شهدت العاصمة اللبنانية بيروت عصر اليوم تشييعاً حاشداً لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الشهيد صالح العاروري والقيادي في كتائب القسام بلبنان الشهيد عزام الأقرع والشهيد محمد الريس أحد كوادر الحركة، والذين ارتقوا جراء عملية اغتيال "إسرائيلية" استهدفت القيادي العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت.

عملية الاغتيال أسفرت أيضاَ عن استشهاد ثلاثة آخرين من قيادات وكوادر الحركة، وهم الشهيد أحمد حمود الذي تم تشييعه أمس الأربعاء في مسقط رأسه بمخيم برج الشمالي جنوبي لبنان، والشهيد محمود بشاشة وهو لبناني الجنسية وتم تشييعه اليوم في البقاع، فيما سيشهد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان غداً الجمعة تشييع الشهيد سمير فندي (أبو عامر) وهو من قياديي كتائب القسام في لبنان.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة له عبر الهاتف خلال التشييع: إن عملية الاغتيال للشهيد العاروري في قلب العاصمة بيروت دليل على العقلية الدموية للاحتلال "الإسرائيلي" ونهجه منذ عقود، مضيفاً أن الاحتلال يهرب من فشله عبر هذه المجزرة التي ستبقى شاهدة على دمويته كمجزرة صبراً وشاتيلا.

وتحدث هنية عن شهداء عملية الاغتيال قائلاً: إن فلسطين ولبنان يودعان رجالاً أشداء خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات، مشيراً إلى أن الشهيد العاروري كان على رأس قيادة حركة حماس في الضفة وأنه رسم مسارات استراتيجية، و"فيما كانت الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد ونجح في استئناف المقاومة فيها".

وأكد هنية أنّ الاغتيالات لن تُحبط الشعب الفلسطيني "فمعركتنا طويلة وقدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم ونحن على يقين بالنصر"، مشيراً إلى أن "سياسة الاغتيال ممتدة منذ أن طالت أيضاً قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان كما حصل مع السيد عباس الموسوي"

وانطلق موكب التشييع من مسجد الإمام علي في منطقة الطريق الجديدة بالعاصمة بيروت حيث أديت صلاة الجنازة على جثامين الشهداء، ليسير المشيعون -وعددهم بالآلاف وقد قدموا من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان يتقدمهم مسؤولون في الفصائل الفلسطينية- باتجاه مقبرة الشهداء المحاذية لمخيم شاتيلا حيث ووريت جثامين الشهداء الثرى، وتحول موكب التشييع إلى مسيرة رددت خلالها هتافات التحية لأرواح الشهداء والتنديد بعملية الاغتيال "الإسرائيلية" بحقهم، وكذلك ردد المشيعون هتافات تحيي المقاومة الفلسطينية كطريق وحيد لتحقيق الانتصار وإنهاء الاحتلال على أرض فلسطين.

ووصف الناطق الرسمي باسم حركة حماس في لبنان، جهاد طه عملية اغتيال العاروري بالنكراء، لكنه أشار إلى أنها "في نفس الوقت بمثابة قوة للشعب الفلسطيني لأن دماء الشهداء ودماء قادة حركة حماس منذ استشهاد الشيخ احمد ياسين مروراً بالقائد عبد العزيز الرنتيسي واسماعيل ابو شنب ستزهر نصراً باذن الله".

وأضاف طه: "إن الكوكبة من الشهداء التي نشيعها في هذا المشهد المهيب من بيروت لن تزيدنا الا قوة وعزيمة وإصراراً على مواصلة طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال وعودة فلسطين من البحر الى النهر".

من جهته قال مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في صيدا عمار حوران : إن القائد الذي يستشهد يخلفه ألف قائد، مضيفاً: "نقول للعدو الصهيوني الذي يرتمكب المجازر في كل الجبهات وفي كل الساحات بدأ من فلسطين ولبنان وسوريا أنها لن تثني الشعب الفلسطيني عن التحرير والعودة".

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد