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جنرال سابق ومحلل " إسرائيلي" يكذب مجريات المعركة كما ينقلها الجيش
يأتي اعلان جيش الاحتلال عن هذه الأرقام غالباً، عقب نشر كتائب القسام وفصائل المقاومة، تسجيلات فيديو تظهر استهداف مباشر لجنود الاحتلال، سواء كانوا راجلين أم في الياتهم وجيباتهم العسكرية، الّا أنّ معطيات نشرتها تقارير صحفية في "إسرائيل" أفادت مؤخراً، عن إدراج 3 الاف جندي من جنود جش الاحتلال في قائمة أصحاب الإعاقات الدائمة، فيما تتحدث الأرقام عن أكثر من 5 الاف جريح.
الّا أنّ التشكيك بروايات جيش الاحتلال التي يقدمها حول مجريات المعارك للداخل " الإسرائيلي" لا يتوقف فقط عند أرقام القتلى والمصابين، بل يتجاوز ذلك حول مصداقية المعلومات التي ينشرها المتحدث العسكري لجش الاحتلال، عن عمليات القضاء على عناصر (حماس) وشل قدرات كتائب القسّام القتالية، والتقدم في الميدان، وتناقض ذلك ما يرصده الخبراء والمعلقون " الإسرائيليون" من الجنود العائدين من المعركة.
الجنرال و مفوض الشكاوى السابق في جيش الاحتلال يتسحاك بريك، وهو من المعلقين الاستراتيجيين المؤثرين في صحيفة "هآرتس" العبرية، أكّد في مقال نشره في الصحيفة أنّ ما يقدمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري والمعلقون الاستراتيجيون عبر الإعلام حول مجريات المعارك، هو عرضاً كاذباً، حول تكبيد حماس الاف القتلى وقتالها وجهاً لوجه في غزّة.
وأعتبر بريك، أنّ المعلقون على مجريات الحرب الذين يستضيفهم الإعلام " الإسرائيلي" عليهم أن يكونوا أكثر تواضعاً، لأنّه بحسب الجنرال السابق، ما يأتي من الميدان من الجنود العائدين من المعركة يشير إلى أنّ "مقاتلي حماس يخرجون من الأنفاق ويزرعون المتفجرات وينصبون الفخاخ ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات ويختفون مرة أخرى في الأنفاق" ما يعني عدم وجود قتال وجهاً لوجه.
بل ذهب بريك في عرض معطيات المعركة وفق ما رصدها إلى أنّ أعداد القتلى من عناصر حماس بنيران الجيش على الأرض أقل بكثير مما يتحدث عنه المتحدث باسم الجيش والمحللون العسكريون عبر الإعلام، وفي المقابل معظم القتلى والجرحى من الجيش أصيبوا بالمتفجرات وقذائف مضادات الدبابات التي يطلقها مقاتلو حماس.
اقرأ/ي ايضاً: تشاؤم في الصحافة "الإسرائيلية" من تحقيق "نصر" في قطاع غزّة
ولفت بريك، إلى أنّ ما يقوم به المتحدث العسكري والقيادة الأمنية، غرضه تقديم الحرب على أنها نصر عظيم قبل أن تتضح الصورة، وأشار إلى أنّ "الجيش والقيادة الأمنية جندوا وسائل الاعلام الكبرى لنقلها إلى غزّة، وأنّ الحرب الحالية هي الأكثر تصويراً في تاريخ حروب "إسرائيل" وربما العالم كلّه" حسبا أضاف.
ونقل بريك تأكيدات قادة عسكريين "إسرائيليين" يقاتلون في القطاع، أنّه من الصعب للغاية منع حماس من إعادة بناء قدراتها حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي. مشيراً إلى أنّ تدمير أنفاق حماس سوف يستغرق سنوات عديدة، وسيكلف "شعب إسرائيل" خسائر كثيرة.
وأضاف: "فالجيش يعترف اليوم بأن هناك مئات الكيلومترات من الأنفاق المتفرعة والعميقة، بعضها مكون من عدة طوابق، وبعضها تتضمن مراكز ضبط وسيطرة، وقد بنتها حماس لعقود من الزمن لسنوات عديدة ساد خلال الادعاء القائل بأن حماس تم ردعها."
ولفت بريك في مقاله، إلى أنّ "الجيش ارتكب اخطاءً مدمرة، كخلقه صورة للنصر حتى قبل أن يقترب من الهدف المنشود، واعتبر ذلك أنّه يمكن أن يكون مدمرًا للغاية إذا لم يتم تحقيق أهداف الحرب بالكامل وهي تدمير قدرات حماس وإطلاق سراح الرهائن."
ورأى الجنرال السابق، " أن القناعة لدى الجيش بأن حماس تم ردعها أدت إلى إلغاء جميع الخطط ووسائل الحرب في قطاع غزة وضد الأنفاق، ولم يجلس الخبراء للبحث والتخطيط وإنشاء التدابير المناسبة للحرب السرية، "ولهذا نحاول اليوم أن نرتجل الحلول، لكن لا سبيل لتقديم حل فعال" وفق قوله."
يأتي ذلك، في وقت يواصل جيش الاحتلال حربه على المدنيين الفلسطينيين في يومها 83 وأوقعت أكثر من 21 ألف شهيد وعشرات الاف الجرحة والمفقودين، ودمار كبير في البنى التحتية، في وقت يواجه الاحتلال مقاومة عنيفة على كافة محاور القتال في قطاع غزّة.