في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة لليوم الـ 92، وقصف الاحتلال جواً وبراً وبحراً المتواصل على مختلف أنحاء القطاع، تزداد الأوضاع الإنسانية تفاقماً، حيث يتعرض قرابة 1.9 مليون نازح للمجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وانعدام المأوى والماء والطعام والدواء.
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قال اليوم السبت 6 كانون الثاني/يناير، إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 29 ألفا و 722 شهيداً ومفقوداً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، منهم 10 آلاف طفل، و7 آلاف امرأة.
وأشار المكتب الحكومي إلى ارتكاب جيش الاحتلال 1903 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وسرقة أموال وذهب من القطاع بقيمة 90 مليون شيكل، عدا عن استهداف وإخراج 30 مستشفى في القطاع عن الخدمة، وتدمير 69 ألف وحدة سكنية كلياً، و290 ألف وحدة جزئياً.
يأتي ذلك، بظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، حيث واصل الاحتلال استهداف مناطق متفرقة بقطاع غزة، وأدى قصف الاحتلال مساء اليوم، لمنزل عائلة بريص في مخيم خانيونس جنوبي القطاع، إلى ارتقاء 10 شهداء بينهم أطفال ونساء، وعدد كبير من الجرحى والمفقودين.
فيما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مخيمات المحافظة الوسطى، وسط قصف مدفعي مكثف استهدف مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة، فيما اندلع حريق شرق مخيم النصيرات جراء تواصل القصف "الإسرائيلي".
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 22 ألفاً و 722 شهيداً ، في حين بلغ عدد المصابين 58 ألفاً و166 مصاباً.
وأضافت الوزارة في بيان لها اليوم، عن ارتكاب جيش الاحتلال 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 122 شهيداً و256 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أنها نجحت في تشغيل عدد من غرف العمليات بمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وقبل أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها نجحت في تزويد مستشفى الشفاء بالوقود لمواصلة تقديم الخدمات الصحية الأساسية، ومستلزمات طبية وأدوية.
يذكر أن قوات الاحتلال احتلت مستشفى الشفاء، واعتقلت مديره وعدداً من الأطباء والمصابين، ثم دمرت أجزاء واسعة منه، بدعوى استخدام حركة حماس للمستشفى كمركز لإدارة عملياتها العسكرية.
صحة رام الله: نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء والكهرباء في مستشفيات القطاع
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في مدينة رام الله المحتلة، السبت، أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يواجهون تحديات في تقديم المساعدات الحيوية شمال وادي غزة، لليوم الثالث، بسبب التأخير في الوصول، والرفض، والقصف الإسرائيلي العدواني في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة برام الله في تقرير صادر عنها : "لا تزال كمية المساعدات التي تصل إلى غزة غير كافية إلى حد كبير، مع تضرر الطرق وإطلاق النار على القوافل، وتعرض المرافق الطبية لهجمات لا هوادة فيها، إذ تعاني نقصاً حاداً في الإمدادات جميعها، وتغمرها أناس يائسون في البحث عن الأمان".
وأوضحت صحة رام الله، أن قطاع غزة يعاني انقطاع التيار الكهربائي، بعد أن قام الاحتلال "الإسرائيلي" بقطع إمدادات الكهرباء، واستنفاد احتياطي الوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، ولا يزال قطع الاتصالات والوقود يعيق إلى حد بعيد جهود مجتمع المساعدات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة والاستجابة بشكل مناسب للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
85% من سكان غزة مهجرون قسراً
وتحت عنوان "التهجير القسري" قالت وزارة الصحة برام الله: إنه لا يزال الحصول على رقم دقيق للعدد الإجمالي للأشخاص النازحين قسراً أمر صعب، في حين ما نسبته 85% من سكان غزة (حوالي 1.93 مليون مدني) مهجرون قسراً، وقد تم تسجيل ما يقرب من 1.2 مليون نازح داخلي في 154 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة، منهم حوالي مليون نازح مسجل في 94 ملجأ للأونروا جنوب قطاع غزة.
وبينت الوزارة أن الحصول على بيانات دقيقة بشأن النازحين قسراً يعد أمراً صعباً، نظراً للصعوبات في تتبع النازحين المقيمين مع العائلات المضيفة، أو في الشوارع.
وتابعت: أصبحت محافظة رفح المكان الرئيسي للنازحين، حيث تستوعب أكثر من مليون شخص في بيئة شديدة الكثافة السكانية، وتأتي هذه الزيادة في عدد السكان نتيجة لتصاعد العدوان "الإسرائيلي" في خان يونس ودير البلح، والتي تفاقمت بسبب أوامر الإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء والكهرباء في المستشفيات
وقالت وزارة الصحة برام الله: إن هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية: مستلزمات التخدير، المضادات الحيوية، السوائل الوريدية، مسكنات الألم، الأنسولين، الدم ومشتقاته. وأن المعدات الطبية لا تعمل بشكل متزايد في المستشفيات (مثل أجهزة المراقبة، وأجهزة التنفس الصناعي، والحاضنات، والأشعة السينية والأشعة المقطعية، وأجهزة التحليل، وأجهزة التخدير)، والتي تعتمد على الكهرباء. وهناك نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء والكهرباء في المستشفيات والمرافق الطبية.
وشدّد التقرير على أن غزة تواجه نفاداً خطيراً في مخزون اللقاحات، ما يساهم في حدوث أكثر من 360,000 حالة من الأمراض المعدية في ملاجئ الأونروا.
وأضافت الوزارة تواجه الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية، وأولئك الذين يعانون ضعف جهاز المناعة، ظروف إيوائية صعبة.
أما عن الاحتياجات الصحية ومخاطر الأمراض غير المعدية الحالات طويلة المدى، ذكرت الوزارة أن 1,100 مريض بحاجة إلى غسيل الكلى، وأن أكثر من 485 ألف مصاب باضطرابات الصحة النفسية قبل العدوان الأخير، وأن هناك خطراً متزايداً لحدوث آثار نفسية متعددة ناجمة عن القصف المكثف والنزوح وانعدام الأمن الغذائي إلى جانب الإصابات الجسدية الخطيرة مثل فقدان أجزاء من الجسم، وتتفاقم هذه التحديات بسبب التأثير المدمر لرؤية جثث الضحايا من حولهم وفقدان أفراد الأسرة والمنازل والكرامة.
وأضافت أن 225,000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000 مريض مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية 71,000 مريض مصاب بالسكري. ويتم تشخيص أكثر من 2000 شخص بالسرطان كل عام، من بينهم 122 طفلاً في القطاع.
وفيما يتعلق بالصحة الإنجابية وصحة الأم والمواليد والطفل، بينت "صحة رام الله" أن 52,000 امرأة حامل، وحوالي 183 ولادة يومياً، و5,500 طفل ولدوا في الشهر الماضي. وإن 61% من الحاضنات في الشمال تحتاج إلى كهرباء، و130 طفلاً خدجاً يعتمدون على الحاضنات.
وتابعت تواجه النساء الحوامل والأطفال النازحون في الملاجئ تحديات مثل العطش وسوء التغذية وعدم كفاية الرعاية الصحية والجفاف وأمراض الجهاز التنفسي والجلدية والبرد الشديد ونقص التطعيمات.
وعن انعدام الأمن الغذائي قالت الوزارة إن جميع سكان قطاع غزة (2.2 مليون نسمة) يتعرضون لخطر المجاعة الوشيك كما ورد في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وعن الهجمات المسجلة على المرافق الصحية والعاملين فيها، قالت وزارة صحة رام الله في تقريرها : إن إجمالي 294 هجوماً على المرافق الصحية والعاملين فيها، وهذا هو أعلى سجل إجمالي مسجل للهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها.
يذكر أن وزارة الصحة برام الله، أعلنت عن استشهاد 326 من الكوادر الصحية، وإصابة 764 آخرين برصاص الاحتلال "الإسرائيلي"، واحتجاز/ اعتقال 65 عاملاً في مجال الصحة، وتأثر 94 منشأة صحية منها 26 مستشفى متضررة، بالإضافة إلى 76 سيارة إسعاف.