ارتفعت حصيلة حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ 104 أيام إلى 24 ألفاً و620 شهيداً ممن وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، و61 ألفاً و830 جريحا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفقا لآخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع اليوم الخميس.
وقالت وزارة الصحة: إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 172 شهيداً و326 إصابة خلال الـ ـ24 ساعة الأخيرة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جهته أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع ارتفع إلى 31 ألفاً و620 بينهم 24 ألفاً و620 شهيداً (منهم 10 آلاف و800 طفل شهيد و7250 شهيدة) بالإضافة إلى 7 آلاف مفقود 70 % منهم أطفال ونساء، مشيراً إلى وجود 11 ألف جريح -من بين 62 ألفاً و830 جريحاً- بحاجة ماسة وعاجلة للسفر من أجل تلقي العلاج بالخارج.
وأضاف المكتب: إن عدد الشهداء الصحافيين ارتفع إلى 119 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وذلك بعد ارتقاء الزميل وائل رجب أبو فنونة مدير عام قناة "القدس اليوم" الفضائية.
يأتي هذا فيما يتواصل القصف "الإسرائيلي" الكثيف على كافة مناطق القطاع المحاصر، وأظهرت مقاطع فيديو اليوم حجم الدمار الهائل في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة مع اشتداد القصف المدفعي والجوي على مربعاته السكنية خلال الأيام الماضية.
وقالت إحدى الناجيات من القصف "الإسرائيلي" في المخيم: إنهم عاشوا أياماً عصيبة مع كثافة الاستهداف "الإسرائيلي" لمنازل المدنيين، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهدف بنيرانه عدداً من أفراد أسرتها عندما عادوا ليتفقدوا منزلهم ما أدى إلى استشهاد بعضهم وإصابة آخرين.
وأضافت: أن أوضاعهم الإنسانية في المخيم صعبة للغاية ولا يوجد لديهم طعام ولم تقدم لهم وكالة "أونروا" أي إمدادات تساعدهم خلال الفترة الماضية
آثار الدمار المروّع في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع #غزة جراء القصف "الإسرائيلي" الكثيف خلال الأيام الماضية وسيدة تتحدث عن استهداف أفراد من عائلتها أثناء تفقدهم لمنزلهم#غزة_تحت_القصف #غزة_الآن#GazaGenocide #gazaunderattack pic.twitter.com/MCCHQCjc3S
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 18, 2024
كما أظهرت صورٌ فلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى وهم يشيعون جثامين شهداء مجهولي الهوية انتشلت جثامينهم من مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة بعد أيام من ارتقائهم وعدم التمكن من الوصول إليهم بسبب اشتداد القصف "الإسرائيلي" لا سيما المدفعي.
تواصل المجازر "الإسرائيلية" وسط انقطاع الاتصالات لليوم السابع على التوالي
وعقب بيان وزارة الصحة، استمر عداد ضحايا المجازر "الإسرائيلية" بالارتفاع، وقالت مصادر إعلامية: إن 3 فلسطينيين من عائلة أبو قدوس استشهدوا جراء قصف "إسرائيلي" في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، مضيفة أن 12 شهيداً وصلوا خلال الساعات الأخيرة إلى مستشفى الشفاء بغزة.
كما نقلت المصادر أن 19 شهيداً ارتقوا اليوم جراء الغارات "الإسرائيلية" على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وتتواصل المجازر "الإسرائيلية" وسط انقطاع شبكتي الاتصالات والانترنت عن القطاع لليوم السابع على التوالي، قال مرصد "نت بلوكس" (NetBlocks) المتخصص في مجال مراقبة أمن الشبكات: إن غزة دخلت يومها السابع بدون اتصالات مع تجاوزها لـ 144 ساعة من انقطاع الشبكة، مشيراً لى أن الانقطاع الحالي هو الأطول منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أكد في وقت سابق، أن قطع الاتصالات والانترنت يعني حدوث كوارث تهدد حياة الفلسطينيين، ويعني عدم إمكانية الوصول للشــهـداء والجرحى، وبالتالي ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مضاعف في ظل استمرار الحرب الوحشية والقصف المتواصل للمنازل والأحياء الآمنة، مشيراً إلى أن "جريمة قطع الاتصالات" تعمل على تعميق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
دمار هائل سببه القصف "الإسرائيلي" على منطقة أبراج عين جالوت بـ #مخيم_النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع #غزة خلال الأيام الماضية#غزة_تحت_القصف #غزة_الآن #GazaGenocide #gaza pic.twitter.com/LIEGqUrIoY
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 17, 2024
جمعية الهلال الأحمر تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وشمالي القطاع
إلى ذلك، تتعمق الأزمة الإنسانية في القطاع سواء في المناطق الشمالية التي لا تصل إليها المساعدات الإنسانية القليلة التي تدخل عبر معبر رفح، أو في الجنوب لاسيما رفح التي تكاد تتفجر بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية مزرية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الخميس: إن نحو 800 ألف فلسطيني يعانون انعدام الأمن الغذائي، ونقص المياه النظيفة، مشيرة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في محافظتي غزة والشمال، جراء استمرار حرب الإبادة والحصار "الإسرائيلي" الذي يمنعان إيصال المساعدات.
وحذرت الجمعية من تفاقم الصعوبات في ظل تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، عدا عن شح كبير في المواد الأساسية، بما في ذلك الخبز والخضراوات وحليب الأطفال والأدوية والفوط الصحية، مشيرة إلى أن الفلسطينيين هناك يلجؤون إلى طحن البقوليات، لمحاولة صنع الخبز لانعدام الطحين.
وأضافت: إنهم بعانون مع تفاقم الوضع في فصل الشتاء مع البرد الشديد، وندرة وسائل التدفئة والبطانيات والتغذية السليمة، خاصة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بغالبية المنازل وتحطم نوافذها.
وناشدت الجمعية المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية الدولية التدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بفتح ممر إنساني آمن يضمن وصول المساعدات إلى شمال القطاع، بما في ذلك المستلزمات الطبية والوقود، وتنفيذ برامج الإغاثة، وتحسين النظام الصحي في محافظتي غزة والشمال.
وشددت على أن استمرار منع الاحتلال إدخال الوقود إلى شمال القطاع، يهدد بتوقف عمل مركبات الإسعاف المتبقية ومولدات الكهرباء في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي، عدا عن الظروف غير الآمنة في هذه المناطق التي تعرقل حركة سيارات الإسعاف وفرق الإغاثة، ما يعيق تقديم الخدمات الإنسانية الحيوية.
وقالت الجمعية: إن فريق التقييم والتنسيق الميداني التابع لها، الذي وصل مدينة غزة قبل خمسة أيام، عمل على تحديد الاحتياجات والأولويات لإعادة تفعيل تدخلات الجمعية واستجابتها في غزة وشمالها، وأعيد تفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ في محافظة غزة، بعد أن توقفت قسرا قبل نحو شهرين، كما عمل على حصر الأضرار التي خلفها الاحتلال "الإسرائيلي" في مبنى مستشفى القدس، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تشغيل المستشفى تدريجيا، لا سيما أنه قد تعرض للحريق، وتم تدمير كافة الأجهزة الطبية بداخله.
وأضافت: أن فريقها زار المستشفيات العاملة بشكل جزئي في غزة والشمال، للاطلاع على قدرتها التشغيلية الحالية، وأهم التحديات التي تواجه الطواقم الطبية، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تشغيل المستشفيات بشكل تام، ووُضِعَت خطة للبدء في برنامج إغاثي شامل للمواطنين في المحافظتين، وبحث سبل تفعيل برنامج المساعدات الإنسانية فيهما بالتعاون مع المجتمع المحلي، لتسهيل مهمة التوزيع، والوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً.
وأكدت على ضرورة السماح بإجلاء الإصابات الخطيرة، ومرضى السرطان من شمال قطاع غزة، لتلقي العلاج في الخارج.
"لازاريني": لم يُسمح لنا بالذهاب إلى شمالي القطاع
في وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" خلال زيارته إلى رفح جنوبي القطاع: إنه لم يسمح له بزيارة مناطق شمالي غزة وأن "الوصول إلى هناك ما يزال مقيداً"
وأضاف في تقرير له: "غالبًا ما تتأخر قوافلنا وشاحنات المساعدات لساعات طويلة عند نقطة التفتيش. وفي الوقت نفسه، يقترب العديد من الأشخاص اليائسين الآن من شاحناتنا للحصول على الطعام مباشرة منها، دون انتظار التوزيع. وبحلول الوقت الذي تعطي فيه السلطات الإسرائيلية الضوء الأخضر لقوافلنا للعبور، تكون الشاحنات فارغة تقريباً"
وأكد "لازاريني" أن رفح أصبحت مزحمة للغاية وقد تضاعف عدد سكانها أربع مرات تقريبا، حيث بلغ عددهم أكثر من 1.2 مليون نسمة.
في بيان له مساء اليوم بعد زيارته إلى رفح المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" يقول: لم يسمح لي بزيارة شمالي قطاع غزة ولا يزال الوصول إلى المنطقة مقيداً للغاية، ويشير إلى أن عدد سكان رفح جنوبي القطاع تضاعف 4 مرات تقريباً وبلغ عددهم أكثر من مليون من ومائتي ألف#غزة_الآن… pic.twitter.com/iIWJLhFhWO
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 17, 2024
من جهته قال نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): إن قطاع غزة أخطر مكان على الأطفال في العالم، ووضعه تحول من كارثي إلى شبه منهار، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع قد يرفع عدد القتلى بسبب المرض والجوع.
وأضاف: إن سكان شمالي القطاع والنازحين لا يحصلون على المياه النظيفة، ولا يكاد يتوفر أي طعام، وأن الأطفال في غزة يفتقرون للعلاجات التي تحميهم من بتر أطرافهم
وأكد حاجة فرق المنظمة للدخول إلى جميع المناطق في قطاع غزة، والحاجة إلى مزيد من التجهيزات والمعدات وإلى الوصول إلى شمالي القطاع، موضحاً "من حقنا الوصول إلى جميع أنحاء قطاع غزة بموجب القانون الدولي الإنساني"