أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله، مي الكيلة، الإثنين، بدء دخول مطاعيم أطفال روتينية إلى غزة، من خلال معبر رفح البري، لأول مرة منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت الكيلة في بيان: إن "الطعومات التي اشترتها الحكومة الفلسطينية، إضافة لما تبرعت به منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بدأت بالدخول إلى القطاع"، مضيفة أن "وزارة الصحة المصرية وافقت في وقت سابق على استخدام سلسلة التبريد الموجودة في الأراضي المصرية لحفظ المطاعيم إلى حين إدخالها لغزة، حيث تم التعامل معها وإدخالها لغزة ضمن المعايير العالمية المتبعة لحفظ المطاعيم، وفق إشراف (يونيسف)".
وذكرت أن ذلك يأتي في ظل الوضع الوبائي الحرج الذي تسببت به الحرب "الإسرائيلية" على القطاع،وتضم الشحنة التي دخلت غزة طعومات شلل الأطفال والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وغيرها من الطعومات الروتينية الخاصة بالأطفال، وهي تكفي لفترة تتراوح بين 8 إلى 14 شهراً.
يذكر أن هذه أول شحنة طعومات تدخل قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في وقت سابق، نقلاً عن تقارير من السلطات الصحية في غزة، بأن نصف النساء الحوامل اللائي يبحثن عن الأمان في الملاجئ في القطاع يعانين من العطش وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، فضلاً عن النقص في التطعيمات للأطفال حديثي الولادة، وأن واحداً من كل طفلين نازحين يواجه الجفاف وسوء التغذية والمرض.
في غضون ذلك أكدت وزارة الصحة في غزة أن 900 ألف طفل في مراكز الإيواء معرضون لمخاطر البرد الشديد والجفاف وسوء التغذية والأمراض التنفسية والجلدية المعدية والاضطرابات النفسية، في ظل ظروف إنسانية وصحية قاهرة يعيشها أكثر من مليون و900 ألف نازح في القطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسم الوزارة في غزة أشرف القدرة: إن هناك 50 ألف سيدة حامل يعانين من سوء التغذية والمضاعفات الصحية، وخاصة ذوات الحمل الخطر، نتيجة عدم توفر مياه الشرب والنظافة والطعام والرعاية الصحية في مراكز الايواء، مشيراً إلى أن النازحين في القطاع يتعرضون لمخاطر المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية نتيجة انعدام المأوى المناسب والماء والطعام والدواء في الأماكن التي نزحوا إليها.
وطالب القدرة المؤسسات الأممية بإجراء "تدخلات عاجلة لإنقاذ حياة الأطفال والسيدات الحوامل والمرضى، ومنع الكارثة الصحية والانسانية والنفسية في مراكز الإيواء.
من جهته، أفاد مدير مستشفى الصداقة الفلسطيني-التركي بغزة صبحي سكيك، الاثنين، بوجود 10 آلاف مريض سرطان في القطاع دون أدوية، بعد خروج المستشفى عن الخدمة "قسراً" جراء استهدافه من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" واستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.
وقال سكيك، في مؤتمر صحفي: إنه "بعد خروج مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني للسرطان، قسراً عن الخدمة يوجد عشرة آلاف مريض سرطان في ظروف قاهرة وغير إنسانية"،مضيفاً: إنه لا يوجد لديهم أي نوع من الأدوية الخاصة بعلاج السرطان في قطاع غزة.
وطالب سكيك كافة الدول بإعادة تشغيل مستشفى الصداقة الذي يعتبر الملاذ الوحيد لمرضى السرطان بالقطاع المحاصر.
وتستمر حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة لليوم الـ 87 على التوالي ومع تصاعد المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، ارتفع عدد الشهداء في القطاع إلى إلى 21 ألفاً و978 شهيداً، بينهم أكثر من 9 آلاف طفل و6500 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 57 ألفاً و697 فلسطينياً في ظل انهيار المنطومة الصحية ومخاوف على حيواتهم جراء عدم توفر العلاج اللازم.