شارك عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين واللبنانين في مدينة صيدا جنوبي لبنان اليوم الجمعة، في تشييع جثمان الشهيد الشاب وليد أحمد حسنين الذي ارتقى أمس الأول الأربعاء بنيران جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جنوبي لبنان.
وانطلق موكب التشييع من مدخل مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين مسقط رأس الشهيد باتجاه منزله، قبل أن يتوجه إلى مسجد الشهداء وسط مدينة صيدا، ويصلى عليه ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة "سيروب" المحاذية للمخيم.
وكان الشهيد حسنين قد ارتقى يوم أمس الأول الأربعاء، ونعته كتائب الشهيد عز الدين القسام في لبنان معلنة أنه استشهد جنوبي لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى.
وخلال التشييع قال المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم المية ومية رفيق عبد الله: إن "الشهيد وليد ارتأى أن يكون في مجال المقاومة لإسناد أخواننا في فلسطين"، مضيفاً لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن مخيم المية ومية، كما كل المخيمات الفلسطينية في لبنان ، يُعدّ شبابه من أجل المشاركة الفاعلة نصرةً لغزة وتحرير فلسطين.
وبارتقاء الشهيد وليد حسنين يرتفع عدد الشهداء من الفلسطينيين الذين ارتقوا في لبنان منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى عشرين شهيداً، بينهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الذي استشهد مع 6 آخرين ( 4 فلسطينيين وشهيدان لبنانيان) جراء عملية اغتيال "إسرائيلية" في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري.
وارتقى في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي القيادي في كتائب القسام بلبنان خليل خراز جراء عملية اغتيال "إسرائيلية" جنوبي لبنان، وخلال الـ 105 أيام الماضية استشهد سبعة شبان من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وسبعة شبان من المخيمات الفلسطينية في لبنان من كتائب القسام وسرايا القدس ضمن مشاركتهم في معركة طوفان الأقصى على الحدود الفلسطينية- اللبنانية، وكان آخرهم الشهيد وليد حسنين.
وعبّر ابن عم الشهيد عن فخر عائلته باستشهاد وليد، قائلاً لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "رفع رأس عائلتنا بهذه الشهادة التي كانت فداءً للقدس وفلسطين" وتحدث عن صفات ابن عمه: " كان يتمتع بأخلاق عالية وسمعة طيبة بين عائلته وأبناء مخيمه".
بدورها نصرت الأشقر زوجة عم الشهيد أكدت أنه ليس كثيراً على غزة أن نقدم شهيداً من شبابنا من أجلها، وقالت: إن الشهيد كان يتحلى بالعديد من الصفات الحميدة، فقد كان خيّراً، مرِحاً، مُحباً للجميع ومقدماً يد المساعدة لهم في كل الأوقات.
وقال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد العلي لموقعنا: إن المخيمات لها الدور الكبير في الدفاع عن غزة والقدس وكل فلسطين، وكلٌ حسب دوره، "فالعالم والشيخ يوجه ويعلم ويوضح ويفتي ويحث على الجهاد، والإعلامي يبث الخبر الصادق لتعرية الاحتلال وفضح مجازره أمام العالم، التي يرتكبها بوحشية، في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة على وجه الخصوص وبأفظع الطرق والأساليب".
كما وجه اللاجئ الفلسطيني في صيدا الأستاذ زياد مناع رسالة الى أهل غزة قائلاً: "إننا لن ننساكم ، فنحن شركاء في الدم، وشهداؤنا شهداؤكم، ورغم مرارة اللجوء والهجرة فنحن لم ولن نتخلى عن فلسطين، وسنقدم أولادنا وأحفادنا في سبيل نصرتها تحريرها".
ومنذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر والتصعيد الذي تزامن معها على الحدود الفلسطينية - اللبنانية استشهد 14 شاباً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان على الحدود خلال مشاركتهم في عمليات ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي".